إِن لَم تُعِنّي عَلى شَجوي فَلا تَلُمِ | |
|
| سَمعي عَنِ العَذلِ لَو نادَيتَ في صَمَمِ |
|
لا تَلحُني إِن عَصَيتُ العاذِلاتِ فَما | |
|
| في الحبِّ عارٌ إِذا لَم يَدنُ لِلتُهَمِ |
|
لِلَّهِ عَهدُ سُرورٍ كُنتُ أَحسَبُهُ | |
|
| يَدومُ لي وَسِوى ذي العَرشِ لَم يَدُمِ |
|
غضارَةٌ مِن بَهِيِّ العَيشِ مونِقَةٌ | |
|
| مَرَّت كَطَيفِ خَيالٍ زارَ في الحُلُمِ |
|
هَيهاتَ أَن تُرجِعَ الأَيّامُ ما أَخَذَت | |
|
| فَدَع تَذَكُّرِ أَيّامِ الصِبا القُدُمِ |
|
وَاِصرِف مَديحَكَ في أَزكى الوَرى نَسَباً | |
|
| فَرعِ الهُداةِ قَريعِ العُربِ وَالعَجَمِ |
|
مُحَسَّدِ الفَضلِ مَضروبٍ سُرادِقُهُ | |
|
| عَلى أَشَمَّ عَظيمِ القَدرِ وَالهِمَمِ |
|
أَغَرَّ أَزهَرَ وَضّاحِ الجَبينِ إِذا | |
|
| ما اِلتَفَّتِ الخَيلُ بِالأَبطالِ وَالبُهُمِ |
|
المُشتَري الحَمدِ أَغلى ما يُباعُ بهِ | |
|
| وَالمُكرِمِ السُمرِ المَصقولَةِ الخُذُمِ |
|
إِن فاخَروهُ فَمَغلوبٌ مُفاخِرُهُ | |
|
| أَو قارَعوهُ تَرَدّوا حُلَّةَ النَدمِ |
|
قَد كانَ في المَهدِ وَالعَليا تُرامِقُهُ | |
|
| تَرنو إِلَيهِ بِعَينِ العاشِقِ السَدِمِ |
|
حَتّى تَفَرَّعَ أَعلاها عَلى مَهَلٍ | |
|
| في سَيرِهِ وَهوَ لَم يَبلُغ لدى الحُلُمِ |
|
كُنوزُ فَضلٍ أَثارَتها مَكارِمُهُ | |
|
| أَنسَت مَكارِمَ عَن مَعنٍ وَعن هَرِم |
|
اللَهُ أَعلى سُعوداً في سَعادَتِهِ | |
|
| فَكانَ أَشهَرَ مِن نارٍ على عَلمِ |
|
مُستَحكِمُ الرَأيِ ماضٍ في عَزيمَتِهِ | |
|
| كَالغَيثِ وَاللَيثِ للعافي وَلِلنِّقَمِ |
|
مازالَ مُذ عَرفَ الأَيّامَ سيرَتُهُ | |
|
| شَجىً لِأَعداهُ أَو نَصرٌ لِمُهتَضَمِ |
|
ياِبنَ الذي قَد سما في المَجدِ مَنزِلَةً | |
|
| أَعيَت مُلوكَ الوَرى مِن سائِرِ الأُمَمِ |
|
لكُم عَلى الناسِ فَضلٌ لَيسَ يُنكِرُهُ | |
|
| سِوى جحودٍ بِرَيبِ القَلبِ مُتَّهَمِ |
|
أَو حاسِدٍ أَنضَجَت عَلياكَ مُهجَتَهُ | |
|
| فَقَلبُهُ فيه مثلُ الجاحِمِ الضَرِمِ |
|
فَاللَهُ يُعليكَ وَالأَقدارُ تَخفِضُهُ | |
|
| تَعلو وَيَنحَطُّ في ذُلٍّ وَفي عَدَمِ |
|
أَبوكَ مَن نَعشَ اللَهُ الأَنامَ به | |
|
| مِن عَثرَةِ الهَرجِ لا مِن عَثرَةِ القَدَمِ |
|
عَبدُ العَزيزِ الذي كانَت إِمامتُهُ | |
|
| لِلدّينِ عِزّاً وَلِلدّنيا وَلِلحُرَمِ |
|
وَأَنتَ تَتلوهُ مُستَنّاً بِسُنَّتِهِ | |
|
| أَكرِم بِها سُنَناً مَحمودَةَ الشِيَمِ |
|
مَكارِمٌ لَم تَكُن تُعزى إِلى أَحدٍ | |
|
| إِلّا إِلَيكُم فَأَنتُم صَفوَةُ الكَرمِ |
|
فَكَم رَفَعتُم جُدوداً قَبلُ عاثِرَةً | |
|
| وَكم غَمَرتُم بَني الحاجاتِ بِالنِعَمِ |
|
وَقَبلَكُم كانَ نَجدٌ وَالحِجازُ لَقىً | |
|
| لِلعابِثينَ بهِ لحماً عَلى وَضمِ |
|
سَمَوتَ لِلمَجدِ لَمّا نامَ طالِبُهُ | |
|
| وَالمَجدُ صَعبٌ عَلى الهَيّالَةِ البَرمِ |
|
رَأى أَبوكَ الذي حقٌّ فِراسَتُهُ | |
|
| فيكَ الصلاحِ لِرَعي الدينِ وَالذِمَمِ |
|
فَقُمتُ مُضطَلِعاً بِالأَمرِ مُتَّخِذاً | |
|
| نَهجَ الهُدى مَسلَكاً بِالسَيفِ وَالقَلمِ |
|
تَظَلُّ مِن بَذلكَ الأَقلامُ حافِيَةً | |
|
| وَالسَيفُ يَقضي عَلى الأَعداءِ بِاليُتمِ |
|
جوداً وَحِلماً وَعَفواً عِندَ مَقدِرَةٍ | |
|
| وَصِدقَ بَأسٍ إِذا نارُ الوَطيسِ حمى |
|
مَحامِدٌ شَحَذَت أَفكارَ مادِحِكُم | |
|
| فَحَبَّروهُ بِمَنثورٍ وَمُنتَظِمِ |
|
أَنتُم طِرازُ المَعالي بَعد بُهمَتِها | |
|
| إِنَّ البُدورِ لَتجلو غَيهَبَ الظُلمِ |
|
إِلَيكَها مِثلَ نظمِ الدُرِّ فَصَّلَهُ | |
|
| شَذرٌ من التِبر لم يُسبَك عَلى فَحمِ |
|
تَختالُ بَينَ الوَرى تيهاً بِمَدحِكُمُ | |
|
| بِرِفعَةِ القَدرِ يَعلو المَدحِ في القِيَمِ |
|
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى المُختارِ سَيِّدِنا | |
|
| وَآلهِ الغُرِّ وَالأصحابِ كُلِّهمِ |
|