ناغَت الطَيرُ رَبَّها سَحَرا | |
|
| حينَ عَن ذِكرِهِ غَفا البِشرُ |
|
قُل لِمَن نامَ لَيلَهُ سَحَرا | |
|
| قَد مَضى اللَيلُ وَاِنقَضى السَمَرُ |
|
فَاِدَّكر فَالطُيورُ تدَّكرُ
|
سَبَّح الفَجرُ رَبَّهُ وَتَلا | |
|
| سورَةَ النورِ وَهوَ يَنفَجِرُ |
|
سَلَّ سَيفاً عَلى الدُجى وَجَلا | |
|
| فَتَوارى النُجومُ وَالقَمَرُ |
|
وَتَراءى الرِياضُ وَالزَّهَرُ
|
فَاِجتَلِ النيلَ جَلَّ صانِعُه | |
|
| يرتَمي لُؤلُؤاً وَيَنحَدِرُ |
|
تَستَخِفُّ النُهى رَوائِعُه | |
|
| نَخلُهُ وَالشُطوطُ وَالجُزُرُ |
|
وَالسُهولُ العَواطِرُ الخُضُرُ
|
وَاِشهَد الرَوضَ مِن شَقائِقِها | |
|
| صَدرُها بِالغَرامِ يَستَعِرُ |
|
زَفَّ آذارُ مِن خَلائِقِها | |
|
| لَكَ بِكراً وشاحُها عَطِرُ |
|
طُهرها في النَسيمِ يَنتشرُ
|
وَإِذا ما الشمالُ سالَ عَلى | |
|
| وَجنَةِ الفَجرِ ريقُها الخَصِرُ |
|
وَاِغتَدَت مِصرُ تَرتَدي خَجَلا | |
|
| وَردَهُ زاهِياً وَتَأتَزِرُ |
|
فَهيَ عَذراءُ زانَها الخَفَرُ
|
فَاِغتَنِم رَكعَتَين مُقتَدِيا | |
|
| حينَ لِلَهِ يَركَعُ الشَجَرُ |
|
وَالنَسيمُ العَليلُ مُشتَفِيا | |
|
| يجذِبُ الرَوضَ بَلَّها السَحَرُ |
|
بِالنَدى فَهيَ سُندُسٌ دُرَرُ
|
وَاِسأَلِ الطَيرَ في مَنابِرِها | |
|
| كَيفَ توحى وَتُقَرَأُ السُوَرُ |
|
لَيسَ يُغينكَ مِن حَناجِرِها | |
|
| مِزهَرٌ ناطِقٌ وَلا وَتَرُ |
|
حينَ تَشدو فَيَرقُصُ النَهَرُ
|
فَاذكُر اللَهَ إِنَّهُ مَلِكٌ | |
|
| قادِرٌ مِن جُنودِهِ القَدَرُ |
|
وَاِغنَم الوَقتَ إِنَّهُ فَلَكٌ | |
|
| دائِرٌ وَالحِسابُ يَنتَظِرُ |
|
وَاللَظى وَالحَميمُ وَالشررُ
|
وَهُناكَ النَعيمُ وَالحُوَرُ | |
|
| وَالحُلى وَالقُصورُ وَالسُررُ |
|
ثُمَّ يُغنيكَ أَنَّهُ نُور | |
|
| تَنمحي في جَمالِهِ الصُوَرُ |
|
فَالأَريبُ اللَبيبُ يَبتَدِرُ
|