عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > السودان > محمد الطاهر المجذوب > أَرِياحَ نَجدٍ يَمِّمي أَلهابا

السودان

مشاهدة
1008

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَرِياحَ نَجدٍ يَمِّمي أَلهابا

أَرِياحَ نَجدٍ يَمِّمي أَلهابا
نَحوَ الحَبيبِ وَقَبِّلي الأَعتابا
وَاِمضي مَضاءَ الجَفنِ في حَرَكاتِهِ
وَتَقَطَّعي طُرُقَ الحِجازِ ذَهابا
وَصِلي مَسيرَكِ بِالأَصائِلِ وَالضُحى
سَيرَ الغَزالَةِ مَطلَعاً وَغِيابا
وَأَسري سُرا البَرقِ الحَثيثِ وَلاتَني
لِيَعودَ رَوحُ العَطفِ مِنكِ إِيابا
فَعاسكِ أَن تَصِلي بِلادَ مُحَمَّدٍ
خَيرِ النَبِيّينَ العَظيمِ جَنابا
فَلَئِن وَصَلتِ إِلى رِياضِ مُحَمَّدٍ
تَجِدي رِياضاً بِالوُفودِ رِحابا
حَيثُ المُظَلَّلُ بالغَمامَةِ وَالَّذي
شَجَرُ الفَلا طَوعاً دُعاهُ أَجابا
ماحي الضَلالَةِ سَيِّدُ الرُسلِ الَّذي
مَلَأَ الزَمانَ هِدايَةً وَصَوابا
لِميِّ بهِ وَقِفي قُبالَةَ وَجهِهِ
مَنحى البَئيسِ إِذا شَكا الأوصابا
وَاِهدِ السلامَ لِخَيرِ مودَعِ تُربَةٍ
وَاِتَسأذِنيهِ وَبَلِّغيهِ خِطابا
مِن عَبدِهِ عَبدِ الرَحيمِ فإِنَّهُ
دَنِفٌ يُحاوِلُ مَضجَعاً ما طابا
وَكَذا مِنَ المَجذوبِ إِنَّ كِلَيهِما
مِن أُمِّ مَلدَمَ قَد أُذيقَ عَذابا
نَفَثَت عَلَيهِ بِحَرِّ نارِ جَهَنَّمٍ
فَغَدَت تَزورُ المُستَغيثَ غَبابا
شَرِبَت دَماً هَشَمَت عِظاماً قَد وَهَت
وَأَذابَتِ الجِسمض الضَعيفَ فَذابا
حَتّى إِذا لَم يَبقَ مِن فَضَلاتِهِ
قَدرٌ يُكَمِّلُ في قُواهُ نِصابا
أَفَتُسئِرُ الحُمّى إِذا زارَت فَتىً
إِلّا عِظاماً قَد وَهَت وَإِهابا
ناداكَ مُرتَجِياً بِجاهِكَ عَطفَةً
تَسُمُّ أُمَّ مَلدَمَ سِفعَةً وَذَهابا
عَجلاءَ تُخلِفُ بالشِفا وَمَثوبَةٍ
يا خَيرَ مَن سَمِعَ النِدا فَأَجابا
يا صاحِبَ الجاهِ العَريضِ لِمِثلِها
مَن لِلنتَوائِبِ إِذ نَزَلنَ صِعابا
يا خَيرَ مولٍ لَم يَحِب فيهِ الرَجا
أَحسَنتُ ظَنّي في الزَمانِ فَخابا
قم بي وَبالمَرضي فَجودُكَ عارِضٌ
يُطفي أُمَّ مَلدَمَ هامِياً سَكّاباً
وَشِفا يَدَيكَ وَتَفلُ ريقِكَ مَنهَلٌ
ما زالتِ المَرضى إِلَيهِ غَيابا
فَلَقَد جَعَلتُكَ في الخُطوبِ وَسيلَتي
وَأَنَختُ بالحَرَمِ الفَسيحِ رِكابا
وَنَزَلتُ في عَليا جَنابِكَ أَحتَمي
إِن نابَني زَمَنٌ قَرَعتُ البابا
قُل أَنتَ في الدارينِ مِنّا لا تَخَف
مِحَنَ الزَمانِ وَنادِنا فَتُجابا
وَإِذا استَجَرتَ بِنا فَإِنَّكَ في حِمىً
مِن بَعدِها يا صاحِبَ النِيّابا
أَنتَ الَّذي نَرجو الجِنانَ بِجاهِهِ
