أَجَل إِنهُ رَبعُ الحَبيبِ فَسَلِّم | |
|
| وَقِف نَتَبَيَّن ظاعِناً مِن مُخَيِّمِ |
|
مَعاهِدُ حَلَّ الحُسنُ فيها نِطاقَهُ | |
|
| وَقُرَّةُ عَينِ الناعِمِ المُتَغَنِّمِ |
|
عَهِدت بِها بيضاً أَوانِسَ كَالدُمى | |
|
| غَرائِرَ مَلهىً لِلمُحِبِّ المُتَيَّمِ |
|
عَوابِثَ بِالأَلبابِ مِن غَيرِ ريبَةٍ | |
|
| نَوافِرَ بِالأَبدانِ عَن كُلِّ مَأثَمِ |
|
وَقَفنا جُنوحاً بِالرُبوعِ فَواجِمٌ | |
|
| وَآخَرُ قَد أَدمى الأَصابِعَ بِالفَمِ |
|
فَقُلتُ لِصَحبي رَفِّعوا العيسَ وَالطِموا | |
|
| بِأَخفافِها ظَهرَ الصَعيدِ المُرَكَّمِ |
|
بَحائِبُ لَولا أَن عَرَفنا فُحولَها | |
|
| لَقُلنا لِهَيقٍ خاضِبِ الساقِ أَصلَمِ |
|
طَوَينا بِها حَزنَ الفَلا وَسُهولَهُ | |
|
| وَقَد خَضَّبَتهُ مِن ظِلافٍ وَمَنسِمِ |
|
إِذا ما أَدَرنا كَأسَ ذِكرِكَ بَينَنا | |
|
| يَكَدنَ يَطِرنَ بَينَ نَسرٍ وَمِرزَمِ |
|
يُرِدنَ المَكانَ الخِصبَ وَالمُلِكَ الذي | |
|
| إِلَيهِ بَنو الآمالِ بِالقَصدِ تَرتَمي |
|
إِمامَ بَني الدُنيا الذي شَهِدَت لَهُ | |
|
| عَلى رَغمِها أَملاكُها بِالتَقَدُّمِ |
|
هُوَ المَلِكُ الحامي حِمى الدينِ بِالتُقى | |
|
| وَسُمرِ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذمِ |
|
لَهُ هَزَّةٌ في الجودِ تُغني عُفاتَهُ | |
|
| وَأُخرى بِها حَتفُ الكَمِيِّ المُعَلَّمِ |
|
لَهُ سَلَفٌ يَعلو المَنابِرَ ذِكرُهُم | |
|
| وَيَنحَطُّ عَنهُ قَدرُ كُلِّ مُعَظَّمِ |
|
هُمُ أَوضَحوا لِلنّاسِ نَهجَ نَبِيِّهِم | |
|
| بِمُحكَمِ آياتٍ وَشَفرَةِ مِخذَمِ |
|
لُيوثٌ إِذا لاقَوا بُدورٌ إِذا اِنتَدَوا | |
|
| غُيوثٌ إِذا أَعطوا جِبالٌ لِمُحتَمِ |
|
وَإِن وَعَدوا أَوفَوا وَإِن قَدَروا عَفَوا | |
|
| وَإِن حَكَّموهُم أَقسَطوا في المُحَكَّمِ |
|
يَصونونَ بِالأَموالِ أَعراضَ مَجدِهِم | |
|
| إِذا ضَنَّ بِالأَموالِ كُلُّ مُذَمَّمِ |
|
وَهُم يُرخِصونَ الروحَ في حَومَةِ الوَغى | |
|
| إِذا كَعَّ عَنها كُلُّ لَيثٍ غَشَمشَمِ |
|
أولئِكَ أَوتادُ البِلادِ وَنورُها | |
|
| صَنائِعُهُم فيها مَواقِعُ أَنجُم |
|
مَضَوا وَهُمُ لِلنّاسِ في الدينِ قادَةٌ | |
|
| مَفاتيحُ لِلخَيراتِ في كُلِّ مَوسمِ |
|
فَلَمّا غَشانا بَعدَهُم لَيلُ فِتنَةٍ | |
|
| بِهِ عَمَّ نَهبُ المالِ وَالسَفكُ لِلدَّمِ |
|
أَغاثَ إلهُ العالَمينَ عِبادَهُ | |
|
| بِمَن شادَ رُكنَ الدينِ بَعدَ التَثَلُّمِ |
|
إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ | |
|
| سِمامُ العِدى بَحرُ النَدى وَالتَكَرُّمِ |
|
هُمامٌ أَقادَتهُ القَنا وَسُيوفُهُ | |
|
| وَهِمّاتُهُ أَن يَمتَطي كُلَّ مَعظَمِ |
|
هُوَ القائِدُ الجُردَ العَناجيجَ شَزَّباً | |
