عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > مرسي شاكر الطنطاوي > هي الحال من حتّى تطمئن قُلوب

مصر

مشاهدة
276

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هي الحال من حتّى تطمئن قُلوب

هي الحال من حتّى تطمئن قُلوب
وَيعفو عن الماضي أخ وَحبيب
وَتنسيك بِالإِحسان كُل مساءة
حَوادث تجنى مرة وَتتوب
وَتلهمنا طرق الصواب عناية
فَيلزم كل حدّه وَينيب
وَتغدو قُلوب تَنظر الغيب واقعاً
وَتستكشف الأَحداث كَيفَ تَنوب
وَحَتّى يَمد الدَّهر كف محالف
يُعاهدنا أَن تستكف حُروب
فَينشدنا الإجلال تاج معزز
وَبرد عَلى عطف الزَمان قَشيب
وَإِن يَك مِن جهد فَلا خَير عائد
إِذا لَم يَكُن في الجاهدين لَبيب
هَبَطنا إِلى الدُنيا فَلولا مَواهب
خَصصنا بِها لَم تَستقر جنوب
يصرّفنا الحلم الَّذي ميز الوَرى
بفعل وتصريف الزَمان عَجيب
فطور لحالات تحق بشائر
وَطوراً لحالات تشق جُيوب
وَتِلكَ أُمور جاريات لحكمة
وَهذا فضاء بِالأَنام رَحيب
قُلوب تَمنى ما عدته نَواظر
وَعَين تَرى ما لا تود قُلوب
وَأَرعن لم تحمد لديهِ محاسن
وَأَخرق لم تذمم لديهِ عُيوب
وَكَم جاهد يَشقى لراحة قاعد
وَكَم قاعد يَختال وَهوَ سَليب
وَذي أَرب يَنبو بِهِ الجد عَن هَوى
يَشد لَهُ فَوقَ السماك ركوب
وَما ذاكَ من عجز النُفوس وَإِنَّما
هُوَ الحَظ يَنبو بِالفَتى وَيُصيب
نَسير عَلى هذا المدار وَكَم بِهِ
مَضَت أُمم مِن قَبلنا وَشُعوب
وَما عاقَنا أن النُفوس رَهينة
بِهِ وَعَلينا بِالقَضاء رَقيب
يقربنا حُب الجهاد لغاية
وَكُل بَعيد بِالجهاد قَريب
وَتَستأصل الآمال كنه شكاتنا
فَنصحو وَما غَير الرَجاء طَبيب
وَتَسمعنا مِن جانب الحُب داعياً
يُنادي فَيغرينا الهَوى فَنجيب
وَإِني لتدعوني إِلى المَجد غاية
لَها بِالأَماني نَفحة وَهبوب
كَفى بِضَمان الفَوز أَني مجاهد
وَأني امرؤ في المكرمات رَغيب
حَفظت لِخَير الناس كُل صَنيعة
وَيَحفظ أَحساب الكِرام حَسيب
وَسالمت أَيامي اِحتِقاراً وَقَلما
تسالمني فيما أَهم خُطوب
وَنَفس أَبَت إِلا الأُمور كَبيرة
فَعدت بِها حَيث المجال مَشوب
وَاقطع حالاً أَن يُناضل في الوَغى
بزاة وَهَل يَعلو الزَئير ضَغيب
تحدثني طرح السياسة جانباً
فَقَد رابَني ما لا يَكاد يريب
فَقَد رابَني أن الشُؤون تضارب
وَأنَّ شُهود الصالحات غيوب
تَداخل قَوم في الشؤون فآذنوا
بصرف شَقاء وَالشَقاء ضُروب
وَقاموا مَقاماً طال بِالنحس عَهده
عَلى أَنَّهُ في المَوقفين عَصيب
وَقَد يَحمد المَرء المَقام إِذا اِقتَضى
مِن العَيش ما يَحلو لَهُ وَيَطيب
وَلَكنّ جَمعاً ضل في الناس سَعيهم
فَزَلوا وَعُقبى الظالمين كُروب
أَحبوا تَقاليد الرِّجال عماية
وَبَعض تَقاليد الرِّجال مَعيب
مَسوقين إِلا أَن تَكُون سياسة
يصرفها ماضي الغرار لَبيب
بِعزم يَجوس البَحر وَهوَ كَتائب
وَحَزم يَسوس الدَهر وَهوَ غَضوب
وَإِن تَقتفينا العاديات لغارة
فَلا عوذ إِلا كاتب وَخَطيب
وَارفَع للجلى لِسان مفوّه
يَقول وَكف بِالمداد خَضيب
وَأَولى بِتحرير البِلاد محقق
عروف بِأَحكام البِلاد نَقيب
فَولّ أمور الناس في الناس أَهلها
وَإِني ضَمين أَن يَكُون نَصيب
وَأَن تَتَولاك الصِيانة مكرماً
إِذا رمت أَمراً فالزمان مُجيب
مرسي شاكر الطنطاوي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/06/07 01:30:42 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com