كَف النداء فَما اِستَلفت ذا نَظر | |
|
| ما أضيع النُصح بَين الغَيّ وَالأشر |
|
إِني عَجبت وَحَق ما عَجبت لَهُ | |
|
| أن يَطرَحوا المَجد مَوكولا إِلى القَدر |
|
فَقَد رَأَيت سَواد الناس في جَلب | |
|
| يُناضِلون بِلا قَوس وَلا وَتَر |
|
راموا الأُمور بِلا علم وَتَجربة | |
|
| فَأخطأوها وَمن للعمي بالبصر |
|
مَن رامَ حداً فَلم يمدد لَهُ سَببا | |
|
| فَقَد توهم شَيئاً غَير مُنتظر |
|
وجلّ من نظرت عَيناك ذو أَرَب | |
|
| يَرجو الفَلاح وَلَم يَنهج عَلى أَثر |
|
يَرجو الفَلاح وَبنت العَصر جاهلة | |
|
| بِالواجِبات وَما فيها مِن الخَطر |
|
قَد حجبوها بِسور الجَهل فَاِحتجبت | |
|
| عَن الهدى وَأَماتوا النَفع بِالضرر |
|
جَهل الفَتاة وَنيل العز مفترق | |
|
| ما أَبعَد الجَمع بَين الجبن وَالظفر |
|
فَالخَير وَالشر لا تَوفيق بَينَهُما | |
|
| وَما عَهدنا اِستِواء الصفو وَالكَدر |
|
إِن الفَتاة إِذا لَم تَدر واجبها | |
|
| كانَت لخاطبها غُصناً بِلا ثَمَر |
|
لا يُؤلف الغُصن إِلا أن تُكلله | |
|
| يَد الطَّبيعة بِالأَوراق وَالزَّهر |
|
وَكَيفَ يَجمل في عَين ظلال رَبي | |
|
| وَقَد جَفاها بِلَيل الماء وَالشَّجر |
|
ما كان أَدعى رجال الشَّرق في زَمَن | |
|
| أَن يَألفوا غَير أَهليه مِن البَشَر |
|
إِلا ضلالة أَقوام نَبا بهمو | |
|
| عَن الحَياة دَوام الجَهل وَالقصر |
|
أخلوا الفتاة وَما يدريك ما فَعلوا | |
|
| مِن العُلوم فكانَت مَوضع الغير |
|
فَمن لَنا بِحَياة الأُمهات وَقَد | |
|
| أَخلين ثم مجالاً غَير منحصر |
|
عَهد الحَياة بِأم صح مبدؤها | |
|
| عَهد الرَّبيع بِزاهي الرَّوض وَالسحر |
|
فَاِمنَح فَتاتك آداباً وَتربية | |
|
| فَإِنَّها بِوجوه العَيش كَالغرر |
|
فَهي الضَعيفة إِلا إن تداركها | |
|
| بِقوّة العلم وَالتَّهذيب مِن صغر |
|
وَهيَ الذَليلة إِلا إن تخوّلها | |
|
| بعزة القدر ما يَزهو لمفتخر |
|
ما أَحسن المَرء مَطبوعاً عَلى أَدب | |
|
| وَالحُسن في الطَّبع أَبقى مِنهُ في الصور |
|