عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > معروف النودهي > يقول معروف فقير ربه

العراق

مشاهدة
841

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يقول معروف فقير ربه

يقول معروف فقير ربه
من عليه بصفاء قلبه
الحمد لله الجواد المنعم
المان بالهدى ودفع النقم
مشرف الإنسان بالبيان
ملهمه بدائع المعاني
وصلوات وتحايا لا انتها
لها على أجل أرباب النهى
البالغ الغاية في الفصاحة
وفي صباحة وفي السماحة
وآله وصحبه الكرام
كانوا ذوي بلاغة الكلام
فهاك في البيان والمعاني
نظما هو الفتح من الرحمن
أنعم بالإكمال للمجموع
في أمد أقل من أسبوع
أبياته جواهر منتظمة
في عقدها جعلته مقدمة
للكتب المبسوطة الطوال
يهون فهمه على الأطفال
والله أرجو أن يعم النفعا
به لمن في العلم كان يسعى
علم المعاني ما به قد عرفت
أحوال لفظ عربي وصفت
بأنها التي بها المقال
مطابق لما اقتضاه الحال
أبوابه تحصر في ثمانية
من كل باب انتقى غوانيه
من مبحث الإسناد أعنى الخبرى
اذكر ما هو بإيجاز حرى
وهو قسمان بلا مزيه
فأول حقيقة عقلية
إسناد فعل أو مضاهيه لما
هو له في الرأي من تكلما
فيما بدا من حاله ولو غدا
لضد ما يقوله معتقدا
ثانيهما هو المجاز العقلي
إسناد فعل أو شبيه الفعل
إلا ملابس سوى ما هو له
بأن يكون قائل تأوله
حقيقتين طرفاه عرفا
جاءا مجازين كذاك اختلفا
وشرطه قرينة لفظية
تكون أو تكون معنوية
تريد إما أن تفيد حكماً
أو آن بالحكم لديك علما
فالأقتصار ينبغي على قدر
ما في مخاطب إليه يفتقر
فلا يؤكد لخالي الذهن
إذ هو عن مؤكد مستغن
وللذي كان له تردد
يحسن في تقوية مؤكد
أما الذي كان لحكم منكراً
فواجب تأكيده بأكثرا
فأول سمي بابتدائي
نحو بخالد عضال دائي
والثان منها سمه بطلبي
كان أهل الظلم أهل العطب
ثالثهما قيل له إنكاري
والله إنهم كلاب النار
ومنكر كغيره قد يجعل
لما إذا كان له تأمل
أذهب عن فؤاده إنكاره
وعكسه إن ظهرت أمارة
إن بان مسند إليه يحذف
كقال كيف أنت؟ قلت دنف
وربما يحذف لاختبار
تنبه السامع أو مقدار
تنبه أو صونك اللسانا
عن ذكره أو أجل أن يصانا
أو يتيسر لك الإنكار
حيث له كان لك إفتقار
أو لتعين بأن تراه
ليس لذاك الفعل من سواه
كخالق الأشياء فتاح رؤف
أو ادعائه كوهاب الألوف
أو عن سوى مخاطب أن يخفي
أو غيرها من موجبات الحذف
وذكره للأصل أو لضعف
تعويله على دليل الحذف
أو لنداء متكلم على
غباوة يكون من يسمع لا
فهم له إلا لدى التصريح
أو قصده زيادة التوضيح
أو لتلذذ أو التبرك
نحو رسول الله نور الحلك
أو قصده إهانة أو رفعة
نحو الأمير قامع للبدعة
تعريفه بذكره ضميرا
إذا المقام يقتضي التعبيرا
بصيغة الخطاب أو تكلم
أو صيغة الغيب ولفظ علم
لأجل أن يحضر في الذهن ابتدا
باسم يخص كمحمد هدى
أو قصد رفعة أو الإهانة
أو لتلذذ أو الكناية
أو لتبرك كما تقول
محمد لنا هو المأمول
ولفظ موصول لأنه غدا
مخاطب فاقد علم ما عدا
صلته من سائر الأحوال
مثل الذي بالأمس قد دعالي
حبر جليل واجب التكريم
أو قبح أو تقرير أو تفخيم
