عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > معروف النودهي > قال الفقير المذنب الملهوف

العراق

مشاهدة
700

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قال الفقير المذنب الملهوف

قال الفقير المذنب الملهوف
أمل عفو ربه معروف
الحمد لله على ما أنعم
وعلم الإنسان مالم يعلم
وأكمل الصلاة والتحية
على النبي أفضل البرية
من كان مبعوثاً إلى العباد
كذا إلى العجم والجماد
فصيح منطق فسيح الصدر
مشبهاً جماله بالبدر
تشعبت من نوره الأنوار
وكل فضل منه مستعار
أسراره مكنية عن النهي
ومعجزاته مصرح بها
وهو الذي ملته كفاية
واضحة ليس بها كناية
وشافع مشفع في الحشر
لنا به المجاز فوق الشجر
وآله الذين آلوا بنسب
إليه أو آلوا إليه بنسب
لاحت على علاهم قرائن
ولنجاة الناس هم سفائن
وصحبه الأسود شاكي الأسلحة
من بالتقى نفوسهم مرشحة
قلوبهم عن قيد دنيا مطلقة
وهم نجوم للأنام مشرقة
هم الأدلاء على أجلى سنن
بشرح آيات الكتاب والسنن
قواعد الدين بهم ممهدة
عن شوب كل شبهة مجردة
وتابعيهم المبجلينا
والأمة الغر المحجلينا
ماشرف الإنسان بالبيان
وصافح الصبا غصون البان
وبعد إن هذه عجالة
لخصت فيها ما حوى الرسالة
في الاستعارات وما بها اعتلق
للعالم النحرير فاتح اغلق
من قد فشا في الخافقين ذكره
ذاك أبو القاسم طاب قبره
فإنها احتوت على لباب
مصنفات القوم في ذا الباب
وفصلت جميع ماقد أجملوا
بيانه وذكرت ما أهملوا
يجلو دجى الجهل سنا ألفاظها
فلا غنى لطالب عن حفظها
قد زدت أبحاثاً على ما فيها
بها انشراح صدر من يلفيها
انفع بنظمي يا إلهي من قصد
بعلمه سلوك منهاج الرشد
مجازنا معاشر البيان
مركب ومفرد قسمان
فالمفرد الكلمة المستعملة
في غير ما وضعها الواضع له
إذ لوحظت علاقة ووجدا
قرينة مانعة أن يقصدا
إن كان غير شبه ما يجعل
علاقة فهو مجاز مرسل
أو شبهاً فذلك استعارة
ومرتضاة هذه العبارة
قيدها في الأصل بالمصرحة
وقد رأيت بعض من قد شرحه
انتقد القيد عليه وأجيب
بأنه نحى لمذهب الخطيب
وربما تكون أمراً واحداً
قرينة استعارة فصاعدا
فأول كظبية بحاجر
هواي والثاني كقول الشاعر
فإن تعافوا العدل والإيمانا
فإن في إيماننا نيرانا
أو المعاني اللواتي تلتئم
جميعها قرينة كما نظم
صواعق من نصله بها انفكت
على العدى خمس غواد وكفت
ولا يكون المستعار علما
إلا إذا كان يضاهي حاتما
والمرسل المذكور كاليد التي
في نعمة والقدرة استعملت
كذاك إطلاقك لفظ الرواية
على مزادة ومنه التسمية
للشيء باسم جزئه أو كله
وآلة والحال أو محله
واسم مسبب كعشب أمطرا
وسبب نحو رعيت المطرا
وباسم ماقد كان ذا عليه
فيما مضى أو آئلا إليه
من المجاز لغوي كأسد
للرجل الشجاع والورد لخد
ومنه شرعي كأن يستعملا
لفظ الصلاة في الدعاء مثلا
كذاك عرفي يخص وهو ما
ناقله عن لغة قد علما
أو عم حيث لم يكن من ينقل
عن لغة معيناً فالأول
كالفعل في الحدث ثم الثاني
كدابة تقال للإنسان
ولفظها إن يكن اسم جنس
أغير مشتق كلفظ الشمس
فإنها أصلية وإلا
فتبعية لأنهالا
تقع في المذكور إلا بعد أن
تجري في مصدره مهما يكن
فعلاً أو الشتق منه أو في
أالمتعلق لمعنى الحرف
إن كان حرفاً وهو ما يعبر
