أفاطمَ يا ظَبْيَةَ الأَجْرَعِ | |
|
| إِذا ما سُجِنْتُ فلا تَجْزعي |
|
فَلَسْتُ اهابُ الليالي ولا | |
|
| أخافُ الدَّواعي وقلبي معي |
|
ومَنْ يَخْطُبِ المَجْدَ يَصْبِرْ على | |
|
| الخُطُوبِ ومَنْ يأْبَهُ يَخْضَعِ |
|
ومَنْ باتَ يَرْعَى العُلا لا يُبالي | |
|
| بسيفٍ يُسَّلُّ ولا مِدْفَعِ |
|
ومَنْ كانَ مَطْمَعُهُ في الذُّرا | |
|
| أَبَتْ نَفْسُهُ غَيْرَ ما تَدَّعي |
|
فإِنْ يُسْقَ في المجدِ كأْسَ الأَذَى | |
|
| تُشابُ بِمُرِّ النَّوَى يَجْرَعِ |
|
وكاسُ الاذاةِ تَرُوقُ الفتى | |
|
| الهُمامَ الكريمَ الأَبِي الأَلْمَعي |
|
ويَخْشَى الاذَى في سَبِيل المعالي | |
|
| الجَبانُ الضَّعِيفُ الغَبيُّ الدَّعي |
|
وما تَزْدَهِيني خُطُوبُ الزَّمانِ | |
|
| وهَلْ تَزْدَهِي السِّيدَ اللَّوْذَعي |
|
ولا يَسْتَبِيني اخْضِرارُ الحياةِ | |
|
| وإِنْ كنتُ في رَوْضِها المُمْرِعِ |
|
وما العيشْ إلاّ ليالي تَمُرُّ | |
|
| فَمَرْحَى لعيشِ الفتى الأَرْوَعِ |
|
وبَرْحَى لِمَنْ ضَلَ نَهْجَ السَّدادِ | |
|
| ومَنْ حادَ عَنْ واضحِ المَهْيَعِ |
|
وإِنْ أَنْسَ لا أَنْسَ أُمي تَقُولُ | |
|
| وفي جَفْنِها حائرُ الأَدْمُعِ |
|
بُنَيَّ ايا مُهْجَتي كُنْ صَبُورا | |
|
| جَلِيداً عَلَى الحادِثِ المُوجِعِ |
|
فمَنْ يَسْعَ لِلْمَجْدِ لم يَثْنهِ | |
|
| عَنِ المجدِ بُعْدٌ عَنِ الأَرْبَعِ |
|
لَكَ الشَّرَفُ المُجْتَبَى والعُلاَ | |
|
| بِسِجْنِكَ والنَّفْيِ والمَصْرَع |
|
أُمَيْمَةَ مَنْ كُنْتِ أَمّاً لَهُ | |
|
| فما هُوَ للضَّيْمِ بالطَّيِّعِ |
|
وَما انْ يُبالي صُرُوفَ اللَّيالي | |
|
| تَجُورُ ولا بالقَنا الشُّرَّعِ |
|
أُمَيْمَةَ نَفْسِي فِداءُ البِلادِ | |
|
| فَيا مَرْحَبا بالرَّدَى المُفْظِعِ |
|
إِذا مِتْ فَلْتَحْيَ بَعْدِي بِلادي | |
|
| وتَنْهَضْ إلى مَجْدِها الأَرْفَعِ |
|