عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > موريتانيا > معاوية بن إشدّ > لله كم من هضبةٍ وجبلِ

موريتانيا

مشاهدة
899

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لله كم من هضبةٍ وجبلِ

لله كم من هضبةٍ وجبلِ
من الهوى بها يسير جَمَلي!
وكم حوَتْ جوانحي من الجوى
ومن أسًى، وولهٍ، وخَبَل
وكم أصابت مهجتي وكبدي
صوارمٌ من العيون النّجُل!
ومقلةٍ ترنو اختلاسًا رسَخَتْ
سهامُها مني بكلّ مقتل!
غداةَ أظعانُ الخليط يمّمتْ
صوب اللوى، وصوب ريع الحجل
وقبلها كنت أرى صرْف النوى
سالمنا، ونام نومةَ الخَلِي
ما راعني قبل تفرّق الدجى
إلا مُنادي الحيّ بالترحّل!
فلم أزلْ أنظرهم ومُقلتي
إنسانها، يغرق ثم يعتلي!
حتى اختفوا، وقد بدا لدونهم
فودُ العملّسْ ثم فود السّعل
منْ كلّ بيضاء عَروبٍ طفلةٍ
بهكنةٍ، لذيذة المقبَّل!
تفترّ في ابتسامها عن بَرَدٍ
ريقتها ممزوجةٌ بالعسل
يعبق من أنفاسها وثغرها
رِيّ الخُزامَى الغض، والقرنفل!
كأنها بعد النعاس والكرى
تمجّ صهبا من رحيقٍ سلسل
شِيبت بماء مزنةٍ جادت به
ريح الصبا فوق الصفاة جندل
وقد ثوتْ في الدنّ عامين لَدُنْ
صارت أرقّ من دموع المقل!
تقصارها في جيد مذعور الظبا
وعينها كعينه في الكَحَل
خمصانةٌ إزارها كأنما
تنطّقت به على عقنقل
ملء السّوار والحجال والحجى
ودرعها مجدولة المخلخل
تمشي فتهتزّ الهوينى إنْ مشت
مثل اهتزاز غصن بانٍ خضِل
لابدّ لي، لابدّ لي أن أقتفي
آثارهم باليعملات الذلل
تسلك بي أيَّ طريقٍ سلكوا
وكل تيهاء، وكل هوجل
تمر بالحَزْن إذا مرّوا به،
ومنهل، مرت بذاك المنهل!
إذا الهجير أجَّ رضرضَ الحصَى
وأصبح الحرباء ذا تململ
تهوي هويّ أم حقلٍ باكرت
تزقّ فرخين بأعلى جبل
تسبق للإرسال فارط القطا
إذا القطا سابقها للوَشَل
والأرضُ لا تمنعني ما ابتغي
أَسْيَرُ في آفاقها مِنْ مَثَل
لا واهبًا أَنْفَسَ ما مُلِّكَه
إلا الأميرُ بن الأمير المعتلي
خليفةُ الله وبابه همُ
أهل الخلائف على التسلسل
فبَذْلُ دنيا كلّها مستَصْغَرٌ
من سادة الخَلْقِ وزين الكُمَّل
من كان خيرُ المرسلين جدّه
كان لديه الدرّ مثل الخردل
إنْ حاربوها بالعطايا فهُمُ
أعداؤها عداوة المولى العلي
فما خِضمٌّ مُزبد إنْ ذُكِروا؟
وما انهمال الواكفاتِ الهُطّل؟
وطالبُ العلم إذا ما أَمَّهم
فقد بغى العلم مِنَ ادنَى السُّبُل
مدينةُ العلم وبابه هما
أجدادهم فافخرْ بهم منْ أُوَل
ومن أتى البيوتَ من أبوابها
فَهُوْ حَرِيْ بها بِحُسْنِ المدخل
من بثّهم للعلم بعد كَتْبِه
للنازح النائي البعيد المنزِل
معاوية بن إشدّ
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2014/06/10 10:44:20 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com