عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > موريتانيا > محمد بن حنبل الحسني > رد البلابل والغرامَ الساري

موريتانيا

مشاهدة
2967

إعجاب
10

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رد البلابل والغرامَ الساري

رد البلابل والغرامَ الساري
طيف سرى أهلا به من سار
جاز الصحارى زائراً لمُعَرّسٍ
بمهامه مجهولَة وصحار
متوسدا يسرى ذراعي نضوةٍ
مجتابةٍ للهوجل المذكارِ
عجبا له أنى اهتدى لرحالنا
بمجَلجَل متشابه الأقطار
جمّ العوازفِ نائح أبوامه
في مدلهمّ مثل لون القار
أم كيف يقحم وهو جدّ فروقَة
أهوال بيد جمّة الاخطار
تركت جلاس مظينا مقوَرّةً
مثل القداح إذا براها الباري
عسجت بنا سبتا فسبتا بينها
لحقُ البطون طوامحُ الأبصار
شمّ الكواهلَ خُشّعٌ اشرافُها
فتلٌ مرافقُها عن الأزوار
تصل الذميل نواصبا أعناقها
رمى النهار بأجّة وأوار
وإذا قطعن نياط قفر نازح
هفّت لآخر نازح مذكار
تغدو صوادى مالها من مشرب
إلا الورود على السراب الجاري
والركب شعث ما لهم من راحة
إلا الجنوح لأيمن الأكوار
أو نعسةٌ والعيس ترجف تحتهم
أو وقعة بتبلّج الأسحار
كم ليلة رسبت بنا في جوزها
قذفَ المفيض مغالق الأيسار
والهام ينأم والرياح عواصفٌ
والليل تيّارٌ على تيار
بل رب هاجرةٍ نصبن أنوفَها
منها لانفاس كلفح النار
والقور ترقص والأماعز تلتظى
والورق تركض رنّة الأوتار
ومُسَدّمٍ يزوى الوجوه مذاقُه
عافى الموارد دائر الأعقار
أسدت نواسجه عليه وألحمَت
والريح تخصفُ نسجها بغُبار
يدعو الأوَيسُ به الثبور من الطوى
مسأنساً لطوامس الآثار
وقفت بنا خوص العيون بعقرهِ
والصبحُ يهتكُ سابغَ الاستار
يا حبذا تلك المطيّ لو أنّها
تصل الوسيج لروضة المختار
طه الصراطِ المستقيم محمد
تاج الخلائق سيد الأبرار
اصل الوجود وحليه وعتادهِ
ومفيض بحر الجود والأنوار
نور السراج وكل نجم طالعٍ
من نوره والشمس والأقمار
والحور والولدان في غرُفاتها
والدر والياقوت والأزهار
والعرش والكرسى والألواح والا
قلام والأفهام والأبصار
وبطيبه طاب الغوالي والسنا
بل كلّ ألوى وكُلّ صوار
والبان والجادي في نسم الصبا
بل كلّ جثجاثٍ وكلّ عرار
والعنبر الهنديّ والرند الذك
ي ونفحةُ الحنوات بالاسحار
والمسك في فاراته والند في
أحقاقِهِ والروضُ ذو الأنوار
بركات هذي الارض من بركاته
وحياتُها بهوامعِ الأمطار
وعيونها ونهاؤُها وحساؤها
وتفجر الاعداد والأنهار
ومعاشها ومقيلها ومبيتها
ومنافع الاصرام والاعكار
وظلالها ونعيمُها ونسيمُها
وجنى والنجوم وطيب الأشجار
وبه يعيش الدودُ في أجذاله
والطير في الوكنات والأوكار
والوحش في بيدائها والأسد في
أودائها والعصم في الأوعار
وأقام آدمُ في الجنان وزوجُه
وبنوهُما في البدو والأمصار
وبيمنه قبل الإله متابه
من بعد مكر الخادع الغرّار
وبه نجا في الفلك نوح وأهله
ونجا الخليل من التهاب النار
ونجا الذبيح بذبحه من بعدما
أنحى عليه بصارم بتار
