إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ألَستَ تَرَى ما في العُيونِ من السُّقْمِ، لقد نحلَ المعنى المدفَّقُ من جسمي |
وأضعَفُ ما بي بالخصورِ من الضّنا، على أنّها من ظلمِها غصبتْ قِسمي |
وما ذاكَ إلاّ أنَّ يومَ وَداعِنا لقَد غَفَلَتْ عينُ الرّقيبِ على رُغمِ |
ضممتُ ضنا جسمي إلى ضُعفِ خصرِها لجنسية ٍ كانتْ لهُ علّة َ الضّمِّ |
رَبيبَة ُ خِدْرٍ يجرَحُ اللّحظُ خدَّها، فوَجنَتُها تَدمَى وألحاظُها تُدمي |
يُكَلّمُ لَفظي خدّها إن ذَكَرْتُهُ، ويؤلمُهُ إنْ مرّ مرآهُ في وهمي |
إذا ابتسمتُ، والفاحمُ الجعْدُ مسبلٌ، تُضِلُّ وتَهدي من ظَلامٍ ومن ظَلمِ |
تَغَزّلتُ فيها بالغَزالِ، فأعرَضَتْ، وقالتْ: لعمري هذهِ غاية ُ الذّمِّ |
وصدتْ، وقد شبهتُ بالبدرِ وجهها نفاراً، وقالتْ صرتَ تطمعُ في شتمي |
وكم قد بذلتُ النفسَ أخطبُ وصلَها، وخاطَرتُ فيها بالنّفيسِ على عِلمِ |
فلمْ تلدِ الدّنيا لنَا غيرَ ليلة ٍ نعمتُ بها ثمّ استمرتْ على العقْمِ |
فَيَا مَن أقامَتني خَطيباً لوَصفِها، أُرَصّعُ فيها اللّفظَ في النّثرِ والنّظمِ |
خذي الدُّرّ من لَفظي فإن شئتِ نظمَه وأعوزَ سِلكٌ للنّظامِ فها جِسمي |
ففيكِ هدرتُ الأهلَ والمالَ والغِنى ورتبَة َ دَسْتِ المُلكِ والجاهِ والحُكمِ |
وقلتِ لقد أصبحتَ في الحيّ مفرداً، صَدقتِ، فهلاً جازَ عَفُوك في ظُلمي |
ألمْ تشهدي أنّي أمثلُ للعِدَى فتسهرَ خوفاً أن ترانيَ في الحُلْمِ |
فكمْ طمِعوا في وحدتي فرميتهُمْ بأضيَقَ من سُمٍّ وأقتَلَ من سُمّ |
وكم أججوا نارَ الحروبِ وأقبلوا بجيشٍ يصدُّ السيلَ عن مربضِ العصمِ |
فلم يسمعوا إلاّ صليلَ مهنّدي، وصوتَ زَئيري بينَ قعقَعة ِ اللُّجمِ |
جعلتهمُ نهباً لسيفي ومقولي، فهُمْ في وبالٍ من كلامي ومن كلمي |
تودُّ العِدى لو يحدقُ اسمُ أبي بِها، والاّ تفاجا في مجالِ الوغي باسمي |
تُعَدّدُ أفعالي، وتلكَ مَناقِبٌ، فتذكرني بالمدحِ في معرضِ الذّمِّ |
ولو جحدوا فعلي مخافة َ شامتٍ لنمّ عليهم في جباههمُ وسمي |
فكَيفَ ولم يُنسَبْ زَعيمٌ لسِنبِسٍ إلى المجدِ إلاّ كانَ خاليَ أو عمّي |
وإن أشبهتَهُمْ في الفخارِ خلائقي وفعلي فهذا الرّاحُ من ذلكَ الكرمِ |
فقُلْ للأعادي ما انثَنيْتُ لسبّكم، ولا طاشَ في ظنّي لغَدرِكمُ سَهمي |
نظرنا خطاياكُم، فأغريتُمُ بِنا، كذا من أعان الظّالمينَ على الظُّلْمِ |
أسأتُم، فإنْ أسخَطْ عليكُم فبالرّضَى، وإن أرضَ عنكم من حيَائي فبالرّغمِ |
لجأتُ إلى رُكْنٍ شَديدٍ لحَرْبكُم، أشُدُّ به أزري وأعلي بهِ نَجمي |
وظَلْتُ كأنّي أملِكُ الدّهرَ عِزَّة ً، فلا تَنزِلُ الأيّامُ إلاّ على حُكمي |
بأروعَ مبنيٍّ على الفَتحِ كفُّهُ، إذا بُنِيَتْ كَفُّ اللّئيمِ على الضّمْ |
مَلاذي جلالُ الدّينِ نجلُ محاسنٍ، حليفُ العفافِ الطّلقِ والنّائلِ الجَمِّ |
فتًى خلِقتْ كَفّاهُ للجُودِ والسَّطا، كما العَينُ للإبصارِ والأنفُ للشّمِّ |
لهُ قَلَمٌ فيهِ المَنيّة ُ والمُنى، فدِيمتُهُ تهمي وسطوتُهُ تصمي |
يراعٌ يروعُ الخطبَ في حالة ِ الرّضَى، ويُضرِمُ نار الحربِ في حالَة ِ السّلمِ |
وعَضبٌ كأنّ الموتَ عاهدَ حَدَّهُ، وصالَ، فأفنى جِرْمُهُ كلَّ ذي جِرْمِ |
فَيَا مَن رَعانا طَرفُهُ، وهوَ راقِدٌ، وقد قَلّتِ النُّصّارُ بالعَزْمِ والحزْمِ |
يدُ الدّهرِ ألقتنا إليكَ، فإنْ نُطِقْ لها مَلمساً أدمَى براجمهَا لَثمي |
أطَعتُكَ جُهدي، فاحتَفِظْ بي فإنّني لنَصرِكَ لا يَنفَلُّ جَدّي ولا عَزمي |
فإن غبتَ، فاجعلْ لي وَلياً من الأذَى، وهيهاتَ لا يُغني الوَليُّ عن الوَسْمي |