أَذاعَ غَرامهُ فَغَدا شَهيرا | |
|
| وَصاحب فيك قَلباً مُستَطيرا |
|
وَما بالي أَرى دَمعي غَزيرا | |
|
|
أَذَلَّني الغرام وكنت ليثا | |
|
| وَلَستُ أَزال وَثابا هَصورا |
|
إِذا الآسادُ يَومَ وَغىً رَأَتهُ | |
|
| عَلى أَعقابِها وَلَّت نُفورا |
|
خُذيني بِالدَلالِ الحُلوِ أَحيا | |
|
| بِهِ لِأُعانِيَ الهَمَّ المَريرا |
|
وَلا تَتَسَلَّحي بِالهَجرِ إِنّي | |
|
| لَبِستُ لِحَدِّهِ عُمراً قَصيرا |
|
غَداً شمّي نَسيمَكِ وَاِذكريني | |
|
| بِقَلبِكِ تَذكُري بَرّاً شَكورا |
|
لِعَينِ وَفائِهِ ما عاشَ لَحظٌ | |
|
| يَظَلُّ إِلى مَحاسِنِكُم مُشيرا |
|
إِذا رَوحُ الشَمالِ سَرى إِلَيهِ | |
|
| تَنَسَّمَ مِن شَمائِلِكُم عَبيرا |
|
وَلا هَبَّت لَكُم يَوماً جَنوبا | |
|
| فَما حَمَلَت لَكُم إِلّا زَفيرا |
|
سَلي زَهر الرِياضِ وَناشِقيهِ | |
|
| وَشارِبَها هَناءً وَالمَديرا |
|
أَغَيرَ الحُبِّ أَنشَقُهُ ذَكيا | |
|
| وَغَيرَ الدَمعِ أَشرَبُهُ طَهورا |
|
سَقى تِلكَ الغَداةَ الدَمعُ وَبلاً | |
|
| يُغادِرُ عَهدَ ذِكراها نَضيرا |
|
وَقَفتُ لِكَي أَراكِ وَكانَ يَوماً | |
|
| عَلى كَبِدي الَّتي ذابَت عَسيرا |
|
تَلَفَّتَ إِذ طَلَعتِ إِلَيكِ قَلبي | |
|
| وَحاوَلَ مِن ضُلوعي أَن يَطيرا |
|
وَلَولا أَنَّني أَمسَكتُ دَمعي | |
|
| لَأَجرى في مَحَلَّتِكُم غَديرا |
|
وَكانَت نَظرَةً قَتَلَت جَريحا | |
|
| وَشَدَّت في سَلاسِلِها أَسيرا |
|
وَهاجَت لَوعَةً في صَدرِ صَبٍّ | |
|
| وَزادَت نارَ وَلهانٍ سَعيرا |
|
وَكَم يَومٍ عَزَمتُ عَلى لِقاءٍ | |
|
| أُعينُ بِهِ عَلى الشَجوِ الضَميرا |
|
وَلَكِن لا يُطاوِعُني حَيائي | |
|
| وَعَزمٌ كُنتُ أَحسَبُهُ طَريرا |
|
أَتَثبُتُ بي عَلى الأَفلاكِ رِجلي | |
|
| هَبي لي قَبلَها جَلداً كَبيرا |
|
سَقى أَكنافَ دارِك بابِلِيٌّ | |
|
| مِنَ الأَنواءِ يُنبِتُها السُرورا |
|
وَعاجَ عَلى مَغانيكُم وَلِيٌّ | |
|
| مِنَ النَّعماءِ يوطِئُكِ الحَريرا |
|
مَنازِلُ شَمسُها تُحيي فُؤادي | |
|
| وَيَملَأُ بَدرُها عَينَيَّ نورا |
|
مَتى نَحيا وَنَسعَدُ في حَياةٍ | |
|
| إِذا أَعيادُنا كانَت فُجورا |
|
إِذا شَمُّ النَسيمِ دَنا إِلَينا | |
|
| نُعِدُّ لَهُ المَعازِفَ وَالخُمورا |
|
وَريحاناً نُدَنِّسُهُ بِأَيدٍ | |
|
| قَد اِمتَلأَت مِنَ الدُنيا غُرورا |
|
وَكَم شاهَدتُ ذاكَ اليَومَ طِفلاً | |
|
| وَكُنتُ عَرَفتُهُ شَيخاً وَقورا |
|
تَسَكَّعَ في العَمايَةِ لَم يُوَقِّر | |
|
| مُهَذَّبَةً وَلَم يَرحَم صَغيرا |
|
وَكَم ضَجَّت سَفينٌ بِالمَخازي | |
|
| وَيَأبى النيلُ إِلّا أَن تَسيرا |
|
وَهَل يَصفو لَهُم في النيلِ وِردٌ | |
|
| وَقَد قَتَلوهُ كُنياكاً وَبيرا |
|
أَرى آدابَنا فَسَدَت وَأَضحى | |
|
| أَرَقُّ حَديثَنا هُجراً وَزورا |
|
أَرانا في تَواكُلِنا اِتَّفَقنا | |
|
| وَشابَهَ فيهِ أَحقَرُنا الخَطيرا |
|
يُقَصِّرُ صانِعٌ وَيضِلُّ قاضٍ | |
|
| وَيَترُكُ أَرضَهُ الفَلاحُ بورا |
|
وَهَل يَبقى القَليلُ لَنا طَويلا | |
|
| وَلَم تَحفَظ أَناملنا الكَثيرا |
|
نَنامُ عَنِ المَفاخِرِ وَالمَساعي | |
|
| وَنَبني مِن أَمانينا قُصورا |
|