|
| وَكُلَّ فَتىً يَحمي الحَقيقَةَ ضَيغَمِ |
|
جَحافِلُ يَغشى الطَيرَ في الجَوِّ نَقعُها | |
|
| وَيُزعِجنَ وَحشَ الأَرضِ مِن كُلِّ مَجثَمِ |
|
فَأَمَّنَها بِاللَهِ مِن أَرضِ جِلَّقٍ | |
|
| إِلى عَدَنٍ مُستَسلِماً كُلُّ مُجرِمِ |
|
فَلا مُتهِمٌ يَخشى ظُلامَةَ مُنجِدٍ | |
|
| وَلا مُنجِدٌ يَخشى ظُلامَةَ مُتهِمِ |
|
فَما أَعظَمَ النُغمى عَلَينا بِمُلكِهِ | |
|
| وَلكِنَّ بَعضَ الناسِ عَن رُشدِهِ عَمي |
|
لَكَ الفَضلُ لَو تُرغِم أُنوفَ معاشِرٍ | |
|
| سَرَوا في دُجىً مِن حالِكِ الجَهلِ مُظلِمِ |
|
يَعيبونَ بِالشَيءِ الذي يَأخذونَهُ | |
|
| فَوا عَجَباً مِن ظالِمٍ مُتَظَلِّمِ |
|
تَنَزَّهتَ عَن فِعلِ المُلوكِ الذينَ هُم | |
|
| دُعوا أُمراءَ المُؤمِنينَ بِمَحكَمِ |
|
فَلا شارِباً خَمراً وَلا سامِعاً غِنىً | |
|
| إِذا نُقِرَت أَوتارُهُ لِلتَرَنُّمِ |
|
وَلا قَولَ مَأمونٍ نَحَلتَ وَلا الذي | |
|
| أَتى بَعدَهُ في عَصرِهِ المُتَقَدِّمِ |
|
وَكُلُّهُمُ يُدعى خَليفَةَ وَقتِهِ | |
|
| وَطاعَتُهُ فَرضٌ عَلى كُلِّ مُسلِمِ |
|
وَلكِن نَصَرتَ الحَقَّ جُهدَكَ وَاِعتَلَت | |
|
| بِكَ السُنَّةُ الغَرّاءُ في كُلِّ مَعلَمِ |
|
فَأَصبَحَتِ الدُنيا وَريفاً ظِلالُها | |
|
| عَروساً تُباهي كُلَّ بِكرٍ وَأَيِّمِ |
|
وَأَلَّفتَ شَملَ المُسلِمينَ وَقَد غَدَوا | |
|
| أَيادي سَبا ما بَينَ فَذٍّ وَتَوأَمِ |
|
عَفَوتَ عَنِ الجاني وَأَرضَيتَ مُحسِناً | |
|
| وَعُدتَ بِإِفضالٍ عَلى كُلِّ مُعدِم |
|
فَلَو أَنَّهُم أَعطوا المُنى في حَياتِهِم | |
|
| وَقَوكَ الرَدى مِنهُم بِكُلِّ مُطَهَّمِ |
|
فَلَولاكَ لَم تَحلُ الحَياةُ وَلم يَكُن | |
|
| إِلَيهِم لَذيذاً كُلُّ شَربٍ وَمَطعَمِ |
|
بَنَيتَ بُيوتَ المَجدِ بِالبيضِ وَالقَنا | |
|
| وَسُدتَ بَني الدُنيا بِفَضلِ التَكَرُّمِ |
|
وَما الجودُ إِلّا صورَةٌ أَنتَ روحُها | |
|
| وَلَولاكَ أَضحى كَالرَميمِ المُرَمَّمِ |
|
وَطابَ لِأَهلِ المَكَّتَينِ مَقامُهُم | |
|
| وَقَبلَكَ كانوا بَينَ ذُلٍّ وَمَغرَمِ |
|
يَسومونَهُمُ أَعرابُهُم وَوُلاتُهُم | |
|
| مِنَ الخَسفِ سَومَ المُستَهانِ المُهَضَّمِ |
|
فَأَضحَوا وَهُم عَن ذا وَذاكَ بِنَجوَةٍ | |
|
| مُحِلُّهُمُ في أَمنِهِ مِثلُ مَحرِمِ |
|
فَسَمعاً بَني الإِسلامِ سَمعاً فَما لَكُم | |
|
| رَشادٌ سِوى في طاعَةِ المُتَيَّمِ |
|
أَديموا عِبادَ اللَهِ تَحديقَ ناظِرٍ | |
|
| بِعَينَي فُؤادٍ لا بِعَينِ التَوَهُّمِ |
|
وَقوموا فُرادى ثُمَّ مَثنى وَفَكِّروا | |
|
| إِذا ما عَزَمتُم فِكرَةَ المُتَفَهِّمِ |
|
إِذا لَم يَكُن عَقلٌ مَعَ المَرءِ يَهتَدي | |
|
| بِه رَبُّهُ في الحادِثِ المُتَغيهِمِ |
