عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > موريتانيا > محمد بن حنبل الحسني > أرى الملة البيضاء جل مصابها

موريتانيا

مشاهدة
2118

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أرى الملة البيضاء جل مصابها

أرى الملة البيضاء جل مصابها
ففاضت مئاقيها وطال انتحابها
وقاست بفقد الشيخ وجد مصابة
بواحدها لما تولى شبابها
وضاق له عرض البسيطة والتفى
على أهلها ظفر الخطوب ونابها
وأظلم وجه الأرضحتى كأنما
تردّت مدادا غوطها وحدابها
وزلزل أقطار البلاد فأصبحت
شواهقها مهتزّة وهضابها
وقمصت السبع الطباق بزهرها
فما راع أهل الأرض إلا انقضابها
وزعزع ءاطام الهدى وحصونه
وقوض فسطاط العلى وقبابها
وغيض من الأيام ماء وجوهها
فلم يبق الا مرها وابابها
فبعد كمال الدين ما نقع الصدى
رواء ولامد الصحاب صحابها
ولا طاب مشمومٌ ولا راق منظر
ولا لذّ من غر الثنايا عذابها
الا رب من يبكي الكمال بعبرة
حرام على غير الكمال انصبابها
وخود تلقت بالبنان دموعها
تشابه لونا دمعها وخضابها
ويسبقها طورا من الدمع سابقٌ
قد ابتل منه عقدها ونقابها
تخاطبني وهنا وفي الصدر غصّة
فلأياً بلأي ما يبين خطابها
تقول أبعد الشيخ تنعم عيشة
ويهنأ أرضا أن يثُجّ سحابها
أليس الذي أحيى به اللّه خلقه
ولولاه لم تحمل رؤوسا رقابها
ومن في حماه المسلمون كأنّهم
رغاثٌ من الأروى حمتها صعابها
ومن كان يرعانا بعين بصيرةٍ
سواءٌ علينا بعدها واقترابُها
وهل نحن الا كالدعاميص أعصفت
بها الريح هيفا حين نشّت ثغابها
فقلت لها والنفس تغلى ومقلتي
شبيهٌ بمنثور الجمان انسكابها
ثقى بإله لا يموت ورحمة
من اللّه مقصور عليها حجابها
وان شموس الدين تطلع خلفةً
سريعاً على مر العصور اعتقابها
وان السيول المكفهرات تنزوي
فعتقبها أخرى يعب عبابها
وكم روضة تخضرّ بعد اصفرارها
فتصبح مبثوثا عليها رضابها
ونحن بني الاسلام أبناء ملة
قد أصبح محروس الجناب جنابها
فهذا بحمد اللّه منه خليفةٌ
به انزاح عنها بثّها واغترابها
وماست به أغصانها ورياضها
فرجع لحنا طيرها وذبابها
وأقبل ما ءافاقها الصبح طالعا
وفي أثره شمس ثقوبٌ شهابها
ووافى بإحراز المؤمّل ركبها
وجاءت بألوان النجاح ركابها
وأرست أواخيها وأرخت ستورها
والقت عصاها واستقر غرابها
وردت أنوف الشامتين رواغماً
عليها جميعا ذلها واكتئابها
ليهنأك ان قد قام بالأمر بعده
فتى هو بيت المكرمات وبابها
تضلع من علم الشريعة وانتهى
إليه من اسرار الطريق لبابها
أغر وسيم يغبط الشهد خلقه
على أنه طلق اليمين رحابها
له همة يهوى بها النسر واقعا
ويهبط من جو السماء ربابها
فتى ما نجت نجب المطى بمثله
ولا حملته بختها وعرابها
ولا نيطت الآمال إلّا بفضله
ولا فاض إلا من يديه ترابها
ولا ضاء وجه الأرض الا بوجهه
ولا طاب إلا من شذاه ترابها
علا فوق أعلام البرية رتبة
تقاصر عنها شيبها وشبابها
وأصبح محتلا من المجد سورةً
علىكل ذي مجد قد أعيى طلابُها
له حضرة جابت به حلل السنا
فطابت به اكنافُها ورحابُها
ترى حولها المستضعفين أعِزّةً
كما كنّ آساداً ببيئة غابُها
وتلفى بها المستكبرين أذلّةً
كما ظلّ في أيدي الرعاء ذئابها
همت مزن جدواه ومزن علومه
بما شاء جهال الورى وسغابها
همت فكفى الجادين واكف جودها
واذهب لوح الواردين ذهابها
ويعتقب المدلون أعداد فضله
مدى الدهر لا يوذى الدلاء عقابُها
سقى اللّه أيام الخليفة طحمةً
من الرحمة الوسعى طموحا أبابها
ولا عطلت أزمانه بعد ما غدت
منوطاً عليها شنفها وسخابها
ولا عريت منه عصورٌ به ازدهت
وأسبغ من نور عليها ثيابُها
وتم له بالمصطفى كلّ مرتجىً
وءاب مرجوه حميدا مئابها
عليه صلاة لا تغيب ورحمة
وفيضات تسليم مرب ربابها
محمد بن حنبل الحسني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/05/23 12:08:05 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com