عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > محمد فضل الله > احذر زمانك لو يجدي لك الحذر

لبنان

مشاهدة
488

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

احذر زمانك لو يجدي لك الحذر

احذر زمانك لو يجدي لك الحذر
فإنه الافعوان الحية الذكر
لا يخدعنك منه الصفو آونة
فعند صفو الليالي يحدث الكدر
فلا له لذة إلا بها كدر
ولا له حالة إلا بها غير
كم العيان أرانا كذب بارقه
والخبر أعرب عما أعجم الخبر
لا تخلدن إلى الدنيا وزهرتها
ما أنت إلا غريب شانك السفر
إن الليالي لنجب أنت راكبها
تلقيك عن ظهرها الروحات والبكر
في جوف نائية الأرجاء مظلمة
لا يبزغن بها نجم ولا قمر
فيا لها خطة لا ينقضي أمل
فيها لراج ولا يقضي بها وطر
تلاحكت عندها الأغلاق عن عمل
وضاع عذر مسيء راح يعتذر
ماذا العكوف على الدنيا وغايتها
شبر من الأرض يمحي عنده الأثر
هذا الذي ضربت أعراق دوحته
فيمن هم خيرة الجبار والخير
الباسم الثغر والأيام عابسة
والمشرق الوجه والاظلام معتكر
والمنعش النبت ان ضر الهجير به
والري جف وظن العارض الهمر
سامي العماد ربيط الجاش قد شعبت
منه المنية كسراً ليس ينجبر
وارهقته وما في حده فلل
وغادرته وما في عوده خور
وشذبته شباً تجلى الخطوب به
إذا الخطوب طغى تيارها الغمر
نفاع ضرار أقيال مرازية
يأتي على ما يروم النفع والضرر
لا ينتضي الدهر ما يثني أنامله
أني وطوع يديه النقض والمرر
قد ضمن اللَه ارزاق العباد له
فكان في راحتيه العسر واليسر
تنوب راحاته عن كل هاطلة
ان اكذب البرق في لأوائها المطر
أقام فرداً بسامراء يصلح ما
في الناس تفسده الاعوام والعصر
فكان للدين والدنيا الدواء إذا
ما صرح النبض عن دهياء تستعر
تلقى الغيوب تجلى عند فكرته
إن أظلم الرأي أو حارت بها الفكر
لو للورى رخص الشرع المبين لما
قال الورى إنما المهدي منتظر
إن لم تكن شخصه مرأى ومستمعاً
فانت جارحتاه السمع والبصر
يلقي إليك القضايا وهو محتجب
فمنك عن أمره الإيراد والصدر
فرحت ترتق ما الأيام توسعه
فتقا وتجبر كسراً ليس ينجبر
وشد من أزرك الجبار في نفر
كأنهم في سماك الأنجم الزهر
إن احكموا الرأي لم تفلل مضاربه
أو ابرموا الأمر لا يعتاقه القدر
قل للذي يدعي في كنهه خبراً
ويحالك اقصر عداك الخبر والخبر
يهفو جنان الملوك الصيد منه إذا
هموا بأمر وما عن رأيه صدر
كم أبرموا في الورى أمراً فانقضه
قول طلائعه الروعات والحذر
قول له ردت الأسياف خاضعة
على الرماح وذل الضيغم الهصر
قول تكن المنايا تحت أحرفه
والسمر تشرع والأسياف تبتدر
لِلّه فرد له الأقيال قد خضعت
وذابت البيض رعباً والقنا السمر
محمد أنت والجلى إذا غشيت
ظلماتها وتعامى عندها البصر
طود أشم وأرشى هضبة رسخت
موقر الجاش لا الهيابة الذعر
ما ضيق الدهر صدراً منك متسعاً
في رحبه تضرب الأمثال والسير
عهدي بعزمك إن حركت ساكنه
جاءت إليه صروف الدهر تعتذر
يحوط دارك من بأس ومن حذر
جيش من الرعب فيه النجح والظفر
تسد فيه لهات الثغر إن هتكت
فروج حوزته الأحداث والغير
كيف استطاع إليك الموت مديد
والموت يجري على ما شئت والقدر
اصات ناعيك فارتج البسيط له
والشمخ الهضب مندك ومنفطر
كأن يومك يوم النفخ قد صعقت
فيه البرايا فمطروح ومنعفر
فالأرض راجفة والشم واجفة
والشمس كاسفة والزهر تنتثر
لما ركبت رقاب الصيد عن أنف
من أن يقل علاك المركب الوعر
ورمت تجديد عهد بالذين هم
أمن المروع إذا النيران تستعر
هبت إليك جماهير الورى زمراً
في البر تجري على أعقابها زمر
