أَلا حَبَّذا صُحبَةَ المَكتَبِ | |
|
| وَأَحبِب بِأَيّامِهِ أَحبِبِ |
|
وَيا حَبَّذا صِبيَةٌ يَمرَحو | |
|
| نَ عِنانُ الحَياةِ عَلَيهِم صَبي |
|
كَأَنَّهُمو بَسَماتُ الحَيا | |
|
| ةِ وَأَنفاسُ رَيحانَها الطَيِّبِ |
|
يُراحُ وَيُغدى بِهِم كَالقَطي | |
|
| عِ عَلى مَشرِقِ الشَمسِ وَالمَغرِبِ |
|
إِلى مَرتَعٍ أَلِفوا غَيرَهُ | |
|
| وَراعٍ غَريبِ العَصا أَجنَبي |
|
وَمُستَقبَلٍ مِن قُيودِ الحَيا | |
|
| ةِ شَديدٍ عَلى النَفسِ مُستَصعَبِ |
|
فِراخٌ بِأَيكٍ فَمِن ناهِضٍ | |
|
| يَروضُ الجَناحَ وَمِن أَزغَبِ |
|
مَقاعِدُهُم مِن جَناحِ الزَما | |
|
| نِ وَما عَلِموا خَطَرَ المَركَبِ |
|
عَصافيرُ عِندَ تَهَجّي الدُرو | |
|
| سِ مِهارٌ عَرابيدُ في المَلعَبِ |
|
خَلِيّونَ مِن تَبِعاتِ الحَيا | |
|
| ةِ عَلى الأُمِّ يَلقونَها وَالأَبِ |
|
جُنونُ الحَداثَةِ مِن حَولِهِم | |
|
| تَضيقُ بِهِ سَعَةُ المَذهَبِ |
|
عَدا فَاِستَبَدَّ بِعَقلِ الصَبِيّ | |
|
| وَأَعدى المُؤَدِّبَ حَتّى صَبى |
|
لَهُم جَرَسٌ مُطرِبٌ في السَرا | |
|
| حِ وَلَيسَ إِذا جَدَّ بِالمُطرِبِ |
|
تَوارَت بِهِ ساعَةٌ لِلزَما | |
|
| نِ عَلى الناسِ دائِرَةُ العَقرَبِ |
|
تَشولُ بِإِبرَتِها لِلشَبا | |
|
| بِ وَتَقذِفُ بِالسُمِّ في الشُيَّبِ |
|
يَدُقُّ بِمِطرَقَتَيها القَضا | |
|
| ءَ وَتَجري المَقاديرُ في اللَولَبِ |
|
وَتِلكَ الأَواعي بِأَيمانِهِم | |
|
| حَقائِبُ فيها الغَدُ المُختَبي |
|
فَفيها الَّذي إِن يُقِم لا يُعَدَّ | |
|
| مِنَ الناسِ أَو يَمضِ لا يُحسَبِ |
|
وَفيها اللِواءُ وَفيها المَنا | |
|
| رُ وَفيها التَبيعُ وَفيها النَبي |
|
وَفيها المُؤَخَّرُ خَلفَ الزِحا | |
|
| مِ وَفيها المُقَدَّمُ في المَوكِبِ |
|
جَميلٌ عَلَيهِم قَشيبُ الثِيا | |
|
| بِ وَما لَم يُجَمَّل وَلَم يَقشِبِ |
|
كَساهُم بَنانُ الصِبا حُلَّةً | |
|
| أَعَزَّ مِن المِخمَلِ المُذهَبِ |
|
وَأَبهى مِنَ الوَردِ تَحتَ النَدى | |
|
| إِذا رَفَّ في فَرعِهِ الأَهدَبِ |
|
وَأَطهَرَ مِن ذَيلِها لَم يَلُمّ | |
|
| مِنَ الناسِ ماشٍ وَلَم يَسحَبِ |
|
قَطيعٌ يُزَجّيهِ راعٍ مِنَ الدَه | |
|
| رِ لَيسَ بِلَينٍ وَلا صُلَّبِ |
|
أَهابَت هِرواتُهُ بِالرِفا | |
|
| قِ وَنادَت عَلى الحُيَّدِ الهُرَّبِ |
|
وَصَرَّفَ قُطعانَهُ فَاِستَبَدّ | |
|
| وَلَم يَخشَ شَيئاً وَلَم يَرهَبِ |
|
أَرادَ لِمَن شاءَ رَعيَ الجَدي | |
|
| بِ وَأَنزَلَ مَن شاءَ بِالمُخصِبِ |
|
وَرَوّى عَلى رِيِّها الناهلا | |
|
| تِ وَرَدَّ الظِماءَ فَلَم تَشرَبِ |
|
وَأَلقى رِقاباً إِلى الضارِبي | |
|
| نَ وَضَنَّ بِأُخرى فَلَم تُضرَبِ |
|
وَلَيسَ يُبالي رِضا المُستَري | |
|
| حِ وَلا ضَجَرَ الناقِمِ المُتعَبِ |
|
وَلَيسَ بِمُبقٍ عَلى الحاضِري | |
|
| نَ وَلَيسَ بِباكٍ عَلى الغُيَّبِ |
|
فَيا وَيحَهُم هَل أَحَسّوا الحَيا | |
|
| ةَ لَقَد لَعِبوا وَهيَ لَم تَلعَبِ |
|
تُجَرِّبُ فيهِم وَما يَعلَمو | |
|
| نَ كَتَجرُبَةِ الطِبِّ في الأَرنَبِ |
|
