عَمَّ البَلاَءُ وطَمَّ الحادِثُ الجَلَلُ | |
|
| والعُرْبُ شَتَّى عَلَى الاهْواءِ تَقْتتلُ |
|
يا امَّةَ لَمْ تَزَلْ في الجهْلِ سادِرَةً | |
|
| شَتَّى القُلُوبِ لِيَكْحَلْ طَرْفَكِ الخَجَل |
|
كُفِّي عِنِ اللَّهْوِ بَعْضَ الشَّيْءِ واعْتَبِري | |
|
| واقْنَيْ حَياءَك قدْ أَوْدَى بِكِ الخَطَل |
|
هُبِّي مِنَ النَّوْمِ عَيْنُ الخَطْبِ ساهِرَةٌ | |
|
| وطَرْفُ ابْناكِ ساهٍ بالكَرَى ثَمِلُ |
|
انَّ الغُزاةَ اسْتَباحَتْ ارْضَنا طَمَعا | |
|
| والبحرُ في يَدِها والبرُّ والقُلَلُ |
|
مَنْ قامَ يَطْلُبُ حَقَّ العَيْشِ في شَمَمٍ | |
|
| يَمَسُّهُ السِّجْنُ والتَّغْرِيبُ والعُقُلُ |
|
ضاقَتْ بِنا دارُنا والدارُ واسِعَةٌ | |
|
| والعُرْبُ عَنا بِذاتِ البَيْنِ قَدْ شُغِلُوا |
|
بَنِي الجَزِيرَةِ ماذا الخُلْفُ بَيْنَكُمْ | |
|
| امالَكُمْ غَيْرَ ما يُودي بِكُمْ شُغُلُ |
|
سَفَكْتُمُ لا لأَجْلِ المَكْرُماتِ دَماً | |
|
| ما كانَ يُسْفَكُ لَوْلاَ الجَهْلُ والخَبَلُ |
|
هُبُّوا على الشامِ جَلَّ الخَطْبُ في بَلَدٍ | |
|
| ذُلَّ العَزيزُ به واسْتَأْسَدَ الحَملُ |
|
سُجِنْتُ والسِّجْنُ اشْهَى مِنْ مُصانَعَةٍ | |
|
| أَدْعَى إليها ويأْبَى الذُّلَّةَ الرَّجُلُ |
|
شَدُّوا وَثاقي وما ذَنْبي سِوى شَرَفٍ | |
|
| أَحْمِيهِ مالي غِنىً عنهُ ولا بَدَلُ |
|
مَهْما لَقِيتُ فلا شَكْوَى ولا مَلَلٌ | |
|
| فالصابُ عِنْدِي في حُبِّ العُلا عَسَل |
|
والصَّبْرُ يَشْهَدُ لي والنازِلُ الجَلَلُ | |
|
| أَنِّي عَلَى الخَطْبِ نِعْمَ السَّيِّدُ البَطَلُ |
|
ما ضَعْضَعَتْني النَّوَى طاحَتْ بِراكِبِها | |
|
| ولا لَواني عَنْ وَجْهِ المُنَى الكَسَلُ |
|
ولمْ تُعْقْني اللَّيالي عَبَّ أَسْحَمُها | |
|
| عَما انْتَوَيْتُ ولا مالٌ ولا خَوَلُ |
|
وَلاَ ثَنَتْني صُرُوفُ الدَّهْرِ تَقْرَعُني | |
|
| بكلِّ صَلْدٍ ولا العَسالَةُ الذُّبُلُ |
|
ولا ازْدَهاني اخضِرارُ العَيْشِ في دَعَةٍ | |
|
| ولا ابْتِسامُ الشَّبابِ الغَضِّ والأَهَلُ |
|
ولا سباني دَلالُ الغِيد في وَطَنٍ | |
|
| حَلَّتْ بِساحَتهِ الادْواءُ والعِلَلُ |
|
والحُرُّ يابى سِوَى ما اعْتادَ مِنْ خُلُقٍ | |
|
| وإِنْ تُصَبَّ عليهِ النُّوبَةُ الهُطَلُ |
|