اسمن إشارة لكي يميزا
أكمل تمييز كهذا من غزا
أو لبيان حاله إذ ينبي
عنها من البعد أو من قرب
أو جعله حقيراً أو معظماً
بالقرب أو بالبعد في كليهما
ومتحلياً بأل ليؤما
بها لمعهود كزرنا قوما
فصنع القوم لنا ما تشتهي
كذا إلى حقيقة من حيث هي
فلام جنس ولها يمثل
بما على المعرفات تدخل
والمرءة الرجل منها أفضل
والجنة ألبشر منها أمثل
أو كونها موجودة في ضمن
فرد فهذي لام عهد ذهني
كاذهب إلى السوق حثيثاً وشتر
بدرهم رطلاً من اللحم طري
أو ضمن الأفراد على الإطلاق
فهي تسمى لام الاستغراق
مثل القرآن جامع البلاغة
وجامع أميرنا للصاغة
وبإضافة لما لست ترى
في طرق التعريف منها أخصرا
أو قصد تعظيم أو التحقير
كولد الحجام والأمير
قد حضرا عبدي في اشتغالي
نزل في بيتي عبد الوالي
ضارب زيد بالسياط حاضر
ولد حجام له معاشر
تنكيره لنكت مرعية
كمثل أفراد وكالنوعية
أو قصد تعظيم أو التحقير
أو قصد تقليل أو التكثير
ووصفه للكشف عن معناه
أو مدح أو ذم بما حواه
أو قصد تأكيد أو التخصيص
كزيد التاجر في خبيص
توكيده لأنه يفيد
تقريره كجاء عيد عيد
أو دفعه توهم المجاز
صاد الأمير نفسه بالبازي
أو دفع وهم عدم الشمول
كالقوم كلهم على القفول
بيانه يكون للإيضاح
كجاء صالح أبو ذباح
إبداله زيادة التقرير
كجاء صالح أخو الأمير
ونحو ضاع عمري أغلبه
وفي الوغى سلب زيد ثوبه
والعطف للتصل باختصار
كجاءني المسلم والبخاري
أو رد سامع إلى الصواب
كجاءني الكردي لا الأعرابي
أو قصد صرف الحكم نحو يقعد
للدرس عندي صالح بل أحمد
أو شك ناطق أو التشكيك
كجا زيد أو أخو شريك
وفصله التخصيص يستفاد
به كربنا هو الجواد
تقديمه لأنه الأصل ولا
يوجد ما قد اقتضى أن يعدلا
أو لتمكن الذي قد أسندا
في ذهن سامع إذا ما وجدا
في المبتدأ مشوق إليه
نحو الذي قد أجمعوا عليه
وشهدت به نصوص الحق
أن رسول الله خير الخلق
أو قصد أن تعجل المسرة
سعد ذراك صائر مقره
أو قصد تعجيل لما قد ساءا
في نحو سفاح إليك جاءا
تأخيره إذا المقام مقتضي
له كمثل صحتي ومرضي
وربما خولف ما تقدما
وحسبما عن لمن تكلما
وذكر مسند وتركه لما
من نكت مفصلاً تقدما
مثال تركه كان أحمدا
وعامر لسالك درب الهدى
وأنا للهدى وأنتم للردى
متبعون والمجيء مفردا
إذ سببياً لم يكن مع عدم
إفادة تقويا للحكم
وكونه فعلاً لأن يقيد
بزمن ويفهم التجددا
وكونه اسماً كالنبي سندي
لعدم التقييد والتجدد
والفعل بالمعمول من قد قيده
فهو لتربيته للفائدة
بالشرط من رام له التقييدا
فهو لمعناه غدا مفيدا
تنكيره لأن يفيد عدما
لحصر أو عهد وأن يفخما
وقصد تحقير كليس المبتدع
شيئاً وديننا هدى للمتبع
تعريفه به أفيد حكم
بما لدى السامع كان علم
به على معلومه بإحدى
طرق تعريف تقول: سعدي
في نسوة الحي هو الفتاة
والراكب الخيل هو القتات
ووصفه لكي يتم الفائدة
نحو صديقي رجل ذو مائدة
وهكذا إضافة ومثل
بنحو صالح غلام رجل
إن جاء قبل مسند إليه
فإنه لقصره عليه
كذا لتشويق كذا للفال
كسعدت بوجهك الليالي
أو لتنبيه في الابتدا على
وقوعه خبر ماله تلا
نحو لخير العالمين همم