عنه به في مذهب يعتبر
من المعاني المطلقات كابتدا
ورد ما خالفه وانتقدا
ومنهم من حاد عن تكلف
مقتصراً هنا على التشبيه في
مصدري الفعلين والوصفين
والمتعلقين للحرفين
قرينها الفاعل والمفعول
كذاك مجرور كما تقول
قد نطق الحال ونقري من بغى
قناً وبالنيران بشر من طغى
ورد للمكني عنها يوسف
التبعية كما ستعرف
إن يتحقق الذي استعير له
حساً وقد مرت لهذا أمثلة
أو يتحقق ذاك عقلاً كاهتدى
إلى صراط اللله من قد أرشدا
فالاستعارة بتحقيقية
تدعى وإلا فهي تخييلية
نحو إذا نشب المنية
أظفارها فليس تجدي راقية
هذا الذي نحى إليه يوسف
لكنه منتقد مزيف
إن لم تقارن استعارة بما
لواحد من طرفيها لائما
فإنها مطلقة كالغيغم
يرمي وإن تقرن بما يلائم
المستعار منه فالمرشحة
كأسد ذو لبد وأسلحة
أو ماله استعير فالمجردة
كأسد سيوفه مهندة
وربما يجتمعان كأسد
يرميك شاكي السلاح ذا لبد
ثم القرينة وتجريد متى
يجتمعا تمايزا بأن تا
أقوى اختصاصاً منه بالمشبه
وأنه أدنى تعلقاً به
والأبلغ الترشيح حيث فيه
تحقيق أن بولغ في التشبيه
ومن هنا قد قيل مبناه حصل
على تناسي شبه ثم الأجل
إطلاقهم وكهو في الترجيح
الجمع للتجريد والترشيح
إذ الملائمان في الكمية
تساويا كذاك في الكيفية
وما لتجريد وترشيح محل
إلا إذا أصل استعارة كمل
فزائداً كلاهما يعتبر
على قرينة ومنه يظهر
أن قرينة المصرحية لا
تعد تجريداً ولو تماثلا
وأن تخييلهم لن يطلقا
عليه ترشيح ولو توافقا
وجاز في الترشيح أن يبقى على
معنى حقيقي وفي الذكر تلا
لفظ استعارة لتقوية ذي
وجائز أن يستعار للذي
كان ملائماً لما استعير له
كما أتى الوجهان في المخيلة
واحتمل الوجهان من يعتصم
بحبل ربه من النار عصم
فالحبل للعهد مصرح بها
والاعتصام جاء ترشيحاً لها
لثقة يستعار أو
يبقى على معناه قلت ورأوا
جواز كونه مجازاً مرسلاً
بل ساغ في التجريد كل ما خلا
أما مجازنا الذي قد ركبا
وهو الذي به اعتناء الأدبا
فإنه مركب قد جعلا
في غير موضوع له مستعملا
إن لوحظت علاقة وتوجد
قرينة تمنعه كالمفرد
ثم العلاقة تكون تارة
لاشبها فليس باستعارة
وشبهاً أخرى فتمثيلية
على المجازات لها مزية
تقدمون قدماً وأخرى
تؤخرون تبتغون الأحرى
أي تترد دون في الإقدام
أي في جراءة وفي الأحجام
ولو جعلته مجازاً مرسلاً
فيما به فسرته لن يحظلا
وفي كتاب الله منها أمثله
كصفتي جلالة في البسملة
وقوله على هدى من ربهم
وختم الله على قلوبهم
ووجهها وطرفاها التزما
تركيبها في رأي كل العلما
لأن كلاً من أمورٍ منتزع
ولم تجامع أبداً ذات تبع
بل يحمل الكلام حيث احتملا
التبعية وتمثيلاً على
ذي تارة وتارة على ذا
فكل واحد يراعى فذا
وبعضهم نحى إلى النزاع
فقال باحتمال الاجتماع
وكالمصرح بها الكنية
في أنها تكون تمثيلية
ومثل السعد لها في ما ذكر
بأفمن حق عليه في الزمر
والحصر للتمثيل في المصرحة
وهو الصواب والشريف صححه
ثم المركب في الاستعارة
قد حصروه والخطيب اختاره
فقال في تعريفه ما استعملا
فيما يشبه بمعنى أصلا
سمي تمثيلاً على سبيل
الاستعارة وبالتمثيل
غير مقيد بقيد قد خلا
واعلم بأنه يسمى مثلا
حيث فشا كذاك الاستعمال
من ثم لا تغير الأمثال
إذا يشبه بأمر آخر