وبه سرى موسى الكليم بقومه
وبه انفلاق الخضرم الزخّار
وأجاد داود الشكور سوابغا
مددولة الأردان والأزرار
وبه رمى جالوت يوم برازه
فهوى بجذع اللينة الجبار
وبه الرياح لنجله قد سخرت
وبأمره أنى أصاب جوار
والجنّ غواصا وآخر عانيا
ومُرَفّعاً بالجد كلّ جدار
وبه درى نطق الطيور وجاءه
بعد التفقد صادق الأخبار
وبه عن أيوب انجلى ما مسّه
فغدا جميع الأهل والأوطار
وبه انجلى عن قلب يعقوب الأسى
بلقاء يوسف بعد شري الشاري
وبه تخلص يوسف من سجنه
وأنيلَ ملك الجهد والأعصار
وبه انجلت عن يونس ظلماته
في النون تحت الليل والتيّار
وبه غدا عيسى بن مريم مبرئا
أهل السقام ومحييَ الأطيار
وبه استقادت لابن نون شمسُه
حتى أباد فيالِقَ الأطيار
وأطاف ذو القرنين في سدفاته
بالخافقين مواصل التسيار
وبه تيسر ردمه إذ شاده
بالقطر دون معاشر أشرار
وأفاد لقمان الحكيم لئالئا
من حكمة لغوابر الاعصار
وبه أبى الفيل الفساد ودمّرَت
أصحابهُ بنوافذ الاحجار
وبه لفهر شيد عز شامخ
ليس الزمان غرابهُ بمطار
وبه العلا قد حازه عمر العلا
في قومه وعلا بنو النجار
وبه تمكن مجد شيبة واهتدى
لمحل زمزم أطيب الآبار
وبه أنيل رفادة وسقاية
وسدانة للبيت ذي الاستار
وبوجهه استسقى فجلّل أرضه
في الحين سحّ الديمة المدرار
وبحمله حوت المفاخرَ أمّه
وأبوه أعظم عزّه وفخار
قمران من قمرين من قمرين من
أصفى خلاصة صفوة الأخيار
يكفيهما فضلا ومجدا ساميا
ان أوثرا بولادة المختار
قل للجهول إذا تكلف بطله
أتهين أكرم منصب ونجار
وإذا أبى الا اللجاج فقل له
في النار من يحجوهما في النار
حملت به ويسرها تسبيحُه
حملا بلا ثقل ولا إضرار
وبوضعه قد سر ما بين الثرى
والعرش ملك الواحد القهار
وبدت له آي بواهر آذنت
لأموره بفخامة الأخطار
منها دنو النجم ليلة وضعه
وبدُوّ أرض الشام للنُظّار
وتصدّعُ الايوان من شرفاته
وبكاءُ فارس من خمود النار
وورود ساوه ماءها وصدورها
بكآبة الإيردا والإصدار
للّه منفوس به قد نفّست
كُرَبُ الزمان وسدفة الأغيار
سعدت قوابله وحُضّنُه به
كسعادة الاخوان والأظئار
وبه أوان رضاعه وفطامه
طلعت نجوم السعد في الأقطار
وغدت حليمة ترتعي في روضة
غناء عام المحل والإقتار
وغدت مطيبتها وساعا بعدما
كانت قطوفا غير عبر سفار
وهمى لشارفها حفولٌ حالبٌ
من بعدما أمسى بغير صرار
وبفضل رسل الشاء أثمر وطبها
وطب قديم العهد بالإثمار
وبدت مخائل عدله بإبائه
لا تناول ثديه المدرار
دعمت له مهدا تذم لطيبه
أردان عزة موهنا ونوار
وتود لو تعتاضه من قمصها
عند الزفاف عواتق الابكار
فنما نمو البدر كاسي نظرة
تزري ببهجة لؤلؤ ونضار
وعليه أعلام النبوءة ترتئي
لمعانَ برق موذنٍ بقطار
أو ليس ودّعه الأمين أمانة
سرّا توطن محفظَ الاسرار
وأفاض نور النور بين جوانح
عنها ينورُ السوء كل نوار
سل كافليه أباه عنه وجدّه
تأثُر بديع محاسن الآثار
سفرَت لكل منهما عن حاله
حال المقام وحالةُ الأسفار
هلا لإمرءٍ تأديبُه بيد الذي