|
وَيَنظُرُ في عُقبى العَواقِبِ عارِفاً | |
|
| مَصادِرَهُ في المَورِدِ المُتَقَحَّمِ |
|
وَلا يَحمَدُ المَرقى إِذا ما تَصَعَّبَت | |
|
| مَسالِكُهُ عِندَ النُزولِ فَيَندَمِ |
|
فَإِنَّ الفَتى كُلَّ الفَتى مَن إِذا رَأى | |
|
| لهُ فُرصَةً أَهوى لها غَيرَ محجِمِ |
|
فَإِن خافَ بِالإِقدامِ إيقاظَ فِتنَةٍ | |
|
| تُغِصُّ بريقٍ أَو تَجيءُ بِمُؤلِمِ |
|
تَرَقَّب وَقتَ الإِقتِدار فَرُبَّما | |
|
| يُغاثُ بِيَومٍ لِلمُعادينَ أَشأَمِ |
|
فَما كَلَّفَ اللَهُ اِمرءاً غَيرَ وُسعِهِ | |
|
| كَما جاءَ نَصّاً في الكِتابِ المُعَظَّمِ |
|
وَما العَقلُ إِلّا ما أَفادَ تَفَكُّراً | |
|
| بِمُستَقبَلٍ أَو عِبرَةً بِالمُقَدَّمِ |
|
لَكُم زائِدٌ عَنكُم بِسَيفٍ وَمُنصَلٍ | |
|
| وَرَأيٍ كَمَصقولِ الجُزازِ المُصَمِّمِ |
|
قِفي رَأيِهِ إِصلاحُ ما قَد جَهِلتُمُ | |
|
| وَفي سَيفِهِ سُمٌّ يَدافُ بِعَلقَمِ |
|
أَلَيسَ الذي قَد قَعقَعَ البيضَ بِالقَنا | |
|
| وَخَضَّبَها مِن كُلِّ هامٍ وَلَهذَمِ |
|
وَأَنعَلَ جُردَ الخَيلِ هامَ عِداتِهِ | |
|
| كَأَنَّ حَواميها خُضِبنَ بِعَندَمِ |
|
دَعوا اللَيثَ لا تَستَغضِبوهُ فَرُبَّما | |
|
| يَهيجُ بِدَهيا تَقصِمُ الظَهرَ صَيلَم |
|
فَما هُوَ إِلّا ما عَلِمتُم وَما جَرى | |
|
| بِأَسماعِكُم لا بِالحَديثِ المُرَجَّمِ |
|
وَقائِعُ لا ما كانَ بِالشِعبِ نِدُّها | |
|
| وَلا يَومُ ذي قارٍ وَلا يَومُ مَلهَمِ |
|
يُحَدِّثُ عَنها شاهِدٌ وَمُبَلِّغٌ | |
|
| وَيَنقُلُها مُستَأخرٌ عَن مُقَدَّمِ |
|
لَها أَخواتٌ عِندَهُ إِن تَصَعَّرَت | |
|
| خُدودٌ بِتَسويلِ الغَرورِ المُرَجِّمِ |
|
جَوادٌ بِما يَحوي بخيلٌ بِعِرضِهِ | |
|
| وَإِن ضَرَّسَتهُ الحَربُ لَم يَتَأَلَّمِ |
|
أَخوها وَما أَوفَت عَلى العَشرِ سِنُّهُ | |
|
| يَحُشُّ لَظاها بِالوَشيجِ المُقَوَّمِ |
|
إِلَيكَ إِمامَ المُسلِمينَ زَفَفتُها | |
|
| لَها بِكَ فَخرٌ بَينَ عُربٍ وَأَعجُمِ |
|
إِذا أُنشِدَت في مَحفِلٍ قالَ رَبُّهُ | |
|
| أَعِدها بِصَوتِ المُطرِبِ المُتَرَنِّمِ |
|
يَقولُ أُناسٌ إِنَّما جاءَ مادِحاً | |
|
| لِيَحظى بِسَجلٍ مِن نَداكَ المُقَسَّمِ |
|
وَما عَلِمَ الحُسّادُ أَنّي بِمَدحِكُم | |
|
| شَرُفتُ وَعِندي ذاكَ أَكبَرُ مَغنَمِ |
|
وَكَم رامَهُ مِنّي مُلوكٌ تَقَدَّموا | |
|
| وَقَبلَكَ ما عَرَّضتُ وَجهي لِمُنعِمِ |
|
وَكَم جَأجَاوا بي لِلوُرودِ فَلَم أَكُن | |
|
| لِأَشرَبَ مِن ماءٍ وَبٍ مُتَوَخِّمِ |
|
وَلَولاكَ أَمضَيتُ الرِكابَ مُبادِلاً | |
|
| عَلَيهِنَّ أَو سُفنٍ عَلى البَحرِ عوَّمِ |
|
وَصَلِّ عَلى المُختارِ رَبّي وَآلِهِ | |
|
| وَأَصحابِهِ وَالتابِعينَ وَسَلِّم |
|