سَقَتهُم بِسُمٍّ جَرى في الأُصو | |
|
| لِ وَرَوّى الفُروعَ وَلَم يَنضُبِ |
|
وَدارَ الزَمانُ فَدالَ الصِبا | |
|
| وَشَبَّ الصِغارُ عَنِ المَكتَبِ |
|
وَجَدَّ الطِلابُ وَكَدَّ الشَبا | |
|
| بُ وَأَوغَلَ في الصَعبِ فَالأَصعَبِ |
|
وَعادَت نَواعِمُ أَيّامِهِ | |
|
| سِنينَ مِنَ الدَأَبِ المُنصِبِ |
|
وَعُذِّبَ بِالعِلمِ طُلّابُهُ | |
|
| وَغَصّوا بِمَنهَلِهِ الأَعذَبِ |
|
رَمَتهُم بِهِ شَهَواتُ الحَيا | |
|
| ةِ وَحُبُّ النَباهَةِ وَالمَكسَبِ |
|
وَزَهو الأُبُوَّةِ مِن مُنجِبٍ | |
|
| يُفاخِرُ مَن لَيسَ بِالمُنجِبِ |
|
وَعَقلٌ بَعيدُ مَرامي الطِما | |
|
| حِ كَبيرُ اللُبانَةِ وَالمَأرَبِ |
|
وَلوعُ الرَجاءِ بِما لَم تَنَل | |
|
| عُقولُ الأَوالي وَلَم تَطلُبِ |
|
تَنَقَّلَ كَالنَجمِ مِن غَيهَبٍ | |
|
| يَجوبُ العُصورَ إِلى عَيهَبِ |
|
قَديمُ الشُعاعِ كَشَمسِ النَها | |
|
| رِ جَديدٌ كَمِصباحِها المُلهِبِ |
|
أَبُقراطُ مِثلُ اِبنِ سينا الرَئي | |
|
| سِ وَهوميرُ مِثلُ أَبي الطَيِّبِ |
|
وَكُلُّهُمو حَجَرٌ في البِنا | |
|
| ءِ وَغَرسٌ مِنَ المُثمِرِ المُعقِبِ |
|
تُؤَلِفُهُم في ظِلالِ الرَخا | |
|
| ءِ وَفي كَنَفِ النَسَبِ الأَقرَبِ |
|
وَتَكسِرُ فيهِم غُرورَ الثَرا | |
|
| ءِ وَزَهوَ الوِلادَةِ وَالمَنصِبِ |
|
بُيوتٌ مُنَزَّهَةٌ كَالعَتي | |
|
| قِ وَإِن لَم تُسَتَّر وَلَم تُحجَبِ |
|
يُداني ثَراها ثَرى مَكَّةٍ | |
|
| وَيَقرُبُ في الطُهرِ مِن يَثرِبِ |
|
إِذا ما رَأَيتَهُمو عِندَها | |
|
| يَموجونَ كَالنَحلِ عِندَ الرُبى |
|
رَأَيتَ الحَضارَةَ في حُصنِها | |
|
| هُناكَ وَفي جُندِها الأَغلَبِ |
|
وَتَعرِضُهُم مَوكِباً مَوكِباً | |
|
| وَتَسأَلُ عَن عَلَمِ المَوكِبِ |
|
دَعِ الحَظَّ يَطلَع بِهِ في غَدٍ | |
|
| فَإِنَّكَ لَم تَدرِ مَن يَجتَبي |
|
لَقَد زَيَّنَ الأَرضَ بِالعَبقَرِيِّ | |
|
| مُحَلّي السَماواتِ بِالكَوكَبِ |
|
وَخَدَّشَ ظُفرُ الزَمانِ الوُجو | |
|
| هَ وَغَيَّضَ مِن بِشرِها المُعجِبِ |
|
وَغالَ الحَداثَةَ شَرخُ الشَبا | |
|
| بِ وَلَو شِيَتِ المُردُ في الشُيَّبِ |
|
سَرى الشَيبُ مُتَّئِداً في الرُؤو | |
|
| سِ سُرى النارِ في المَوضِعِ المُعشِبِ |
|
حَريقٌ أَحاطَ بِخَيطِ الحَيا | |
|
| ةِ تَعَجَّبتُ كَيفَ عَلَيهِم غَبي |
|
وَمَن تُظهِرِ النارُ في دارِهِ | |
|
| وَفي زَرعِهِ مِنهُمو يَرعَبِ |
|
قَدِ اِنصَرَفوا بَعدَ عِلمِ الكِتا | |
|
| بِ لِبابٍ مِنَ العِلمِ لَم يُكتَبِ |
|
حَياةٌ يُغامِرُ فيها اِمرُؤٌ | |
|
| تَسَلَّحَ بِالنابِ وَالمِخلَبِ |
|
وَصارَ إِلى الفاقَةِ اِبنُ الغَنِيّ | |
|
| وَلاقى الغِنى وَلَدُ المُترَبِ |
|
وَقَد ذَهَبَ المُمتَلي صِحَّةً | |
|
| وَصَحَّ السَقيمُ فَلَم يَذهَبِ |
|
وَكَم مُنجِبٍ في تَلَقِّ الدُرو | |
|
| سِ تَلَقّى الحَياةَ فَلَم يُنجِبِ |
|
وَغابَ الرِفاقُ كَأَن لَم يَكُن | |
|
| بِهِم لَكَ عَهدٌ وَلَم تَصحَبِ |
|
إِلى أَن فَنوا ثَلَّةً ثَلَّةً | |
|
| فَناءَ السَرابِ عَلى السَبسَبِ |
|