برأ البرية في الجميل مبار
قد كاد يفصح بالرسالة خلقُه
للخلق قبل الامر بالإنذار
حتى إذا بلغَ الأشدّ ولم ينط
بشعاره دنسٌ ولا بدثار
يدعى الامين لصدقه وعفافه
عن كل عائرة تشينُ وعار
حُرِسَت من الجن السما بثواقب
مثل العقائق ترتمي بشرار
قطعا لاسباب الكهانة إذ أهنى
للحق إظهارٌ بلا إظهار
أوحى له ناموسهُ متحَنّثاً
في غاره برسالة الجبار
وعد به وعد الخليفة ربّها
من حين كور ليلها بنهار
وعدٌ تحيّنه المسيح وآدمٌ
والمرسلون وسائرُ الأخيار
وعدٌ نضى العزى ملابس عزها
وأدار دائر ذلة بدوار
صدع النبيّ بأمره متحملا
ما لو يصيب الشم كن صحاري
وأتى بكل مهيمن ما إن تفى
لسن المناطق منه بالمعشار
آيات عيسى والكليم بجنبه
كالطل جنب مزمزم همّار
لاقته فهرٌ بالقطيعة والأذى
لكن ألمّ بعازم صبّار
يكسو برودَ الحلم عاري جهلهم
وعطولَ ذنبهِم حُلى استغفار
يقري مسامعهم فواصل منزلٍ
مثل المدامة في لسان القاري
حلى المسامع والنواظر والنهى
فصلٌ يهدّ مراء كل ممار
يقرا فتسجع من قماريّ حسنه
خطبٌ يجاوبها غناء قوار
تدعو الهديل على غصون غضة
مهتزّة بنواسم الاسحار
لفظ تضاحك للبيب إذا رنا
يوماً إليه مباسم الأسرار
معنى كأجوازالغطمطم ترتمي
أمواجهُ بسوابح الافكار
سوَرٌ كأشباه الرياض تضوّعَت
بشذا العبير وجونَةِ العطّار
وتناسقت ألفاظها وتناسبت
آياتها كتناسب التقصار
وطوالُها كقصارها وقصارُها
كالدر يبرز في نحور جوار
ولها عواشر كالخوامس أخجَلَت
من حسنهن بواسم الأزهار
ولها خواتم كالفواتح بهجة
وطلاوةً وحلاوة التكرار
ما زال طه والضلال مطبّقٌ
يدعو الجميع ملاينا ومداري
ويسوق رهطا ثم رهطا للهدى
من أهل مكة سائق الأقدار
وطمت بأكثرهم طوامى نخوة
أعمت بصائرهم عن استبصار
فتقاسموا ملأ على تبييته
بعد الهدو بمرهفات شفار
فسرى بصاحبه بإذن إلهه
واللّه يعلم فضل ذاك الساري
فحماهما من بأس ألف مقَنّعٍ
نسجُ العناكب إذ هما في الغار
أكرم بها من هجرة برزت بها
وجنات بيض الآي للنظّار
سرقت سراقتها سوارق طرفها
من حرزِ طرفٍ مشرق الأقطار
ولام معبدها تراءت حسّرا
لعوابد بدر التمام العاري
أكرم بها من هجرة ركدت بها
بعد الوقود هواجر الكفار
أكرم بها من هجرة ذهبت بها
باع الضلالة في أضن هجار
أكرم بها من هجرة دارت بها
مزن السعود على نواحي الدار
أكرم بها من هجرة شدت بها
ازر المهاجر نصرة الانصار
وأوت أسود صميم قيلة عندها
أسداً ضراغمَ من صميم نزار
فتنافسوا نصبر النبي وشمروا
عن سوق جد الجد كل إزار
يلقون زحفا ثم زحفا كالدجى
بالمشرفيّ وبالقنا الخطّار
وبأنفس ليس التزحزح شأنها
إن عاذ أبطال الوغى بفرار
وقرٌ كأمثال الجبال إذا طغت
نار الهياج ولجّ في الإذعار
والموت ينظر والنفوس جواشيء
والهام يندر والدماءُ جوار
سائل جنود الشرك عن إقدامهم
وورودهم حوض المنايا الجار
والخيل تضبح والرماح شوارع
والاسد تكلح والسيوف عواري
لا يزحف الجند العرمرَمُ نحوهم
إلا استطير موليَ الادبار
