عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد الهمذاني > يا من هو المراد والسلطان

العراق

مشاهدة
338

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا من هو المراد والسلطان

يا من هو المراد والسلطان
ذلت له الملوك اين كانوا
تواضعت لمجده الاكاسره
تقاصرت عن عزه القياصره
احمد اذ بلغنا المرادا
فرج عنا الكرب الشدادا
مصليا على الرسول الخاتم
وآله الملوك في العوالم
وبعد فالملك ترى عقيم
ليس عليه ملك يقيم
وكل سلطان له أيام
قدرهن الملك العلام
وقد تولى من بني عثمانا
عبد المجيد من سما كيوانا
وكان محسنا الى البرايا
مجتنبا للجور في القضايا
فماح اريح عدله في الملك
وجل نظم نعته بسمك
ثم مضى عن عدة من ولد
مستبشرا لى جنان الخلد
في غرر الاوصاف قد فاقوا الامم
ومن يشابه أبه فما ظلم
وعن اخ عقبه شقيقا
في بادىء الرأي يرى شفيقا
وقد غوت من بعده الغوغاء
وفيهما قد ضلت الاراء
الى ان استقر رأيهم على
اخيه لا يبغون عنه حولا
وفي نفوس البعض شيء خافي
لم يبده خوفا من الخلاف
فلبس التاج وبايعوه
على سرير الملك أجلسوه
وبعدما استقل بالخلافه
وطأطأت له اولوا الشرافه
فكر ساعيا ببذل جهده
ان يجعل ابنه ولي عهده
فلم يوافقه على خياله
وجوه صحبه ولا رجاله
فان أمر الملك للقريب
وانه يكون بالترتيب
والسابقون فيه سابقونا
اولئك الغر المقربونا
فمقتضى القانون انه الى
ولد اخيه امثلا فأمثلا
وبعدهم الى ابنه يؤل
لكن هذا مدة يطول
مذ ظفرت آماله باليأس
ونتجت افكاره بالعكس
اعرض عن تدبير أمر المملكه
القى بأيديه لوادي التهلكه
وادخر النقود والاموالا
لولده ولاحظ المآلا
ووضع الكنوز عند الدول
ذخيرة للزمن المستقبل
يآخذ منهم نفعها كل سنة
وهذه تجارة لا سلطنة
وقد بدت منه لهم خيانة
وما ينافي العقل والديانة
والخلط في الاقوال والافعال
والخبط في تقلب الاحوال
استظهروا من فعله الخبالا
واستشعروا في عقله اختلالا
فان كل ما قضاه او نهى
عنه فلا يرضى به اولو النهى
فاحضروا من حكماء الملل
ليكشفوا عما به من علل
فحكموا عليه بالجنون
وانه فيه على فنون
وكتبوا في ذلك المجله
وشهد الاعيان والأجله
وشيخ الاسلام عليه وقعا
ان جن ذو خلافة فليخلعا
فاجتمعوا لخلعه لديه
وهجموا بجمعهم عليه
ووقروه ثم عزروه
وعن سرير الملك اخروه
وجردوه عن ثياب السلطنة
بكلمات مزعجات خشنة
وادخلوه داره محبوسا
وصار من حياته مأبوسا
ولم يكن له بها أنيس
الا اليعافير والا العيس
وجعلوا الحراس حول الدار
للامن من غائلة الفرار
وقد تولى مدة مقدرة
ستة أعوام تليها عشرة
وقدموا للملك بالاجماع
نجل اخيه الملك المطاع
الماجد المراد للخلائق
لا زال محفوظا من الطوارق
فالبسوه التاج بالتعظيم
وقلدوه السيف بالتكريم
وعمه من بعد ما قد حبسا
صار بعينيه الصباح كالمسا
بات كما تملك السليم
يقول وهو مغضب كظيم
ليت وهل ينفع شيئا ليت
يا ليت عزا بوع فاشتريت
يقرع ان تذكر الخلافة
سن ندامة على الشرافة
ضاقت برحبها عليه الارض
كظلمات فوق بعض بعض
تحركت في رأسه الصفراء
وغلبته المرة السوداء
هاج به الخبال والجنون
والفكر والخيال والظنون
فاحكم الابواب والاقفالا
من داره ليفصد القيغالا
فسال منه الدم كالميزاب
وطاح مطروحا على التراب
ان عز اياما خلت سباتا
قد ارخوه فذليلا ماتا
وقيل ان نسبة الجنون
اليه لم تكن على يقين
بل كان ذا للخلع منهم حيلة
لم يجدوا سواه من وسيلة
