عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > معروف النودهي > قالَ فقيرُ من هو الرَّؤوفُ

العراق

مشاهدة
619

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قالَ فقيرُ من هو الرَّؤوفُ

قالَ فقيرُ من هو الرَّؤوفُ
محمّدُ بن المصطَفى معروفُ
ألحمدُ للحَقيقِ بالمحامدِ
من خصَّ بالأرشادِ للعقائدِ
معاشرَ السنّة والجماعَه
جاعلَها أساسَ كلَّ طاعَة
ثُمَّ صلاةُ الله كلَّ حينِ
على نبيًّ شارعٍ للدّينِ
مبطلِ رأيِ كلَّ طاغٍ زائغ
بكلَّ برهانٍ جليّ دامغِ
والآلِ والصَّحب ذوي اليقينِ
من حرّرُوا لنا أصولَ الدينِ
وبعدُ إنَّ أشرفَ المقاصد
علمُ أصولِ الدَّين والعقائدِ
وكلُّ من شدَّ به يديهِ
فأنَّه يسعدُ في داريهِ
ومنْ بحبله المتينِ يعتصمِ
فمِنْ شقاءٍ وبوارٍ قَد عصِم
منْ سرَّه سلامةُ الأيمانِ
نحالهُ بالحفظِ والإتقانِ
يذهبُ بالشُّكوكِ والأوهامِ
ويشرحُ الصُّدور للإسلامِ
وقد رأيتُ علماءَ مهَره
سقَى قبورَهم سحابُ المغفِرة
قد أكثروا فيه من التَّصنيف
مُوشَّعاً بحليةِ التَّرصيفِ
وفصَّلوا وأغربُوا وأبدعُوا
وفيهِ قد تفنَّنوا ونوَّعوا
وطالما يخطرُ لي أن أعملا
تأسَّياً بهِم كتاباً حافِلا
مُفصَّلاً مسائلَ العقائدِ
يزهُو على فرائدِ القلائدِ
يصفُو عن الحشوِ وعنَ تعقيد
يَهون فهمُهُ على البليدِ
حتّى صرفتُ بعضَ أوقاتيَ في
نظمِ عقائدِ الأمامِ النّسفي
فأنَّها حوتْ منَ المسائلِ
ما أوُدع غيرها مِن رسائلِ
فجاءَ تأليفاً لطيفاً رائقا
مُحرّراً للناظرينَ شائِقا
نَظماً بديعاً بارعَ الملاحة
ورافلاً في حُللِ الفصاحة
قد حاد عن طرفَي اقتصادِ
يهدي إلى مناهجِ الرَّشادِ
جنَّبتهُ مئالكَ اعتساف
مُبيَّناً مواضِعَ الخلافِ
وَأما في المواضعِ المُختلفَ
فيِها يقولِ الأشعري أقتَفي
لا غرور إن أعجبَ حسنُ سبكهِ
فكلُّ بيتٍ جوهرٌ في سلكهِ
وكلُّ لفظٍ لؤلؤٌ ثمين
بمدحِ من يمدحهُ قمينٌ
حاوٍ لما يهم من زوائد
سمَّيته إذ تمَّ بالفوائدِ
إنفَع به يا ربَّ أهلَ الفضلِ
واجعلهُ في آخرتي ذُخراً لي
يصّحُ في العقائِد التّقليدُ إنْ
صفا عنِ الوهمِ وبالجزمِ قرِن
لكِن بالاتَّفاقِ ممَّن يعتبر
يجب في معرفة الله النّظر
بهِ إلى حُصولها التّّواصّلُ
فهو لكلَّ الواجباتِ أوّلُ
ومن إلههُ بتقليدٍ عرف
زلَّت به الأقدامُ في مهوى تلَف
فكانَ الاكتفاءُ بالتَّقليد
فيما سِوى مسألةِ التَّوحيدِ
وقالَ أهل الحقَّ وارتياءِ:
ثابتةٌ حقائِقُ الأشياءِ
كذاكَ للعلمِ بها تحقُّقُ
وقد تَطابقَتْ عَليهِ الفِرقُ
وإنّما خِلاف سوفَسطائي
