عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > المغرب > محمد بن شقرون > آلهة الشعر أفيضوا من سناكم لمحات

المغرب

مشاهدة
576

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

آلهة الشعر أفيضوا من سناكم لمحات

آلهة الشعر أفيضوا من سناكم لمحات
على فؤاد حجبت عنه الغيوم النيرات
فضل تائها عن الكون يناجي الآلهات
قد عصفت موج الرياح بالجبال الراسيات
وأقلعت عن راسها تلك الشموس المشرقات
وهي الامارة وتاج الملك في المرتفعات
وأظلم الكون البهيج وتوارت الحياة
وانتشر الغيم ونامت الجبال كاسفات
ففزعت لربها وهي تموت حسرات
وشكت الأمر إليه بلسان العبرات
فغضب الأطلس واحتد بفعل العاصفات
وهو ذو الحمى المنيع وأمير الشهقات
قد نظمت له الحماية ذئاب الفلوات
واحتضن الذئب أخاه يا لها من معجزات
فقام سيد الحمى بحجب نور الكائنات
ويقبض الشمس بكفيه ويكسو الجبهات
وعدها إهانة للتاج من يد الجناة
فسار كالمنتقم الجبار يقطع الفلات
على الرياح وقضى بأن تعود للشتات
وامتد في سلسلة تمنعه من الغزاة
وجاءت الريح تنوش وتعيد الخطوات
فهز راسا شامخا يقطع عنها الحركات
فلثمت أقدامه وردت المختلسات
وظهرت بين الغيوم لمعات التضحيات
وانقشع الغيم وعادت العيون مبصرات
وأشرق الكون البهيج واستنارت الحياة
وإن هذا مثل يعطيك بعض النظرات
انتشرت فوق الذرى الشم الجيوش الظافرات
تنوء بأعبائها على الجبال الراسيات
وهي تفيض بالحماس وتعد التضحيات
للوطن الغالي المفدى بدماء المهجات
تهدف لاستقلالنا ولإبادة الطغاة
يا نسمة التحرير هبي في البلاد عاصفات
الشعب أصبح يئن تحت عبء النكبات
قد قصفت به الرعود في الليالي الحالكات
وزلزلت عزته وحكمت يد الطغاة
فظهرت فوق الحمى الأسراب بالمحركات
ففرقت سرب النسور والأسود الرابضات
وقطن الجند البغيض بمعاقل الأباة
باسم الحماية وحفظ الأمن تحتل الغزاة
أرض الفخار فتصير عندهم مستعمرات
فأظلمت تلك البقاع الطاهرات المشرقات
وانتشرت طلائع الجيش على المرتفعات
مثل الذباب تتهافت على المستنقعات
تروي الظما وتقمع الجوع بأكل الحشرات
وتنشر العدوى وتغدو وتروح راقصات
ظلم الشعوب للشعوب سنن متبعات
في الكون لكن الجزاء يتناول الطغاة
كما تدين يا فتى أنت تدان في الحياة
جند الحماية البغيضة فآه للحماة
تحمي الدمار بالدمار وتزيد السلطات
على الشعوب الواقعات تحت حكم النكبات
وا أسفا واحسرتا على العروش النازلات
ترزح تحت النار والحديد والمصفحات
وتنتهي أنفاسها بين مخالب البزاة
فيا ترى ما تحدث الأيام من تقلبات
إن بلاد المغرب الأقصى بلاد الغيرات
منحدر الشمس ومطلع شموس التضحيات
فمنذ كان وهو معقل الأباة والغزاة
فلم يحق دمه في الأرض منذ سنوات
وسيفه المخضوب لم يخف عن رأس الجناة
من عهد الاحتلال والمغرب قطر الغزوات
قد فرضت له الحماية كفرض الواجبات
وجاءت النكبة للعرش بأم النكبات
فزلزلت عزته وسلبت منه السمات
ونزل العرش لها منحدرا للصدمات
فأقلع الشهم الغيور عن زخارف الحياة
ونبه الملك وقال بصريح اللهجات
بأن سلطان الحماية سليب السلطات
لم يرضه الله ولن أرضاه في الممتلكات
فبقي العهد الحفيظي حفيظ الذكريات
ونفي الشهم إلى باريس مدة الحياة
ومنذ ذاك والكفاح يتخطى الواجهات
والشعب يظهر الفدى ويتحدى التضحيات
فنهضت فاس الأبية لخوض الغمرات
وأعلنت على الجهاد في سبيل الحريات
لأجل الاستقلال في الحكم وإقصاء الطغاة
فدعت الأغيار والأسد الغضاب الثائرات
في السوس والأطلس والريف وكافة الجهات
ولبثت ربع قرن تستدر النجدات
وبعد ما أخمدها الطغيان بالمؤامرات
مع الرؤوس الماكرات والنفوس الغادرات
نامت على الجمر وقامت الحروب الباردات
فسل جبال الأطلس الشم عن المقاومات
وسل مغاور الحمى عن الحروب بالمنشآت
في الثكنات والثغور والحصون المانعات
سل فتكات البربر الحمر الغواني المنكرات
سل زين المناوي المشهور عند الأزمات
سل شبله حمو الذي ما انفك يولي الحملات
على العدى ويفصل الجيش ويفنى الوحدات
وسل أخاه الليث حامي السوس والمنحدرات
فهبة الله أجل بطل المقاومات
قد أشرفا على النضال في أناة وثبات
وجمعا السوس الخضم ليخوض الغمرات
سل التلال والجبال والصحارى المشرقات
