لَيتَ شِعري سودانُنا كَيفَ أَمسى | |
|
| ساخِنُ العَينِ بَعدنا أَم قَريرُ |
|
ناعِمُ البالِ عِندَهُم أَم شَقِيٌّ | |
|
| شاكِرٌ فَضلَ عَهدِنا أَم كَفورُ |
|
جَرَّدونا لِفَتحِهِ ثُمَّ قالوا | |
|
| بَعدَما تَمَّ حَجُّنا المَبرورُ |
|
أَيُّها الجَيشُ عُد بِخُفي حُنَينٍ | |
|
| وَهوَ جَيشٌ مُظَفَّرٌ مَنصورُ |
|
وَاِنقَضى طَوكَرٌ وتُشكي وَحَلفا | |
|
| وَكُرَيري وفَركَةٌ والحَفيرُ |
|
وَبِحارٌ مِنَ الدِماءِ أُريقَت | |
|
| بأسُنا في كِتابِها مَسطورُ |
|
وَعذارى مِنَ المَنايا وَعونٌ | |
|
| فَخرُنا في جُيوبِهِنَّ عَبيرُ |
|
إِن أَرادوكَ بِالمَهانَةِ يا جَي | |
|
| شَ بِلادي وَأَنتَ لَيثٌ هَصورُ |
|
أَقسَمَت تِلكُمُ المَواقِعُ أَنَّ الهو | |
|
| نَ أَولى بِهِ اللَئيمُ الغَدورُ |
|
كَم لَقينا في فَتحِهِ مِن عَناءٍ | |
|
| يَعلَمُ الغابُ يشهَدُ العَطمورُ |
|
كَم سَرَينا فَلَم تَعُقنا الأَفاعي | |
|
| عَن سُرانا إِناثُها وَالذُكورُ |
|
وَاِقتَحَمنا فَلَم تَرُعنا الأَعادي | |
|
| وَالضَواري لُيوثُها وَالنُمورُ |
|
أَحَلالٌ لَهُم حَرامٌ عَلَينا | |
|
| مِثلَما حُرِّمَت عَلَينا الخُمورُ |
|
لا فَإِنَّ الدُنيا نَعيمٌ وَبُؤسٌ | |
|
| وَصُروفُ الزَمانِ كَأسٌ تَدورُ |
|
كَم ضِياءٍ يَجيءُ بَعدَ ظَلامٍ | |
|
| وَنُجومٍ تَعلو وَأُخرى تَغورُ |
|
قَبلَ أَن يَعرِفوا الجُلودَ ثِيابا | |
|
| عَرَفَتنا سُهولُه وَالوُعورُ |
|
كَيفَ نَنساكَ يا مَجَرَّ عَوا | |
|
| لينا وَفيكَ الأَحلامُ وَالتَفكيرُ |
|
وَدِماءُ الفُرسانِ تَكسوكَ وَرداً | |
|
| في حَنينٍ لِطاقَةٍ مِنهُ جورُ |
|
وَعِظامُ الشُجعانِ فيكَ تُنا | |
|
| دينا وَأَرواحُهُم حَوالَيكَ سورُ |
|
هَل لِهَذا في الأَوَّلينَ مَثيلٌ | |
|
| أَم لِهَذا في الآخِرينَ نَظيرُ |
|
أَنَّ جَيشَ السودانِ تَغذوهُ مِصرٌ | |
|
| وَلَهُ غَيرُ رَبِّ مِصرٍ أَميرُ |
|
أَنَّ جَيشَ السودانِ تَكسوهُ مِصرٌ | |
|
| وَهيَ عُريانَةٌ شَواها الهَجيرُ |
|
وَلِماذا لِأَن بَنداً لِمِصرٍ | |
|
| فَوقَ قَصرِ الخُرطومِ باكٍ أَسيرُ |
|
أَنزِلوهُ فَقَد يُديلُ لَهُ اللَه | |
|
| وَيدوي لِرَفعِهِ التَكبيرُ |
|
ذَلِكَ القَصرُ قَصرُنا قَد رَفَع | |
|
| ناهُ بِأَسيافِنا وَأَنتُم حُضورُ |
|
وَلَنا وَجهُهُ المُطِلُّ عَلى الأَز | |
|
| رَقِ وَالبَهوُ وَالجَناحُ الكَسيرُ |
|
وَالمَقاصيرُ وَالقَواريرُ وَالأَس | |
|
| تارُ وَالخَزُّ وَالوطاءُ الوَثيرُ |
|
وَالسواءُ الَّذي يُقَدّمُ فيهِ | |
|
| وَالعَناقيدُ حَبُّها وَالعَصيرُ |
|
وَالنَسيمُ الَّذي يَهُبُّ عَلَيهِ | |
|
| مِلكُ آبائِنا صَباً أَم دَبورُ |
|
وَالغَمامُ الَّذي يَسِحُّ عَلَيهِ | |
|
| وَالضِياءُ الَّذي بِهِ يَستَنيرُ |
|
يا طَريدَ السودانِ قَبلِيَ يا حا | |
|
| فِظُ عُذراً إِذا بَدا التَقصيرُ |
|
وَالتَمِس لي عَفوَ الأَميرِ وَمط | |
|
| رانَ فَضَعفي بِكُلِّ عَفوٍ جَديرُ |
|
رُبَّ غَمٍّ عَنِ القَريضِ لَواني | |
|
| وَهُمومٍ رَبّي بِهِنَّ البَصيرُ |
|
قَد رَضينا بِصُلحِهِم وَاِقتَسَمنا | |
|
| وَرِضانا الأَقَلُّ وَالمَيسورُ |
|
لِفُؤادٍ سوادنُ مِصرَ وَمِصرٌ | |
|
| وَلجورجَ الخَرابُ وَالمَعمورُ |
|