لا منتهى لها ولا تنضرم
تأخيره عن مسند إليه
لما اقتضى تقديمه عليه
إذ ذكر المفعول فالمراد
أن تلبساً به يفاد
إن ينحذف والفعل بعد نزلا
منزلة اللازم فالمفعول لا
يجوز أن تجعله مقدراً
إلا فما كان يليق أضمرا
والحذف أن وقع في الكلام
فلبيان عقب الأبهام
ودفع وهم غير ما يراد
أو ليكون ثانياً إيراد
على اختصارٍ أو لأن قائله
مستهجن لذكره أو فاصله
تقديمه لأجل تخصيص ورد
خطأ من خلاف قولك اعتقد
وبعض معمولات الأفعال على
بعض أتى مقدماً إذ أصلا
ولا عدول عنه نحو أعطى
زيد أخاك ما به تغطى
ورب تقديم وجدت فاعلة
للاهتمام أو لأجل فاصلة
القصر في قسمين جاء حصره
إما حقيقي وإما غيره
وكل إما قصر موصوف على
صفة أو عكس وفرق إنجلى
فأول من أول لم يقصد
له مثال لا يكاد يوجد
إلا إذا كان به يبالغ
فصغ مثالاً منه فهو سائغ
تقول ما أحمد إلا صائم
ما هو إلا بالليالي قائم
والثان منه وكذا الإضافي
كلاهما ثلاثة الأصناف
لأن كلا منهما إفراد
لمن له الشركة اعتقاد
أو هو قلب وبه لا يقصد
إلا من العكس له معتقد
أو هو تعيين وهذا انتويا
إلى مخاطب لديه استويا
طرقه العطف ببل أو لفظ لا
كولدي حافظ علم لا العلا
والنفي واستثنا كذاك إنمال
فإن هذا اللفظ في معناهما
كإنما الله إله واحد
كذلك التقديم منها وارد
قد جاء الإنشاء على أنواع
عظيمة الجدوى لكل واع
منها التمني ويليت قد حصل
كذا بهل ولو وقل بلعل
نحو لعلي طائر إلى منى
وليس شرطاً أن يكون ممكناً
ومنهال الاستفهام جائت كلم
اذكرها هنا بها لتفهموا
من ما وأي وكم وكيف أنَّى
متى وإيان وأين يعنى
بكلها الطلب للتصور
وهل لتصديق كهل زيد سرى
وهمزة وهي تكون لهما
أزيد أم عمرو هنا؟ أقدما؟
أداة الاستفهام ربما تريد
لغيره إذا تتبعت تجد
مثل تعجب وكالتقرير
وكتهكم وكالتحقير
وكالوعيد كألم أؤدب
زيداً يقال لمسيء الأدب
ومثل تهويل وكاستبطاء
ككم دعوت لم تجب ندائي
ومثل الإنكار لتوبيخ على
فعل وتكذيب لمن تقولا
ومنها الأمر مع نهي وهما
ذكرت في السلم أبحاثهما
وفيهما يشترط استعلاء
وعد منها أيضاً النداء
وأدواته تجي هي الهمز ويا
وءا وأي كذا أيا ثم هيا
وقد تجي لما سوى النداء
كمثل الاختصاص والإغراء
وخبر موقعه قد جعلا
للحرص إظهاراً كذا تفألا
العطف للجمل حد الوصل
وترك هذا العطف حد الفصل
إن كان للأولى محل وقصد
تشريك الأخلرى فلها العطف حمد
إلا ولكن قصد الربط على
معنى سوى الواو فعطف عملا
به كما يقال جاء بكر
فجاء أو ثم أتاني عمرو
إلا فإن عدم قصد جعلها
في حكم الأول فليقل بفصلها
إلا فإن كان كمال الانقطاع
بغير إيهام فللوصل امتناع
كذاك مشبه لذي الإكمال
وهكذا كمال الاتصال
وشبه يلزم فيها الفصل
وفي سوى الأربع جاء الوصل
ومن محسناته في اسمية
تناسب كذاك في فعلية
إيجازنا التعبير عما قصدا
بناقص وأن الأطناب أدا
مراده بزائد للفائدة
أمات المساوات فكانت واردة
بما به عن التعبير عن مراد
من غير ما نقص ولا ازدياد
ثم للإيجاز أتى قسمان
والقصر أول وحذف ثانٍ
فالقصر ليس فيه من محذوف
والحذف فيه الحذف للموصوف
