عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > موريتانيا > محمد المامي > جرى الحبّ في الأعضاء حيث جرى الدم

موريتانيا

مشاهدة
2862

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

جرى الحبّ في الأعضاء حيث جرى الدم

جرى الحبّ في الأعضاء حيث جرى الدم
فبا زُحَلِيّ اللون والدمع عندم
كلفت بما لا تستطيع دنوّه
فلو كنت جالينوس ما كدت تسلم
تسَلّ بقُنّاط المحبين لم تكن
بأول محروم سباه متبم
وأول من رام السلاطين ظلمه
أتحسبُ سلطان الهوى ليس بظلم
له سطوة حجاج في الأرض كلها
تدينُ له أهل العراق وتسلم
وخاتمُ ملك نقشه الحسن أحمرٌ
ومن أبلغ التعريض ذاك التختم
عليه دماء من شعوب كثيرة
تلى وزراء الحسن أن يهدر الدم
وخلد قطبي العفاف سجونَه
وليس لأهل السجن عنه مترجم
جنى أمويّ من جبابرة الهوى
عسى هاشميّ الوصل بالفتح يقدم
وما كنت أخشى أن يكون مسيطرا
عليّ ولما تدعه لي سُلّم
وما هو الا العدل يعقر دغفَلاً
فتسقى به ذات السنامين محرم
خليلي ولّى الصبر عنى هاربا
وأقبل من جيش الهموم عرمرَمُ
فان لم تكونا مثل صبري فاسهرا
معي إن جفني للرقاد محرّم
أرقت لليل عض ظلماء بدره
كما عض مشط العاج فرعا يُنَعّم
ورمت نجوما في دجاه كأنها
خواتمُ در في القرون تزمم
أخادع بالتشبيه قلبا مسهدا
خداع صبيّ ذي تمائم يفطم
إذا ما بكى أوصت إلى النجم أمّه
وللسبع العاوي أو الأشياء تُرعَم
يسهدها حتى تمل حياته
فطورا تفديه وطورا تأثّم
بها وجد مقلاةٍ تدلت لطفلها
من الجو فتخاء الجناجين متئمُ
تخاف على أفراخها مثل خوفها
على طفلها لكنها هي أحزم
تضمن فرع الدوح في الجو بيضها
ويضمن بالأخرى غدير وسلجم
ملاحس أولاد المهى في عذيّة
يمج لعاب المزن فيها فتلثم
كأن مرايا الروم انهار روضها
وأعناقهم في مائها تتوسم
يهودية الأنواء يقرا زبورها
محابر ظلمان لهن ترنم
تمثل مراءة السماء رياضها
وتطلع في النهار شمس وانجم
أريتكها يا قلب لو كنت مسليا
لك الماء والخضراء عما تكتم
هو الثالث الجالي دجى القلب حسنه
فأي وجوه الحسن صادك أبكم
أأسماء أم خرقاء أم هي عثمةٌ
أم أيلة أمعفراء أم هي تندم
فبح بالذي تهوى عسى أن تبح به
وتشكو إليه البعد يدنو فيرحم
سباني جميل لست أحسن وصفه
من اللؤلؤ المكنون أصفى وأوسم
يزين بديع الشعر أروع حسنه
كما زان دملوج الفريدة معصم
فإن تسألوا عن وصفه كلّ مقولي
وقس وسحبان ظونى وانتم
وان تسألوا عن داره فهي طيبة
وإن تسألوا عن مائه فهو زمزم
وان تسألا عن لونه فهو مشرَبٌ
وان تسألوا عن قدره فمعظم
وان تسألوا عن وجهه فهو روضة
وإن تسألوا عن خلقه فالتبسم
وان تسألوا عن بعده فهو خيبة
وان تسألوا عن قربه فهو مغنم
تلثم بدر التم بالمزن طالعا
فأزرى بذاك البدر منك التلثم
وأعجبنا برق الغمام وخبّه
فأزرى بذاك البرق منك التبم
وخان جمانا سلكها فتناثرت
فأزرى بذاك الدر منك التكلم
فذاك الذي لمتنني فيه عُذّلي
أحب إلى السجن من ما ذكرتم
لإن كان فضل الحب للحسن تابعا
تتوبوا من الحب الدنيّ وتندموا
فهل يستوي قدر المحبة عندكم
ومن شاق دينار ومن شاق درهم
فما يوسفي الحسن مثل عزيزه
ولا كزليخي المحبة زهدم
بمن قطعة أيدي العواذل نظرة
لشطر الذي فيه من الحسن مغرم
ومن أبصرت كمه الضباب جماله
وغار على الطرفاء جذع مهينم
ومن نشرت شمس الضحى لانتظاره
وطال بها يوم على البدر أيوم
ومن جعلت في كفه عصمُ الورى
لتظهر منه عفة وتكرم
ولما أقرّ الكون أن محمدا
لكل فروع الفضل أصل مقدّم
تبين محيوبي ومن قد أردته
وإن لم أعينه لاني منهم
فمنك استفاد الحسن كلّ يتيمة
من الدر يكساها غزال منعم
ومنك استفاد الضوء وجه غزالة
جنى الضوء منها زبرِقانٌ ومرزم
ومنك استفاد الحلم قيسُ بن عاصم
ومنه تلقاه الحفيد المحلم
ومنك استفاد العزم نوحٌ فما ابتلى
ومنك استفاد العلم خضر المعلّم
ومنك استفاد الحكم داوود وابنه
ومنك استفاد القرب موسى المكلّم
ومنك استفاد الصبر أيوب ذو البلا
ومنك استفاد اليمن عيسى ومريم
ومنك استفاد اسم الخليل ابن تارح
ومنك استفاد اسم الخليفة ءادم
ومنك استفاد البدر مقبول نوره
فلله تلميذ يشِفّ فيقسَمُ
ومنك استفاد الغيثُ مشهور جوده
فلله تلميذ من الشمس يعصمُ
حبيبي قد أحببته دون حبه
وفي ذاك تأديب على مسلم
فلو أنني أحببته قدر حبه
لما غاب عني منه جيدٌ ومبسم
ولو أنني أحببته قدر حبه
لطال من الدنيا على تلوم
ولو أنني أحببته قدر حبه
لذبت على نار من الحب تضرم
فإن كنت عن نار المحبة قاصرا
فإني لآذان المديح مخَضرم
ومنك استفاد الأقحوان نضارةً
وحسن نبات الثغر إذ يتبسم
ومنك استفاد الخيزرانُ مكانةً
فصلى عليه العاشقون وسلموا
ومنك استفاد البيت في الناس هيبة
وركناً به ذنب الورى يتحطم
ومنك استفاد العيد ذكرا وزينة
وصورة فرد للطوائف يهرمُ
ومنك استفاد الغصنُ لينا وجدة
تمنّتهما في الحي خود وأيّم
كما شدةً منك استفاد ركانة
وعضّ الضريبات الحسام المصَمّم
ومنك استفاد الطود فرط ثباته
فأفرط قرنٌ في ارتعاش ومجرِمُ
ومنك استفاد الليثُ كرّا على العدا
فللّه تلميذٌ على العبد منعم
محمد المامي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2014/05/20 01:18:38 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com