عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > موريتانيا > محمد بن الطلبة اليعقوبي > أقفَرَت من أنيسِها البَطحاءُ

موريتانيا

مشاهدة
2387

إعجاب
5

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أقفَرَت من أنيسِها البَطحاءُ

أقفَرَت من أنيسِها البَطحاءُ
فَاللَوى فالذنوبُ فَالحَوّاءُ
فالغُشَيواءُ فَالبُديعُ فجَنبا
تِنضِلينٍ فحَزتُها فالجِواء
فَقَفا النيشِ فالنباجُ فَبَطنُ المَ
وجِ منهُم إليَ قُدَيسٍ خَلاءُ
دِمَنٌ قَد أتى عَلَيهِنَّ بَعدي
حِجَجٌ فارتَمى بهِنَّ البَلاءُ
فتَوَسَّمتُها فَلأيا بِلأيٍ
ما استبانَ الرُسومُ والآناءُ
فكَأنَّ الرسومُ مِنها رُسومٌ
مِن وُحيٍّ جَرى علَيها امّحاء
أو وُشومٌ مِن فَوقِهنَّ وشومٌ
رَجَّعَتها بمِغصَمٍ عَذراءُ
أصبحَت بعد إنسِها الخُنسُ تَمشي
كالعَذارى بها علَيها المُلاءُ
أو تعامٌ كمِثلِ جُذعانِ سرحٍ
وسطَ آلٍ رِئالُها والظباءُ
بعدَ إنسٍ وحاضِرٍ ذي طَلالٍ
لا تخَطّى لغَيرهِم رَغباءُ
حينَئذٍ شمَلُنا جَميعٌ وصرفُ الد
هرِ سلمٌ والعَيشُ فيه رخاءُ
نَتَّقي سورَةَ الهمومِ بِشَرخٍ
مِن شَبابٍ تَمُدُّهُ غُلواءُ
في فُتوٍّ شُمِّ المناخرِ صيدٍ
واجدٍ مَن يزورُهم ما يَشاءُ
حينَ سَلمى بها لَيالِيَ سَلمى
لَم تَدَرِّع كأنَّها سيراءُ
في عطافَينِ زبرجٍ وَلالٍ
قد غَذاها بما غَذاها الجراءُ
فكَأنَّ اللَبّاتِ والوجهَ مِنها
خَلَعَت دِرعها عَلَيها ذُكاءُ
فَغَنينا بِذاكَ دهراً ولكِن
ما لِشَيءٍ على اللَيالي بَقاءُ
فاستَهَلَّت عِرفانَها وتَلَظَّت
بادراتُ الدموعِ والأحشاءُ
فحَبَسنا بِها شرائِجَ خوصاً
قد براها البُكورُ والإسراءُ
طالَ جهلاً على الطلولِ الثواءُ
ما بُكاءُ الطلولِ إلّا عَناءُ
لا يَرُدُّ البكاءُ زَنداً ولكِن
كم دَهى الحِلمَ دِمنَةٌ بوغاءُ
فتَناسَيتُ لوعَتي إذ بَدا لي
أنَّها عَن جوابِنا خرساءُ
بِرواحٍ مُؤَوِّبٍ بهجانٍ
بازِلٍ أنجَبَت بهِ أدماءُ
مِن هجانٍ جراجِرٍ جُرُرٍ هُنَّ
لهَمِّ الجشي الحزينِ الشِفاءُ
غيرَ أنّي أرومُ شأوا بطيناً
غيرَ مُغنٍ بهِ الجرى والنجاءُ
رُمتُ مَدحَ النبِيِّ وهوَ مجالٌ
كلُّ من رامَهُ لهُ العجزُ داءُ
بيدَ أنّي علمتُ أن ليسَ للنَف
سِ سوى مدحِهِ الكريمِ دواءُ
ويقولونَ كيفَ تَمدحُ من دو
نَ ثَناهُ الثناءُ والإطراءُ
أيَرومُ امرُؤٌ ثَناءً على مَن
قد نماهُ مِنَ الإلهِ الثناءُ
قُلتُ أنّي يَعتاصُ مدحُ امرىءٍ كا
نَ لهُ المجدُ كلُّهُ والسناءُ
وثَناءُ الإلهِ لولاهُ ما حُقًَّ
عَلَيهِ منَ الأنامِ الثناءُ
بمَ أُثني علَيهِ لولاَ ثَناءُ اللَ
