حَياتُكَ إِنْ لَمْ تَخْضِبِ الهامَ بالدَّمِ | |
|
| هَوانٌ فَجَرِّدْ للْمُنَى كلَّ مِخْذَمِ |
|
وعَيْشُكَ تَلْقَى الضَّيْمَ عارٌ مُسَجَّلٌ | |
|
| كما الناقَةُ الجَرْباءُ تُكَوى بِمِيسَمِ |
|
فَلاَ مَرْحَباً بالوَغْدِ يُؤْثِرُ مَغْنَماً | |
|
| رُذالا عَلَى تاجِ الفَخارِ المُعَلَّمِ |
|
ولا خيرَ في عيش الفتى وهو هَيِّنٌ | |
|
| وأَيُّ رَجاءٍ في بِناءٍ مُثَلَّمِ |
|
اذا ما تَداعَى البيتُ من كلِّ جانبٍ | |
|
| يُهَدَّمْ وإن أَهمَلْتَهُ يَتَهَدَّمِ |
|
عَجِبْتُ لِمَنْ يَرْضَى الحياةَ ذَليلةً | |
|
| لجُبْنٍ تَوَلَّى النَّفْسَ أَوْ جَرَّ مَغْنَمِ |
|
ألاَ أنَّ الرَّدَى في العِزِّ والمجدِ والعُلاَ | |
|
| لأَطيبُ مِنْ عَيْشٍ رَغيدٍ مُذَمَّمِ |
|
ابَى الذُّلَّ في خِصْبِ الرُّبا وجَمالِها | |
|
| فَتىً ما اسْتَباهُ حُسْنُ دَلٍّ مُتَيِّمِ |
|
بَني وَطَني طالَ الرُّقادُ فَشَرِّدَوا | |
|
| بِسَرْحِ الكَرَى وامْضُوا بِعَزْمٍ مُصَمِّمٍ |
|
الَسْتُمْ تَرَوْنَ الشَّرَّ جاوَزَ حَدَّهُ | |
|
| وَما زالَ يَرْمِينا بِخَطْبٍ عَرَمْرَمِ |
|
اذا قامَ مِنا قاامٌ بَرَّحَتْ بهِ | |
|
| غَيابَةُ سِجْنٍ مُعْضِلِ الداءِ مُظْلِمِ |
|
سُجِنا وَلَمْ نَعْلَمْ الى اليومِ ذَنْبَنا | |
|
| وما اثْمُنا غَيْرَ العُلا والتاثُمِ |
|
وجاؤُوا بِنا مَنْفىً مِنَ الأَرْضِ مُوحِشاً | |
|
| بَعيداً ضَئِيلَ الخَيْرِ صَعْبَ التَّجَشُّمِ |
|
الى مَحْبِسٍ في حِصْنِ ارْوادَ ضَيِّقٍ | |
|
| كثيرِ الأَذَى جَمِّ الشَّوائِبِ مُسْقِمِ |
|
لَدَى قَلْعَةٍ مِنْ عَهْدِ عادٍ حَصِينةٍ | |
|
| تَحَدِّثُ عما كانَ مِنْ عهدِ جُرْهُمِ |
|
مُقَفَّلَةِ الأَبوابِ مَرْفُوعَةِ الذُّرا | |
|
| مُبَرَّجَةِ الاطْرافِ مَعْصُومةِ الْفَمِ |
|
أَحاطتْ بها الأَسْوارُ من كلِّ جانِبٍ | |
|
| تَقِيها كاسْوارٍ يُحِيطُ بِمِعْصَمِ |
|
حَمَوْها حِذارَ الحادِثاتِ فما وَنَوْا | |
|
| بِسَطْرٍ مِنَ الأَبراجِ بالجُندِ مُعْجَمِ |
|
فكانتْ لِطُلابِ المَعالي مَحابِسا | |
|
| يُطافُ عليهم بالسِّلاحِ المُسَمَّمِ |
|
وها نَحْنُ فيها نُطْعَمُ الصابَ والشَّجا | |
|
| ونُسْقَى الأَذَى والضُّرَّ في شَرِّ مَعْصِم |
|
أَنُنْفَى ولمْ يُحْكَمْ علينا ولمْ نُسَلْ | |
|
| ونُسْجَنُ في ارْوادَ مِنْ غيرِ ماثَمِ |
|
ولمْ يَنْقِمُوا منا سوى غَضَبٍ عَلَى | |
|
| تُراثٍ لَنا نَهْبٍ لَدَيْهِمْ مُقَسَّمِ |
|