عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > موسى شرارة > نعى الدين والدنيا فعم ظلامها

لبنان

مشاهدة
301

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نعى الدين والدنيا فعم ظلامها

نعى الدين والدنيا فعم ظلامها
وجلل وجه النيرات قتامها
وشاعت بآفاق البلاد رزية
وذر عليها من شواظ سمامها
ومادت رواسي الأرض والأرض زلزلت
بأطرافها مذ زال عنها نظامها
وأوترت الأقدار قوسا فاقصدت
حياة قلوب العالمين سهامها
وجال الردى فابتز من قيد الهوى
عمودا فلما زال زال نظامها
وتلك الخطوب السود جرت على الورى
مصائب في الأحشاء أضحى مقامها
مضت بغياث العالمين وغوثهم
وغاب على رغم البرايا إمامها
فمن بعده للمجتدين بنيلهم
إذا ما الشؤون الشهب أمحل عامها
لقد كان من كفيه عشر غمائم
تسح إذا الأيام جف غمامها
ومن بعده للمجتلين يريهم
سنى الشمس في عشواء داج ظلامها
ومن للقضايا المشكلات يحلها
بفصل القضا إن ثار يوما خصامها
به سلك الناس السبيل إلى الهدى
فغاب فعجت بالمراثي كرامها
وطارت شعاعا من نفوس جسومها
وذابت قلوب شب فيها ضرامها
دهاها نعى ناع بفيه رغامها
وقرح أكباد الأنام أوامها
وصاح خبا المصباح والنعمة انطوت
عن الأرض فارتجت وضجت شئامها
وفلت يد الأيام سيفا بعامل
فأضحت يدا شلاء بان حسامها
وعط الجوى مني الجوايا وأرسلت
عيوني دما من دون قلبي انسجامها
وبت كأني بين أنياب أرقش
مسهد عين بان عنها منامها
خليليي هبا وانشدا أين مهجتي
فقد ظعنت عني وشط مرامها
وأنحلني رزء جليل فلو على
تمام رآني لا يميل ثمامها
وإني لفي شغل بنفسي عن الورى
وشغلي بها عمن سواها جمامها
ولم يبق بي في خلة الناس مطمع
فقد قل من يرعى لديه ذمامها
وما كل أرض تنبت الزرع يانعا
وإن أنبتت كان النتاج حطامها
وكم فيهم من يعجب الناس منظرا
ويعجب بين السحب مرأى جهامها
وما الناس إلا خابط إثر خابط
بليل على عمياء مرخى زمامها
أأرجو صفاء من قلوب كأنها
صفا الصم إن تصدع عناك التئامها
أرى واحدا كالألف لكن كواحد
الوف وإن لم تحص عدا قتامها
فدعني ونفسي والجوى لرزية
تسيل لها من سحب دمعي سجامها
بها ثلم الإسلام والعلم ثلمة
وتلك لعمري لا يسد انثلامها
مصاب دهى الدنيا بفقد عميدها
صوادي ذاك وجدها واحتدامها
وحامت قلوب الناس حول سريره
وتروى كما للورد حام حمامها
وحفوا اعتصاما من حوادث دهرهم
به وبه الأيام كان اعتصامها
وساروا به والأرض مأوى كأنها
هي الساعة الكبرى وهاهم قيامها
وأموا به من جنة الخلد روضة
فحل بها طود البلاد همامها
طووا في الثرى من كان أمنا لخائف
وصمصامه ما كان يخشى عظامها
طووا مزنة التأميل بحر معارف
ونجما به في الأرض يهدي أنامها
هو الحبر عبد الله نعمة ربه
مضى وعرى العلياء بان انتظامها
مضى علم الأعلام عنها فنكست
وأعناقها مالت وطأطأ هامها
وفارقت الأرواح أجسامها أسى
عشية أمست في الصفيح قوامها
ولولا التأسي بالنبي وآله
لأتلف أجسام العباد سقامها
وذا حسن الأخلاق من خير دوحة
وخير بطون أنتجته عقامها
يزيد على ما فيه من طيب ذاته
كمالا إذا الأيام زاد غرامها
رضى بالقضا والصبر أجمل بالفتى
إذا ما الرزايا جاش يوما لهامها
وسقيا لقبر ضم جسما من العلى
به جبع طالت وجل مقامها
ولا زال تطواف الملائك حوله
عليه من الباري ومنها سلامها
موسى شرارة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/06/12 12:18:01 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com