وليس من أركانه ما يذكر
غير مشبه وللمشبه
أثبت ما خص مشبهاً به
كنشبت مخالب المنية
فتم باتفاقهم مكنية
ثمت في تشخيص معناها اختلف
آراؤهم والمرتضى قول السلف
من أنها لفظ مشبه به
في النفس يستعار للمشبه
يكون مرموزاً له يذكر ما
قد كان مختصاً به ولازما
فوجه تسميتها استعارة
مكنية متضح واختاره
صاحب كشاف وعند يوسف
لفظ المشبه الذي استعمل في
مشبه به بدعوى أنه
صار به متحداً وعينه
وفيه أن ذلك اللفظ على
معناه في سواه لم يستعملا
واختار رد التبعية لذي
بجعله لذلك الأمر الذي
كان قرينة لها مكنية
ونفسها للأمر تخييلة
وناقص لقوله الذي سبق
تصريحه بأن في حالي نطق
موهوم أمر يستعار الفعل له
والتبعية هي المحتملة
في الفعل حيث يستعار فرجع
واضطر أخراً إلى ذات تبع
لم يعن ما آثر عما قالوا
وللجواب عنهما مجال
وهي لدى الخطيب تشبيه غداً
في النفس مضمراً وهذا انتقدا
بأنه ليس على ما اختاره
وجه لأن يوسم باستعارة
هل واجب ذكر المشبه هنا
بلفظه والحق لا إذ أمكنا
تشبيه شيء واحد باثنين
وفيه لفظ واحد من ذين
مستعمل وما يخص الآخرا
تكون مثبتاً له فقد جرى
مصرح بها مع المكنية
كلاهما في موضع محوية
ككم قرى فاقدة الزروع
أذاقها الله لباس الجوع
فإنه شبه غاشي الناس
من أثر الضرر باللباس
من حيث الاشتمال فاستعيروا
له اسمه كما يرى مذكوراً
وبطعام بشع كالصبر
من حيث عنه الطبع ذو تنفر
فهي مصرح بها الأول
لكنها مكنية فيما يلي
تخييلها إذاقة هذا على
مذهب يوسف الرضي ما احتملا
ثم الذي أثبت للمشبه
مما يلائم المشبه به
قرينة وما عليها زاد من
ملائمات فهو ترشيح زكن
وجعله الترشيح للقرينة
جاز كما يجوز للمكنية
والفرق عند الجمع معلوم فهي
أقوى اختصاصاً بمشبه به
وحيثما قد روعي الإيضاح
فجعله قرينة مباح
وإنها حقيقة قد تأتي
وإنما المجاز في الإثبات
قد سمي الإثبات تخييلية
كذاك قد تكون تحقيقية
فتستعار للذي قد لائما
مشبهاً نظير ما تقدما
قلت وهذا مذهب الإسلاف
ومنهم مصنف الكشاف
وكونها حقيقة عندهم
وذات تصريح لديه وهم
والسيد الحبر الشريف قالا
الضابط الكلي أن يقال
إن تابع ألفي للمشبه
يشبه رادف المشبه به
لذلك التابع يستعار
كاغترفت من آدم الأحبار
فالبحر استعارة لآدما
والاغتراف لانتفاع العلما
فكان تصريحية القرينة
تابعة استعارة المكنية
بها على المكني عنها دلا
تقصد لا في ذاتها وإلا
كان حقيقة لإثبات كما
مر بتخييلية قد ويسما
كصافح الدوح يد الشمال
ومخلب الحمام ذو اغتيال
فلم تكن عندهم مكنية
موجبة أصلاً لتخييلية
أما التلازم الذي في الأصل
فإنه غير صحيح النقل
وافقهم يوسف عالي الجاه
في مثل ينقضون عهد الله
خالف في نحو يد الشمال
فإنه استعار في المثال
أليد للمعنى الذي خيل في
مشبه وذاك في التعسف
وكونه خالف مطلقا وهم
بذلك الحبر الشريف قد جزم
قد تم ما ألفت في الشباب
من غير إيجازٍ ولا إطناب
والحمد لله وصلى الباري
على النبي المصطفى المختار
وآله الهادين من ضلال
وصحبه الغر ذوي الكمال
معروف النودهي
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: السبت 2014/06/14 12:37:54 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com