هِ إنَّ الثناءَ مِنهُ اصطِفاءُ
بَل هوَ الباعِثُ المُجِدُّ علَيهِ
ولكَم فيهِ أحسَنَ البُلغاءُ
مِثلُ حسّانَ والفتى ابنِ زُهَيرٍ
وزُهَيرٍ غداةَ بالسَبيِ فاءوا
بِسبايا عقائِلٍ من نَواصي القوم
سيقَت إلَيهِ وهيَ إماءُ
يومَ جاءوا تَحُثُّهُم جبَروتٌ
بحُنَينٍ لحَينهِم وانتِخاءُ
فلَقوا ما لقوا وظَلَّ زُهَيرٌ
بعدما أحرزَ النساءَ السباءُ
وَأُبيدَ الرجالُ في أيِّ يومٍ
غابطٍ ميتَهُم بهِ الأحياءُ
وهوَ يدعو بمِلحِ شَيماءَ حتّى
شُفِّعَت في هوازِنَ الشَيماءُ
شُفِّعَت فيهُمُ فَرُدَّ علَيهِم
أهلُهُم والبناتُ والأبناءُ
منَّة مِنهُ من مُطاعٍ أمينٍ
هكَذا فليُراعَ فيهِ الإخاءُ
وتَأتى لابنِ الزَبَعرى ابنِ قَي
سِ ابنِ عَدِيٍّ بمَدحهِ إحياءُ
بعدَ ما كان مُهدَرَ الدمِّ فيمَن
قُتِّلوا حيثُ لا تُراقُ الدماءُ
ولِفِهزٍ غداةَ يدعو ضِرارٌ
يا نَبِيَّ الهُدى بذاكَ احتِماءُ
يومَ ضاقَت علهيمُ سعَةُ الأر
ضِ فلاذوا بهِ ولاتَ لجاءُ
فحَماهُم بهِ ولولاهُ كانوا
فَقعَة القاعِ تَبتَذِرها الإماءُ
ولِعَمرو بنِ سالمٍ كان مِنهُ
ظَفَرٌ بالعِدا بهِ واغتِلاءُ
يومَ وافاهُ يَنشُدُ الحلفَ أن قَد
أُفنِيَت من خُزاعةَ الأفناءُ
يومَ صالَت عليهمُ من قُرَيشٍ
والعُرى من كنانَةَ الأملاءُ
أَترى القَومَ أحسنوا أم أساؤوا
أم تَرى أنَّ ذاكَ منهُم خطاءُ
فلِكُلٍّ بمَدحهِ منه سجلٌ
فيه من غُلَّةِ الهيامِ ارتِواءُ
وأنا أرتجي بمَدحيهِ سجلاً
بعدَهُ لا يُخافُ منّي الظماءُ
واثِقاً إذ جعَلتُ فيهِ رجاء
أنَّهُ لا يخيبُ منّي الرجاءُ
فلَهُ المدحُ حادِثاً وقديماً
ذاكَ لا ما تزوِّرُ الأغبياءُ
دعهُمُ وامدَحِ الهجانَ هجانَ ال
أنبي من لهُم بهِ الإقتِداءُ
قُلتُ للنّفسِ إذ عراها لأنّي
قاصِرٌ عن مديحهِ العُرواءُ
نفسُ لا تاسفي لِذاكَ فكَم أق
صر قدماً عن مدحهِ البُلغاءُ
كيفَ مدحُ امرىءٍ لكُلِّ ثناءٍ
دونَ علياءَ من علاهُ انتِهاءُ
بل لعمري لأمدَحنهُ وإِن عزًَّ
خناذيذَهُم عليهِ الثناءُ
ولَعَمري لأمدحَنَّ شفيعي
إذ تَفادى مِمّا تَرى الشُفَعاءُ
ولَعمري لأمدحَنَّ ملاذى
يومَ لا غيرَهُ لنَفسٍ لجاءُ
كُلُّ أهلي ومَن أُفَدّي ونَفسي
والمُفَدّيَّ للنَبيِّ الفِداءُ
هوَ ما هوَّ هوَّ لولا عُلاهُ
ما درى ما النُبُوَّةُ الأنبياءُ
هو مِفتاحُ مُغلَقِ الكونِ والخا
تمُ فالخَتمُ يا لقومي ابتِداءُ
محمد بن الطلبة اليعقوبي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/05/22 10:55:57 مساءً
التعديل: الخميس 2014/05/22 10:59:07 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com