ما زال دأبهم كذلك دائبا
حتى أحلوا الشرك أرض بوار
تلك العصابة لا عصابة مثلها
رهبان ليلهم أسود نهار
سائل بهم جيرانهم من مثلهم
يوم النوال وساعة الإيثار
فهم البحور الزاخرات لدى الندى
وهم قواعدُ للهدى وسوار
وهم العلوم بها دراية جاهل
وهم النجوم بها هدايةُ سار
اني بحبهم الهي ارتجى
منك الوصول لمنزل الأبار
إني استجرت بأحمد وبصحبه
وجعلتهم دون الأذى أسواري
مستفتحا بمديحهم أبواب ما
أرجو من الخيرات والأنوار
مستمطرا من ودقهم مستعصما
من نيقهم بمعاقل الأغفار
يا فاطر الخلق البديع مدبرا
أمر الجميع مصرّف الاقدار
يا سامك السقف الرفيع مزيّنا
بثواقب مبثوثَةٍ ودراري
ومسيّرَ القمرين في فلكيهما
متداولين منازل التسيار
ومصوّرَ الأعلاق في ظلم الحشا
ومقدر الأرزاق والأعمار
يا منشىء المزن الرغاب مطلّةً
جون الرباب غواديا وسوار
يا مجري الفلك الثقال كأنها
شم الجبال على الخضم الساري
تعلو دواخنُها وفي أجوافها
هزَمُ الرعود جوانب الأصبار
بظي بأجنحها الغطمطم مثل ما
تغلى المراجل من أجيج النار
يا موصل اللطف الخفي وعالم
الغيب الخفي وكامن الأسرار
يا مظهرا ماشا ويخفى ما يشا
ببدائع الإخفاء والإظهار
يا ظاهرا كلّ الظهور بصنعه
يا باطناً عن خائض الافكار
يا قاهرا خضع الرقاب لقهره
وعنا الجبابر لاسمه الجبار
يا غافرا يلغى العظيم من الخنا
متلاشياً تحت اسمه الغفار
يعطي ويمنه خلقه عن حكمة
دقت عن الأفهام والأبصار
فضلٌ وعدلٌ مفصحان كلاهما
لذوي البصائر عن كمال الباري
يا راحما برّا هوامي بره
تحيى البلاد بها قرى وبرار
يا من نعوت جلاله وجماله
جلت عن الأسباب والإكثار
إنّي بوجهك عائذ من خزي ذي
ياذا الجلال وخزي تلك الدار
ومن التعطل حال موتى من حلى
الإيمان والقرآن والأذكار
ومن التجرد حال نزع الروح من
أثواب لطفك أنت حسب الجار
ومن العذاب إذا يواري جثتي
وسط الضريح من التراب موار
ومن التلجلج حين يسألُ سائل
عن ربنا ونبيّنا المختار
ومن المذلة يوم حشرٍ جامع
ومن المخافة ساعة الانشار
أو أن أناقش إذ أحاسب أو أرى
فوق الصراط مثَبّطَ الإحضار
أوضا حيا في موقفي أو صاديا
أو شاحبا أو حامل الأوزار
أو واجدا في ومن سعي خفة
أو آخذا لصحيفتي بيسار
متوسلا بالمصطفى وبآله
وبصحبه وبجملة الأخيار
أن تلحف العفو الكريم ذنوبَنا
وتنيلَنا فوزا بدار قرار
وهدايةً وعنايةً وكفايةً
ووقايةً من صولة الأشرار
وغنىً بما تولى وقرة أعين
من أنفس وأحبّة وذراري
في حسن خاتمة وعاقبة وعا
فية تمُنّ بها لعقبى الدار
يا رب صل على النبي وآله
وصحابهِ بدوام ملك الباري
واكتب لمنشئِها وقارِئِها وحا
فظها السلامةَ من عذاب النار
واجعل قراءتَها شفاءً شافيا
وسلامة بمقامَةٍ وسفار
يا رب واجعلها بفضلك كاسمها
أنس افطار وسلم الأوطار
محمد بن حنبل الحسني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/05/23 12:06:47 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com