أَمّا رِضايَ بِما يَقولُ وَيَفعَلُ | |
|
| فَهوَ الَّذي بِيَ في الصَبابَةِ يَجمُلُ |
|
وَإِذا قَنِعتُ مِن الدَلالِ بِأَنَّني | |
|
| أَحيا مِراراً في النَهارِ وَأُقتَلُ |
|
فَأَنا الَّذي بَدَأَ الهَوى وَأَعادَهُ | |
|
| وَعَلَيهِ آياتُ الجَوى تَتَنَزَّلُ |
|
أَسلَمتُ نَفسي لِلهيامِ بِما رَوَوا | |
|
| لِيَ عَن مَحاسِنِها وَما أَتَخَيَّلُ |
|
وَعَشقتُ لَم أَرَها وَلَكِن شَخصُها | |
|
| بِالنارِ في كَبِدي الضَعيفِ مُمَثَّلُ |
|
بَيضاءُ أَنهَلَها الشَبابُ وَعَلَّها | |
|
| خَمراً تَضِلُّ لَها العُقولُ وَتَذهَلُ |
|
تَندى العُيونُ إِذا تَبَلَّجَ نورُها | |
|
| طَرَباً وَيَنفَتِحُ الفُؤادُ المُقفَلُ |
|
يا مَن ضَرَبتِ حِجابَ كِبرِك بَينَنا | |
|
| إِنَّ التَعَزُّزَ في الغَرامِ تَذَلُّلُ |
|
هَذا الرَبيعُ أَتى لِيُصلِحَ بَينَنا | |
|
| وَبِراحَتَيهِ بَنَفسجٌ وَقُرُنفُلُ |
|
وَلَقَد دَخَلتُ الرَوضَ يَعبِقُ رَوحُها | |
|
| غَنّاءَ تَنفَحُها الصَبا وَالشَمأَلُ |
|
فَإِذا الرَبيعُ مَشى بِها مُتَبَختِرا | |
|
| يَختالُ في حُلَلِ البَهاءِ وَيَرفُلُ |
|
فَوَقَفتُ أَرمُقُ طَلعَةَ مَلَكِيَّةً | |
|
| في حُسنِها يَتَحَيَّرُ المُتَأَمِّلُ |
|
وَعَلى السَماءِ مِنَ الغَمامِ مَجاسِدُ | |
|
| تَكسو النَهارَ لِمنكَبيهِ وَتَفضُلُ |
|
وَمِنَ الغُصونِ مُفَضَّضٌ وَمُذهبٌ | |
|
| وَمِنَ الطُيورِ مُسَبِّحٌ وَمُرَتِّلُ |
|
وَرَأَيتُ خوطَ البانِ مالَ بِسَمعِهِ | |
|
| يُصغي لِما يوحي إِلَيهِ الجَدوَلُ |
|
فَسَرَقتُ سِرَّ الحُسنِ مِنهُ لِأَنَّني | |
|
| مُغرىً بِأَسرارِ الجَمالِ مُوَكَّلُ |
|
وَضَمَمتُ قامَتَهُ الرَشيقَةَ ضَمَّةً | |
|
| لَو جَندَلٌ راها لَهامَ الجَندَلُ |
|
وَعَصَرتُ مِن حُمِرَ الشَقائِقِ في فَمي | |
|
| إِنَّ المَشوقَ فُؤادُهُ يَتَعَلَّلُ |
|
وَسَمِعتُ مِن أَعلى الخَميلَةِ صائِحا | |
|
| غَرِداً يُفَصِّلُ في الغَرامِ وَيُجمِلُ |
|
يَبكي وَيَضحَكُ في بُكاهُ تَوَجُّعاً | |
|
| وَيَجِدُّ في شَكوى جَواهُ وَيَهزلُ |
|
فَرَحِمتُهُ بَل تِلكَ دَمعَةُ عاشِقِ | |
|
| نَطَقَت تُمَجِّدُ عاشِقاً وَتُبَجِّلُ |
|
إِنَّ الَّذي فَطَرَ القُلوبَ أَعارَني | |
|
| قَلباً يَذوبُ إِذا تَرَنَّمَ بُلبُلُ |
|
وَسَأَلتُ نَفسي وَالجَمالُ يُحيطُ بي | |
|
| وَشَدا الفُؤادُ يُجيبُ عَمّا أَسأَلُ |
|
هَل أَنتِ أَم زَهرُ الرَبيعِ وَطيبُهُ | |
|
| وَمِنَ الأَخَفِّ عَلى القُلوبِ الأَجمَلُ |
|