مالَ الدَلالُ بِعِطفِها فَثَناها | |
|
| وَسَمَت إِلى عَرشِ الجَمالِ فَتاها |
|
بَرَزَت تُمَجِّدُ من بَراها أَنَّهُ | |
|
| قَد زَيَّنَ الأَكوانَ حينَ بَراها |
|
خَطَرَت تَحُفُّ بِها مَلائِكَةَ التُّقى | |
|
| وَيَهُزُّ عَرشَ الحُبِّ وَقعُ خُطاها |
|
نابَعتُها مُستَجلِياً حَتّى إِذا | |
|
| أَبلَغتُ عَيني في النَعيمِ مُناها |
|
قالَت لِصاحِبَةٍ لَها أَفديكِ من | |
|
| هَذا الكَليمُ وَإِنَّني لَفَتاها |
|
ما بالُها قَد أَينَعَت جَنّاتُها | |
|
| وَتَظَلُّ تَجهَلُ مَن يَرودُ حِماها |
|
عَجَباً أَتُنكِرُني وَتَجهَلُ مَوقِفي | |
|
| وَالوَحيُ أَول ما يَجولُ نُهاها |
|
أَرنو إِلَيها وَالسِهامُ تُصيبُني | |
|
| وَيَدي عَلى كَبِدٍ تَذوبُ حَشاها |
|
وَلَو أَنَّها تُعطي مَشوقاً نائِلاً | |
|
| نَزَلَت بُدورُ التمِّ تَلثُمُ فاها |
|
لا شَيءَ يُشبِهُ حُسنَها وَلَرُبَّما | |
|
| حَكَتِ الرَبيعَ شَمائِلاً وَحَكاها |
|
وَلَعَلَّهُ أَلقى عَلَيها حَليَه | |
|
| لَما تَوَهَّجَ واِستَعَارَ حُلاها |
|
وَإِذا البلابلُ في الرِياضِ تَرَنَّمَت | |
|
| فَحَديثُها بَل تِلكَ موسيقاها |
|
حَسبي وِصالاً أَن أَعيشَ بِذِكرِها | |
|
| في غِبطَةٍ أَقصى النَعيم مَداها |
|
وَأَنال في الدُينا الخُلود بِجَنَّةٍ | |
|
| عَبَقُ الطُروسِ اليانِعاتِ جَناها |
|
راقَت مَوارِدُها وَرَقَّ نَسيمُها | |
|
| وَشَدَت بَلابِلُها وَطابَ شَذاها |
|