أو صفة له أو المضاف
كبادت القرى بالاعتساف
أو شرط أو جواب شرط إما
للاختصار أو لأن يؤما
أن الإحاطة به لم يمكن
أو يذهب السامع كل ممكن
أو جملة تسببت لما تلا
أو سببت عما خلا أو لا ولا
كليحق الحق بالأنفال
أي فعل المذكور ذو الجلال
وقوله فانفجرت بالبقرة
أي ضرب النبي موسى حجرة
ونحو نعم العبد إذ يقدر
في مثله ميتدأ وخبر
وربما أكثر منها يحذف
كقوله فأرسلون يوسف
ثم على الحذف بعقلٍ دلا
وعين محذوف بقصد أجلى
نحو علينا حرم الله الدما
أو عادة كلمته في مريما
أو بشروعٍ منه فيما فعله
مفتتحاً له بلفظ البسملة
أو كونه لعملٍ قرينا
كبا الرفاء أنت والبنينا
وهاك في خاتمة الكتاب
مباحثاً تذكر في الأطناب
إذ كان بالإفصاح عن مرام
مبيناً من بعدما إبهام
كقولنا نعم الفتاة سلمى
فذاك بالإيضاح قد تسمى
أو بمثنى لفظه متبوع
باسمين فسراه فالتوشيع
تشب خصلتان حرص وأمل
فيمن بفرق رأسه الشيب اشتعل
وختم ناظم القوافي بيته
بماله إفادة لنكته
معنى الكلام حصل الكمال
له بدونها فذا إيغال
كجدنا ائتم به الأبرار
كأنه طود عليه نار
أو جملة من بعد أخرى مورده
كانت بمعناها لها مؤكدة
فذلك التذييل أينما يرد
أو دفع موهم خلاف ما قصد
فذلك التكميل واحتراس
كصحب سيد الورى أناس
أذلة على ذوي الإيمان
أعزة على ذوي الطغيان
أو فضلة لنكتة مهمة
سواه تتميم كاهل الهمة
قد أطعموا الطعام لله على
حب له ضيفاً ومن قد سئلا
أو ذكره لجملة فأزيدا
بين كلام واحد فصاعدا
فهو اعتراض وله من أمثلة
في أفصح الكلام ملا حصر له
ويرد الأطناب للكلام
بذكر ذي الخصوص بعد العام
وربما يكون بالتكرار
وجاء هذا في كلام الباري
في نبأ وأول التكاثر
قد انتهى كتابنا للأخر
فأحمد الله مصلياً على
نبيه وآله خير الملا
علم البيان ما هو به عرف
إيراد معنى واحد بمختلف
من طرق في صحة الدلالة
توضيح معنى هذه المقالة
قولي زيد كثر الرماد
له جبان الكلب أي جواد
وشيخنا الجيلي نجم طالع
شمس ضحى بدر وبرق لامع
عليه من رضوانه تعالى
ما كان حصر بعضه محالا
دلالة اللفظ بها كلامي
مفتح وهي على تمام
ما هو موضوع له وضعية
وجزئه أو لازم عقلية
تم الأخير منهما إن منعاً
قرينة من قصد ما قد وضعا
له فذاك عندنا مجاز
كسبع بيده جراز
إلا فذا كناية تقول
أبو العلا فصيله مهزول
من المجاز ما نرى التشبيها
مبناه فالمقصود صار فيها
منحصراً وهذه الأبواب
أذكر فيها ما هو اللباب
أقدم التشبيه في المقالة
معرفاً بأنه الدلالة
على مشاركة أمر أمراً
في جامع بينهما سيدري
وطرفا التشبيه حسيان
كالخد وردأى هما سيان
ونحو جلدها حرير ومثل
نكهتها العنبر والريق عسل
ونحو تشبيهك صوتاً ضعفاً
بالهمس إذ أشبه همساً في الخفا
كذاك يأتيان عقليين
ويردان متخالفين
كالعلم والإيمان بالحياة
والجهل والضلال بالمماة
وكالمنية بليث أو نمر
والخلق الكريم بالطيب العطر
ما اشتركا تحقيقا أو تخييلا
فيه هو الوجه فقل تمثيلا
كأنما كواكب السماء
في الليلة الحالكة الظلماء
بين دجاها سنن تذاع
من بينهن لاح الابتداع
أداته كاف ومثل مثل
كأن ثم ههنا يفصل