عن الدماء الموصلات والجيوش المفصلات
وسل كتائب الرمال عن كتائب المشاة
وسل ليوث ابن ورين الثائرات الغاضبات
سل سيدي حو البطل السوسي حامي الثكنات
وسل مجاري سبو ووادي ورغى القانيات
الجاريات بالدماء الحاملات للرفاة
وسل حروب الريف تنبيك بكل المكرمات
سل الخطيب فارس المضمار قاضي القضاة
سل العصامي الأبى عن مكايد الطغاة
من عظمت همته عن كثرة المساومات
لم يرض أن يهضم الريف بالمؤامرات
أو يطأ الترب الحرام مستبيح الحرمات
فهب هبة هزبر روعته اللفحات
لم يرض أن تمس أرضه يد التغيرات
فقام يدعو الناس للفدا وصد الهجمات
وجمع الأغيار في القبائل المجاورات
وقال في صراحة وحكمة وموعظات
الريف ريفكم إذا ما قمتم بالواجبات
يا قوم ماذا تبتغون بعده من ملمات
قد حبب الله الجهاد للنفوس المومنات
فدونكم بني ومالى ودمائي قربات
يا قوم هبوا وارفعوا أكفكم بالدعوات
انعقد اللواء واصطفت جيوش الحملات
وطلعت أشباله تسوس في المقدمات
ونظموا جيشا يفيض عددا ونسمات
فيه البطولة تسير وتنير التضحيات
فيه الكفاح الصادق البر لنيل الحريات
فيه الجلال والمهابة وصدق العزمات
فيه الشباب والكهول والنساء الريفيات
يسلن بالألحان والأنغام ماء المهجات
يبذلن للريف أعز ما لهن في الحياة
فرضي الريف عليهن وقامت صلوات
فهللوا وكبروا وانطلقوا للغزوات
لن تخذل الإسلام هذه الجيوش الظافرات
فنشر الريف بنوده فسالت وحدات
وقصف الريف رعوده فخرت صاعقات
على العدى تسحقهم سحقا وتهوى الثكنات
فأرهب الأعداء في مختلف المعسكرات
وجرد السيف المبارك بكف المعجزات
محمد عبد الكريم بطل المقاومات
منازل الأعداء في الريف وشتى الواجهات
من ملأ التاريخ مجدا وعلا ومكرمات
وأكسب البلاد صيتا بلبل المجتمعات
هز عواصم أوربا والقرى المجاورات
واخترق السبع الشداد والطباق المغلقات
وبقيت أصداؤه ترن في المنتديات
لم ينم الغرب لها وأكثر التحفظات
من عمل قد يمنع الغزو عن المستعمرات
في الشرق والغرب وكانت آنذاك حركات
تناوئ المستعمرين وتنازل الغزاة
أوقدها حربا ضروسا لإبادة الطغاة
دارت رحاها بالعدى نزلت كالصاعقات
تنسفهم نسفا وتوليهم أحر الضربات
أتت على الاسبان فاضطر إلى المسالمات
وطأطأ الرأس أمام شفرات المذبحات
فنفس الغرب عليه بحمى العصبيات
فخشي الصليب أن يفنى وتبقى الصومعات
ويسترد البطل المغوار روعة الحياة
للأندلس وتعاد ذكريات غاليات
فجندوا جنودهم بالسر والعلانيات
وألزموا الاسبان أن يهرع للمحالفات
مع الفرنسين وكانت بينهم منافسات
على حدود بلدة الصون وأرض المكرمات
وقد تنازل له عن سائر المنحدرات
وأسفا على بلاد قسمت كالتركات
والإنجليز يلعب الشطرنج بين القافلات
وبطل النضال لا ترهبه التكتلات
فظل صامدا أمام القوم يولي الحملات
عليهم بالرزء والثكل وحصد النسمات
يركب جنح الليل في السهل وفي المنعرجات
ليضمن الفوز ويحمل على المعسكرات
فروع الأعداء واشتدت عليهم أزمات
واضطرهم إلى اتخاذ كثرة المجاملات
والاعتراف بحقوق الريف في المقدمات
فعرف اللصوص ما هو جزاء السرقات
وعرف الأحرار كيف يبذلون التضحيات
وأرسل الوفد إلى جنيف في المنظمات
فاتخذ انهج السياسة وبذل المشاورات
وآملا بأن ينال منهم المصادفات
على التحرر والانتماء بالجمهوريات
فلم يجب لشيء في تلك النوادي الماكرات
وحينما شعر بالضعف وشل الحركات
وطلب النجدة من بعض العروش المسلمات
ولم يجب بغير عون الله في المكاتبات
وافترقت جموعه بكثرة المؤامرات
أسلم نفسه وأهله إلى المعسكرات
وأخذوه بطلا حرا كريم النزعات
وحملوه مبعدا إلى الجزر النائيات
وبقيت أعماله مثل الشموس المشرقات
من بعد ما أدى لشعبه عظيم الخدمات
تفيض بالأنوار في كل النواحي والجهات
حاملة إلى العوالم صدى المقاومات
تعلن أن الله في عون مريدي الحريات
قد اصطفى أخاه للفوز بنيل المكرمات
موسى وهارون تآزرا لخوض الغمرات
فصنعا متحدين سر هذي المعجزات
ضمهما المنفى معا كالقبر إذ ضم الرفات
على الوفاء للبلاد في الحياة والممات
محمد بن شقرون
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/05/23 12:13:11 صباحاً
التعديل: الجمعة 2014/05/23 12:16:40 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com