مواكب تخبط البيدا وتتبعها
مواكب في أقاصي البر تنتظر
لو غالبتهم عليك الشم ما غلبوا
أو كاثرتهم عليك الشهب ما كثروا
جاءوا بنعشك والاقدام طائشة
ميل الرقاب تعفى خطوها الأزر
خرس البغام ترى الأنفاس خافتة
كأنهم في صعيد الحشر قد حشروا
شعث الرؤوس أسى غبر الوجوه جوى
كأنهم من ثرى الأجداث قد نشروا
كأن راياتها الغربان تقدمها
أو جنح ليل من الديجور معتكر
تخفي النشيج حذاراً من مهابته
والدمع كالسيل منهل ومنهمر
كأنما الدمع طوفان ومحمله
فلك تشق به اللجات والغمر
لِلّه ما حملت ايدي الرجال وما
ضم السرير وضم البرد والحبر
توراة موسى وانجيل المسيح بها
وصحف أحمد والألواح والزبر
ما جزت في سبسب أو نفنف وعر
إلا وروض ذاك النفنف الوعر
ولا سلكت وهاداً أو قطعت ربى
إلا وحياك منه الترب والمدر
ولا مررت على الملتف في شجر
إلا إليك خضوعاً ينحني الشجر
يا مدلجاً بأمون رسلة اجد
ما سام أخفافها أين ولا ضجر
عنساً هجاناً وبزلاء مذكرة
طعامها في السرى التسنيم والجرر
قف ناشداً بأعالي الرمل من كثب
حيا به زمزم والحجر والحجر
قد جب منكم سنام العز وانصدعت
شم الفخار وفل الصارم الذكر
وجذ عرنين ذاك المجد وانفصمت
منه العرى وانحنت من ظهره الفقر
ألوت لوي بك الأجياد خاضعة
ونكست غالب واستعبرت مضر
وهاشم والأنوف الشم خزمها
عران ضيم به الاذلال والصغر
زعزعت من فارس أرسى منابرها
والعرب منها بكاك البدو والحضر
أبناء يعرب عري الجرد وانتظري
ذلا يصول وما في باعه قصر
ابناء كسرى ضعي التيجان خاضعة
فما لكم في حياة بعده وطر
قضى الزعيم وأودى اليوم سيدكم
فحق أن تلطم الأوضاح والغرر
أنعاك للمرملات الزاد في سنة
قد راح يوقد فيها المزح والعشر
انعاك للصبية الشعث اللواتي غدت
تثغى وقد جف من اخلافها الدرر
أنعاك للمعدم الثاوي وليس له
إلاك غوث وقد ازرى به الكبر
أنعاك للسفر إن ظل الطريق بها
في مجهل ودجى الظلماء يعتكر
أنعاك للد أبناء العلوم إذا
ما الكد لجلجها الاعياء والحقر
أنعاك للدين عضباً صارماً وحمى
إذا الضلال بفيه قديداً الفغر
لو لم يكن صدر هذا الدين يخلفه
ظلا على حين لا فرع ولا شجر
لاستفحل الغي والاضلال أضرمها
ناراً ينم على ضوضائها الشرر
كنز المؤمل زاد السفر لهجتهم
ذخر الوفود ومن تشفى به الجزر
نجم الهداية إسماعيل ان غشيت
ظلماء عن مثل لون الفجر ينفجر
سوائم العلم يرعاها ويأوي بها
لحجر هدي به بيت التقى عمر
طود تقيل الضواحي في اظلته
والمسنتون إذا الرمضاء تستعر
من أحكم اللَه فيه عقد بيعته
والدين معتصم فيه ومنتصر
ومن بطرق المعالي الغر قد برزت
له السوابق والاوضاح والغرر
ما أطلق الطرف يوماً في مناظره
إلا وقد نال منها العبرة النظر
إني أعزيك صدر الدين في رجل
سر المهيمن في برديه مستتر
كاد المؤمل إن يرتد حين قضى
لولا الوصي علي فرعه النضر
لقد حوى خلقاً منه النسيم كسى
لطفاً وقد نال منه الرقة السحر
ينال بالرفق ما أمست تشد له
من العلى والندى الأذيال والأزر
له المآثر في العلياء لو تليت
ما كنت تحسب إلا أنها سور
فادفع به في صدور الدهر معتصما
عضبا يثلم منه الصارم الذكر
وإرم به في سواد الخطب مهتديا
بدراً به يهتدي في سيره القمر
واهنأ به طامحاً للنجم يطلبه
محاولاً ما رقته الأنجم الزهر
ولا عدا الواكف الهطال تربة من
من لجه تهمر العراضة الهمر
محمد فضل الله
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/06/06 01:10:31 صباحاً
التعديل: الجمعة 2014/06/06 01:11:09 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com