ما قد أتى له من الأقسام
في النثر أو في النظم من كلام
بمفرد يشبهون مفرداً
قد قيدا أو لم يكونا قيدا
مثال ثان مر أما الأول
فهو كقولهم لمن لا يحصل
من سعيه على غناء يعتبر
كذا كراقم على ماء النهر
ومفرداً بما أتى مركباً
كأنما الشقيق إذ تصوبا
أو كان في تصعد رايات
جواهر الياقوت منشورات
على رماحٍ هي من زبرجد
ففيه تشبيه الشقيق المفرد
وعكس ما مر عليه نبهوا
بمفرد مركباً قد شبهوا
كذا مركباً بما يركب
فأول يا أيها المهذب
أخلاقه إن ملت لاعتبار
بما يرى طرفك من إزهار
فآت الفضا يوماً بلا سحابة
ترى نهاراً مشمساً قد شابه
من الصحارى والروابي زهر
كأن النهار ليل مقمر
ثانيهما كأنما غبار
فوق الرؤوس في الوغى يشار
وما سللناه من العواضب
ليل هوى ما فيه من كواكب
وحيثما وجدت للمشبه
تعدداً أو للمشبه به
فذاك قسمان على التحقيق
وذان ملفوف مع المفروق
أذكر تعريفهما أمثل
للكل منهما فأما الأول
فذكرك المشبهات أولاً
ثم مشبهاتنا لها تلا
كالنشر والثغر ووجه مسفر
مسك ذكي برد وقمر
والثاني أن تأتي بالمشبه
يتلوه ذكرك المشبه به
ثم بآخر وآخر إلى
تمام ما أردته أن تعملا
كالعرف مسك والثغور درر
والقد غصن والمحيا قمر
وإن تجد تعدداً للأول
فقط فدا تسوية ومثل
بقول: من كان يقول حالي
وصدغ من هواه كالليالي
أو إن تجد تعدداً للثاني
فقط كجمع كجني جناني
تبسم عن لؤلؤ منضد
أو عن أقاحي ربوة أو برد
من متعدد متى ينتزع
الوجه فالتشبيه تمثيلاً دعى
إلا فغيره فإن كل أحد
فهمه فظاهر كابني أسد
أو لم يكن كذا بأن لم يعرف
ذلك من سوى الخواص فخفي
كقول من عن علماء يسأل
أيهم أعلم أي أفضل
نعم ربهم عليهم مسبغة
فأصبحوا كالحلقة المفرغة
لم يدر أين طرفاها عاقل
تناسبوا ما بينهم تفاضل
قريب إن كان من المشبه
الانتقال لمشبه به
من غير تدقيق وتعميق النظر
لأن وجه شبه فيه ظهر
إن لم يكن كذا بأن كان افتقر
في الانتقال لتعمق النظر
فهو بعيد والمثال قد عرف
مؤكد حيث الأداة تنحذف
نحو قوام من أحب أسل
إن ذكر الأداة فهو مرسل
إذا أفاد ما هو المقصود
مقبول إلا فهو المردود
أعلاه ما الأداة والوجه انخزل
كلاهما فقط كقدها أسل
أو مع مشبه كقولنا أسد
حيث دليل حذف مبتدأ وجد
ثم الذي أحد هذين حذف
حذف ما شبه أو لم ينحذف
مجازنا قسمان أما الأول
فمفرد كلمة تستعمل
في غير مالها بوضع واجب
فيما به قد وقع التخاطب
مع قرينة تكون منعت
من أن يراد ماله قد وضعت
وبين معناها الذي تستعمل
فيه ومعناها الذي يؤصل
لا بد من علاقة فمرسل
إن تك غير شبه والمثل
كأن يسم الشيء باسم الكل
أو جزء أو حالٍ أو المحل
وما عليه كان واسم السبب
وما له يؤول والمسبب
وبيد أيضاً له يمثل
في قدرة ونعمة تستعمل
وهو استعارة إذا الشبه
كان علاقة ستأتي الأمثلة
إن كان معناها له تحقق
في الحس أو عقل عليها تطلق
لفظه تقيقية مثالها
شمس الضحى كلؤلؤ مقالها
ولي بدر جفن طرفه سقيم
وأيةإهدنا الصراط المستقيم
إن طرفاها صح أن يجتمعا
فهي الوفاقية نحو من سعى
في كسب أنواع العلوم سعيا
بلا ونى وكان ميتاً يحى
وهي العنادية حيث امتنعا