ثم سعوا في القتل بالتدبير
بزعمهم يخفى على البصير
ليستقر الملك للمراد
ويظفروا بغاية المراد
وكل هذا من معائب السلف
قد ابدعوها وتلاهم الخلف
وقننوها اسسوا اساسها
وسننوها اوقدوا نبراسها
فالنصب ان كان الى الرعايا
كما ادعوا فالعزل للبرايا
والكل راجع إلى هواهم
والامر تابع لمشتهاهم
ويل لسلطان يكون عزله
ونصبه إلى الورى ويل له
لو انهم سموه ثم قالوا
قد مات حتف انفه واحتالوا
لأمنوا من اغتشاش المملكه
ولم تكن نفوسهم في تهلكة
والآن لا يأمنهم مراد
الا اذا ابادهم او بادوا
وفي جميع ما ذكرنا عبره
لمن له دراية وخبره
وهذه عاقبة السلطان
فالملك للّه العلي الشان
رب الورى مالك يوم الدين
يعز من يشاء بالتمكين
احمده حمدا على الدوام
مصليا على النبي السامي
وآله معاقل العباد
من حبهم ذخيرة المعاد
وبعد ما استتمت الارجوزة
حاوية للحكم العزيزة
زفت الى حضرته العلية
واهديت للسدة السنية
فكم اديب ظل في فروق
مبتهرا بها وكم فريق
وقبل عرضها على المراد
بخلعه نودي في البلاد
فيالها من فرحة ما دامت
وقرحة في قلبه استقامت
وعذرهم في الخلع ان عمه
من قب لفوته بسوء أمه
وداسه برجله دوس الحذا
فإنه بعينه مثل القذى
فغله فعلّه يردع عن
هوى خلافة بسر وعلن
وبعد خلع عمه أتوا الى
محبسه لينصبوه بدلا
فارتاب من دخولهم عليه
وارتاع من هجومهم لديه
وارتعدت من خوفه فرائصه
كالطير اذ سطا عليه قانصه
فأمنوه ثم بايعوه
وآمنوا له وشايعوه
واعلنوا في الحال في البلاد
بأن أمر الملك للمراد
تم سعوا في بيعة الجمهور
ونظم ما اختل من الامور
اما مراد فالظنون فيه
تراكمت فصار كالسفيه
وكل يوم فالخبال زادا
لهيبه في قلبه اتقادا
وكلما عالجه الطبيب
زاد به في قلبه الوجيب
ولم يفد فيه علاج نفعا
وهو يفيض الدمع شفعا شفعا
وبعد ياس منه اجمعوا على
اخيه اعني الملك المبجلا
خليفة الله على العباد
وظله الممدود في البلاد
رب المعالي وربيب المجد
ليس نظام في علاه مجد
عبد الحميد خان العظيم الشان
وصاحب الشوكة والسلطان
فخلعوا ذاك لما قد عللوا
ونصبوا هذا فنعم البدل
وامتلأ العالم بالسرور
لدى استوائه على السرير
وقلدته انجم الجوزاء
تمائما تزهر بالبهاء
لاح به فرق العلى مكللا
مكللا لاح به فرق العلى
ولن ترى في الفضل مثله فتى
قلد منه الدهر عضبا مصلتا
قد شهدت بفضله الحساد
وذللت لعزه الاساد
يفوح من ذكر شذاه المحفل
ما المسك ما المندل ما القرنفل
يسطع من جبينه نور الهدى
مستحوذٌ بباسه على العدى
ومن رآه قد راى الغضنفرا
او شاهد الابطال والاسكندرا
في الباس والهمة والاحسان
فاق سلاطين بني عثمان
بل لا تقس به ملوك حميرا
شتان ما بين الثريا والثرى
لقد محا الشرك حمى الملك فما
لنا سواه اليوم من حامى الحمى
لولاه لم يبق لروم من أثر
ولا لعثمان بقى سوى الخبر
لسان حاله يقول ان من
يصل الينا يستعن بنا يعن
ان البغات عندنا تستنسر
والأتن في زماننا تستحمر
والجور ولى وبنا الظلم استتر
عن الورى ارخ بنا العدل ظهر
سلمه اللّه الحميد الباري
من طبق الجنون والادواري
ولا يصير ثالث الثلاثه
فيورث الملك به رثاثه
ومن يقل ان الذي يثنّى
وراه تثليث فليس منا
محمد الهمذاني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2014/05/20 11:29:13 مساءً
التعديل: الثلاثاء 2014/05/20 11:33:14 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com