بِغَدٍ وَنُكفى نِقمَة وَعذابا
وَنَنالُ مِن غُرَفِ الجِنانِ عَلِيَّها
وَنجاوِزُ الوِلدانَ وَالأَترابا
مِنّي السَلامُ على المُقيمِ بِطَيبَةٍ
يَستَغرِقُ الأزمانَ وَالأَحقابا
سِرُّ الوُجودِ المُصطفى أَعلى الورى
مَن طابَ مِن خُبثِ الغُيوبِ فَطابا
وَحَما حِمى الإسلامِ وَاِتَّبَعَ الهُدى
حَيثُ الضلالُ وَلا هُدىً وَكِتابا
وَقَفا هُدى النَهجِ القَويمِ عِنايَةً
وَتَجَنَّبَ الأَزلامَ وَالأَنصابا
وَدَعا إِلى الدينِ الحَنيفِ بِسَيفِهِ
مَلأً أَبوهُ وَكَذَّبوا كِذّابا
فَعَلَت مَواضي الباتِراتِ رِقابَهُم
فَغَدَت رُؤوسُ المُشركينَ جَوابا
مِن بَعدِ ما جَحَدوا جَلالَةَ قَدرِهِ
أَنَفَ اتِّباعِ الحَقِّ وَاِستِصعابا
وَرَمَوا الأَمينَ الصادِقَ القَولِ الوَفي
حَسَداً وَقالوا ساحِراً كَذّابا
فَسَلِ المَشاهِدَ وَالثُغورَ مَنِ الَّذي
فيها استَباحَ جَماجِماً وَرِقابا
وَمَن الَّذي في كُلِّ مُعتَرَكِ الوَغى
هَزَمَ الجُيوشَ وَشَتَّتَ الأَحزابا
وَمَن الَّذي طَمَسَ الضَلالَ بِسَيفِهِ
ضَرباً وَأَخلَفَهُ هُدىً وَصَوابا
وَمَحى ظَلامَ الشِركِ طالِعُ فَجرِهِ
وَأَعادَ عامِرَهُ المَنيعَ خَرابا
يا أَكرَمَ الكُرَماءِ يا أَعلى الوَرى
وَأَعَزَّ مَن تَخِذَ المَطِيَّ رِكابا
وَأَجَلَّ كُلِّ المُرسَلينَ ذَوي العُلا
شَرَفاً وَأَمنَعَ ذِروَةً وَجَنابا
أنا عَبدُكَ الجاني حَجَتُ وَلَم أَزُر
فَكُنِ الصَفوحَ لِذَنبِ عَبدٍ عابا
فَلَقَد أَسَأتُ وَاَنتَ أَكرَمُ مَن عَفا
وَلَئِن عَتَبتَ فَما أُطيقُ عِتابا
وَلَئِن صَفَحتَ فَشيمَةٌ نَبَوِيَّةٌ
سَدَلَت عَلى جانٍ جَنى جِلبابا
وَعَواطِفٌ لَولاكَ لَم يَكُ نَيلُها
شَمِلَت عَلى عَبدٍ أَساءَ فَتابا
لَم أُلفِ غَيرَكَ مَن أَلوذُ بِهِ إِذا
ما الدَهرُ أَغلَقَ دونِيَ الأَبوابا
فاعطِف على ضُعفي وَصِل سَبَبي إِذا
مَكَرَ الزَمانُ وَقَطَّعَ الأَسبابا
فاخفِض جَناحَكَ لي وَكُن يَدَ نُصرَتي
وَمِنَ الأَعادي جُنَّةً وَنِقابا
وَبِمَقعَدَيَّ مِنَ المَكارِهِ لي حِماً
وَلِمَن يَليني نِسبَة وَصِحابا
وَعَلَيكَ صَلّى اللَهُ يا عَلَمَ الهُدى
ما البَدرُ أَشرَقَ في الدُجا أَو غابا
وَعَلَيكَ سَلَّمَ بُكرَةً وَعَشِيَّةً
ما اِرفَضَّ مُنسَجِمُ الغَمامِ وَصابا
وَعَلى صَحابَتِكَ الَّذينَ تَشَرَّفوا
بِكَ إِذ غَدَوا لَكَ في العُلا أَصحابا
وَعَلَوا ذُرى رُتَبِ المَكارِمِ وَالعُلا
وَسَمَوا على شُهُبِ السَما أَحسابا
محمد الطاهر المجذوب
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/05/22 10:45:25 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com