لعدم الوفاق أن يجتمعا
جامعها إن ثبت الظهور له
فأنها عامية مبتذلة
كأسد بطعن قرن والع
خاصية إن كان يخفى الجامع
ولفظها إن يكن اسم جنس
فأنها أصلية كالشمس
لامرأة لحسنها براعه
وأسد لكامل الشجاعة
إن لم يكن ذاك وكان وصفا
أو كان فعلاً أو يكون حرفا
فتبعية لها المثال
كنطقت بفرط شوقي الحال
من شغله الطاعة والعبادة
فناطق هداه بالسعادة
عن حب ليلى ما لنا تسلي
ولو صلبنا في جذوع النخل
إن لم تقارن استعارة بما
لواحد من طرفيها لائما
فإنها مطلقة كالضيغم
يرمي وإن تقرن بما يلايم
المستعار منه فالمرشحة
كأسد ذو لبد وأسلحة
أو ماله استعير فالمجردة
كأسد سيوفه مهندة
وربما يجتمعان كأسد
يرميكموا شاكي السلاح ذا لبد
ثم القرينة وتجريد متى
يجتمعا تمايزا بأن تا
أقوى اختصاصاً منه بالمشتبه
وإنه أدنى تعلقاً به
والأبلغ الترشيح حيث فيه
تحقيق أن بولغ في التشبيه
ومن هنا قد قيل مبناه حصل
على تناسي شبه ثم أجل
إطلاقهم وكهو في الترجيح
الجمع للتجريد والترشيح
إذا الملائمان في الكمية
تساويا كذاك في الكيفية
وما لتجريد وترشيح محل
إلا أصل استعارة كمل
فزائداً كلاهما يعتبر
على قرينة ومنه يظهر
أن قرينة المصرحة لا
تعد تجريداً ولو تماثلا
وأن تخييلهم لن يطلقا
عليه ترشيح ولو توافقا
وجاز في الترشيح أن يبقى على
معنى حقيقي وفي الذكر تلا
لفظ استعارة لتقوية ذي
وجائز أن يستعار للذي
كان ملائماً لما استعير له
كما أتى الوجهان في المخيلة
واحتمل الوجهان فيمن يعتصم
بحبل ربه من النار عصم
فالحبل للعهد مصرح بها
والاعتصام جاء ترشيحاً لها
لثقة بالعهد يستعار أو
يبقى على معناه قلت ورأوا
جواز كونه مجازاً مرسلاً
وساغ في التجريد كل ما خلا
وها هنا من قسمي المجاز
أذكر ثانياً على إيجاز
لفظ مركب غدا مستعملا
فيما لشبه بمعنى أصلاً
تشبيه تمثيل بتمثيلية
يدعونه رتبتها علية
ليس المجازات لها ببالغة
فيما تضمنت من المبالغة
بل قيل كاللاشيء أعنى في نظر
أهل البلاغة المجازات أخر
كما تقول لامرئ في أمره
صار له تردد لا يدري
ماذا له يصلح إياك أرى
مقدماً لقدم مؤخراً
أخرى وفي القرآن منها أمثلة
كصفتي جلالة في البسملة
ونحو من تاب إلى التواب
يعمل بالسنة والكتاب
يحب خير خلقه بقلبه
فأنه على هدى من ربه
ونحو من مشوا على شر سنن
وأعرضوا عن الكتاب والسنن
وهم مصرون على ذنوبهم
قد ختم الله على قلوبهم
إذا يشبه بأمر آخر
وليس من أركانه ما يذكر
غير مشبه وللمشتبه
أثبت ما خص مشبهاً به
كتثبيت مخالب المنية
فثم باتفاقهم مكنية
ثمة في تشخيص معناها اختلف
آراؤهم والمرتضى قول السلف
من أنها لفظ مشبه به
في النفس يستعار للمشبه
يكون مرموزاً له بذكر ما
قد كان مختصاً به ولازما
فوجه تسميتها استعارة
مكنية متضح واختاره
صاحب كشاف وعند يوسف
لفظ المشبه الذي استعمل في
مشبه به بدعوى أنه
صار به متحداً أو عينه
وفيه أن ذلك اللفظ على
معناه في سواه لم يستعملا
واختار رد التبعية لذي
بجعله لذلك أمر الذي
كان قرينة لها مكنية
ونفسها للأمر تخييلية
وناقص لقوله الذي سبق
