تَعزَّ وَأَنّى وَالمُصابُ جَليلُ | |
|
| فَخلِّ الدُموعَ الجامِدات تَسيلُ |
|
رُزِئنا زِمامَ الفَضلِ وَالدينِ وَالتُقى | |
|
| نَعم نَجلهُ المَيمونُ منه بَديل |
|
بُدورُ عُلا هذا هوى لِمَغيبهِ | |
|
| وَذا في سَماءِ المَكرُمات يَجولُ |
|
فَيا لكَ بدراً أَطلعَ الشَمس بَعدهُ | |
|
| وَثَجّاجَ مُزنٍ أَعقَبَته سُيولُ |
|
دعا عابِدَ الرَحمنِ لِلفَوزِ رَبَّهُ | |
|
| وَجَنّاتُ عَدنٍ ظِلُّهُنَّ ظَليلُ |
|
مَضى طاهرُ الأَخلاقِ وَالشِيَمِ التي | |
|
| بِجِسمِ العَوالي غُرَّةٌ وَحجولُ |
|
مَضى كافِلُ الأَيتامِ في كُلِّ شَتوَةٍ | |
|
| إِذا عَمَّ أَقطارَ البِلادِ مُحولُ |
|
مَضى هَضبَةُ الدُنيا التي يَلتَجي بِها | |
|
| طَريدُ جِناياتٍ جفاهُ قَبيلُ |
|
تُرجَّعُ فيهِ المَكرُماتُ حَنينَها | |
|
| كَما رَدَّدَت رجعَ الحَنينِ عَجولُ |
|
فَلا ذُخرَ بعد اليوم لِلدَّمعِ والأَسى | |
|
| وَإ كانَ لا يُشفى بِذاكَ غَليلُ |
|
فَلِلَّه كم عَينٌ تَحلَّبَ دمعُها | |
|
| وَكم زَفرَةٌ إِثرِ البُكا وَعَويل |
|
فَلو كان يُفدى بِالنُفوسِ وَلو غَلَت | |
|
| فَداهُ هُمامٌ أَشوسٌ وَنَبيل |
|
وَلَو كانَ مِن خَصمٍ تَنَمَّرَ دونهُ | |
|
| رِجالٌ بِأَيديهِم قَناً وَنُصولُ |
|
إِذا ما اِعتَلوا قُبَّ الأَياطلِ لم يَكُن | |
|
| لهُم أَوبَةٌ أَو يُستَباح قَتيلُ |
|
وَلكن قضاءٌ مُبرَمٌ يَستَوي به | |
|
| مَليكٌ عَزيزٌ في الوَرى وَذَليلُ |
|
نُؤَمِّلُ في الدُنيا بَقاءً وَصحَّةً | |
|
| وَهذا مُحالٌ لَو صَحَونَ عُقولُ |
|
وَفي سَيِّدِ الكَونَينِ لِلنّاسِ أُسوَةٌ | |
|
| مُصابٌ به كلُّ الأَنامِ ثُكولُ |
|
هوَ المَرءُ في الدُنيا غَريبٌ مُسافِرٌ | |
|
| وَلا بُدَّ من بَعدِ الرَحيلِ نُزولُ |
|
سَقى جدثاً وارى المَكارِمَ وَالعُلى | |
|
| مِنَ العَفوِ رَجّاسُ السَحابِ هَمولُ |
|
مُلِثٌّ إِذا ما راثَ حَنَّت عِشارُهُ | |
|
| وَحلَّ عُراهُ أَزيَبٌ وَقَبولُ |
|
إِمامَ الهُدى صَبراً عَزاءً وَحسبَةً | |
|
| فَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلُ |
|
فَإِن يَكُ طَودُ الفَضلِ زَعزَعَهُ الردى | |
|
| وَأَضحى لهُ تَحتَ الرِجامِ مَقيلُ |
|
فَفيكَ وَلا نَعدَمكَ من كلِّ فائِتٍ | |
|
| لنا خلفٌ لِلمُعضِلاتُ حمولُ |
|
فَأَنتَ الذي مهَّدت ذا المُلكَ بعدَما | |
|
| تَلاشى وَجُثَّت من قُواهُ أُصول |
|
وَعادَت بكَ الأَيّامُ غَضّاً شَبابُها | |
|
| وَقد مسَّها بعدَ الغَيِّ قُحول |
|
وَما ماتَ من كُنتَ الخَليفَةَ بعدهُ | |
|
| له بكَ عمرٌ آخرٌ سَيَطولُ |
|
وَلَولاكَ اَقفَرنَ المَعالي وَلم يَكُن | |
|
| لها بَعدهُ في الغابِرينَ سَبيلُ |
|
فَلا زِلتَ في عِزٍّ أَنيقٍ مُسَلَّماً | |
|
| وَغالَ الذي يَبغي الرَدى لكَ غولُ |
|
وَأَزكى صَلاةِ اللهِ ثُمَّ سَلامهِ | |
|
| يَدومانِ ما ساقَ الغُدُوَّ أَصيلُ |
|
عَلى سَيِّدِ الساداتِ نَفسي فِداؤُهُ | |
|
| إِمامٌ إِلى طُرقِ النَجاةِ دَليلُ |
|