تصريحه بأن في حالي نطق
موهوم أمر يستعار فرجع
واضطر آخراً إلبى ذات التبع
لم يغن ما أثر عما قالوا
وللجواب عنهما مجال
وهي لدى الخطيب تشبيه غداً
في النفس مضمراً وهذا انتقدا
بأنه ليس على ما اختاره
وجه لأن يوسم باستعارة
هل واجب ذكر المشبه هنا
بلفظه والحق لا إذ أمكنا
تشبيه شيء واحد باثنين
وفيه لفظ واحد من ذين
مستعمل وما يخص الآخرا
يكون مثبتاً له فقد جرى
مصرح بها مع المكنية
كلتاهما في كلمة محوية
ككم قرى فاقدة الزروع
أذاقها الله لباس الجوع
فإنه شبه غاشي الناس
من أثر الضرر باللباس
من حيث الاشتمال فاستعيرا
له اسمه كما يرى مذكوراً
وبطعام بشع كالصبر
من حيث عنه الطبع ذو تنفر
فهي مصرح بها في الأول
لكنها مكنية فيما يلي
تخييلها إذاقة هذا على
مذهب يونس الرضى ما احتملا
قرينة وما عليها زاد من
ملايمات فهو ترشيح ذكن
وجعله الترشيح للقرينة
جاز كما يجوز للمكنية
والفرق عند الجمع معلوم فهي
أقوى اختصاصاً بمشبه به
وحيثما قد روعي الإيضاح
فجعله قرينة مباح
وإنها حقيقة قد تأتي
وإنما المجاز في الإثبات
وإنما الإثبات تخييلية
كذاك قد تكون تحقيقية
قلت وهذا مذهب الأسلاف
ومنهم مصنف الكشاف
وكونها حقيقة عندهم
وذات تصريح لديه وهم
والسيد الحبر الشريف قالا
الضابط الكلي أن يقالا
إن تابع ألغي للمشبه
يشبه رادف المشبه به
لذلك التابع يستعار
كاغترفت من آدم الأحبار
فالبحر استعارة لأدما
والاغتراف لانتفاع فاعلما
فكان تصريحية القرينة
تابعة استعارة مكنية
بها على المكني عنها دلا
تقصد لا في ذاتها وإلا
كانت حقيقة والإثبات كما
مر بتخييلية قد وسما
كصافح الدوح يد الشمال
ومخلب الحمام ذو اغتيال
فلم تكن عندهم المكنية
موجبة أصلاً لتخييلية
وافقهم يوسف عالي الجاه
في مثل ينقضون عهد الله
خالف في نحو يد الشمال
فإنه استعار في المثال
أليد للمعنى الذي خيل في
مشبه وذاك في التعسف
وكونه خالف مطلقاً وهم
بذاك الحبر الشريف قد جزم
أما الكناية فلفظ وردا
لازم معناه به قد قصدا
ومعه إذا أريد جازا
وهي بهذا فارقت مجازا
إن صفة أمت بها يقال
إن كان بالواسطة انتقال
فهي بعيدة وإلا فقل
قريبة أما مثال الأول
فلفلان كثر الرماد
ثانيهما طال له النجاد
وربما بها تؤم النسبة
أي كون أمر لسواه يثبت
أو عنه ينفي كالسماح والعطا
في قبة مضروبة على العطا
وربما أم بها الموصوف
مثالها مشتهر معروف
يقال في الإنسان جسم نام
عريض ظفر مستوى القوام
وتتفارت إلى تعريض
والرمز ذو قفا عريض
كذا لتلويح وذا ما كثرا
له الوسائط كما قد ذكرا
كذا إلى الإيماء والإشارة
وهي والمجاز واستعارة
فيهن من مبالغات تحمد
ما ليس في التصريح أصلاً يوجد
ولا الحقيقة ولا التشبيه
والحمد لله على التنبيه
علم أصول الفن في كراسة
لطيفة في غاية النفاسة
ثم الصلاة والسلام دائماً
على نبي تمم المكارما
وأهله وصحبه والآل
أهل العلا والفضل والكمال
معروف النودهي
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: السبت 2014/06/14 12:39:47 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com