وهناً وهُوناً بيتُ عنكباء
ثلاثةٌ أسباب علمِ الخلقِ
وإنّما للذّاتِ علم الحقّ
وهي حواسٌّ لم تكُن تختلُّ
والخبرُ الصادقُ ثمَّ العقلُ
أمّا الحواسُّ فهي عقلاً خمسٌ
ذوقٌ وسمعٌ بصرٌ ولمسُ
شمٌ، وكلُّ حاسةٍ منها وقف
بها على ما وضعها له عرِف
وهل بها يصحُّ أن يُدرك ما
يدرك بالأُخرى؟ نعم في المُعتمى
والخبرُ الصادقُ نوعانِ هُما
ألمتواترُ الَّذي قد انتمى
لعددٍ تواطؤٌ منهمْ على
كذبٍ محالٌ، عادةً لن يُعقلا
وهُم عنِ المحسوسِ لا المعقولِ
قد أخبروا ولو سوى عُدولِ
وأهلَ قُربى ومُقيمي بلَد
ولا نَرى حصرهمُ في عددِ
يُعطي بِلا تجشُّمِ استدلالِ
علماً ضرورياً بِلا زوالِ
كالعلمِ بالملوكِ في أعصارِ
خاليةٍ وشاسعِ الأمصارِ
وخبرُ الرّسول من بالمعجزَة
أيدهُ إلههُ وميَّزه
ولو بِلا نسخٍ ولا كتابِ
وهُو يُفيدُ العلم الاكتسابِي
لكنَّه مثلُ الضّروريّاتِ
أي في تيقُّن وفي ثباتِ
والعقلُ أيضاً سببُ العلمِ وقدْ
خالف من خلافُهُ لا يعتمدُ
مِنهُ ضروريٌّ كَذا اكتسابي
و لا نرى الإلهامَ من أسبابِ
معرِفةٍ بصحَّةِ الأشياءِ
أي للعوام دونَ الأصفِياءِ
ما يحكمُ العقلُ بهِ ويذعنُ
واجب أو ممتنعٌ أو مُمكنُ
إنِ اقتضى وُجودهُ واستلزمَه
في خارج فواجب أو عَدمَه
فَأنّه مُمتنعٌ أولا وَلا
فمُمكنٌ فحدُ كلًّ إنجلى
وكُلُّ ما يكونُ ذا إمكانِ
فطرَفاهُ مُتساويان
نجزمُ في العالمِ حين نبحثُ
عنهُ بأنَّه جميعاً مُحدثُ
لحصرهِ في عرضٍ وعينِ
والكُلُّ محدثٌ بغيرِ مينِ
وكلُّ منْ يقولُ فيه بالقدَم
زلَّت به عن دينِ الأسلامِ قدَم
فالعينُ ما بذاتهِ يقومُ
مركَّباً بالجسمِ ذا موسومُ
أو غيرهُ بجوهرٍ يمثّلُ
وذلكَ الجُزء الَّذي لا يقبلُ
تجزياً ومالت الفلاسفَة
تعنُّتاً في الكفرِ للمُخالفَه
وأثبتُو الصُّورةَ والهيُولى
وخالَفوا الأله والرَّسولا
والعرضُ القائمُ بالمُغائرِ
لهُ من الأجسامِ والجواهرِ
ومالهُ بمثلهِ قيامُ
ولا زمانينِ لهُ دوامُ
مِثالهُ كالطَّعمِ والألوانِ
وكالرَّوائحِ وكالأكوانِ
وكلُّ موجودٍ يكوُنُ مُمكنا
فذاكَ قابلٌ الزَّوالِ والفَنا
وما ذكَرتُ منْ تجدُد العرضْ
في كُلَّ آنٍ وحده قدْ يعترضْ
والمُرتَضى تجدد الأعيان
أيْضاً بكلَّ لحظةٍ وآنِ
أشهدُ من صميمٍ قلبٍ جازمِ
معتقداً لا غنى للعالمِ
عنْ صانعٍ أخرجهُ من العدمْ
إلى الوجودِ ذي بقاءٍ وقدمْ
وواجبٍ وجودهُ بالّذات
متَّصفٍ بقدمِ الصَّفاتِ
حيّ عليمٍ متكلَّمٍ قدير
شاءٍ مُريدٍ وسميع وبصيرٍ
وأنَّ ذاك الصّابعَ الألهُ
ليسَ لهُ من خالقٍ سواهُ
أبدعهُ بلا مثالٍ سابقِ
وذاكَ عكسُ عملِ الخلايِقِ
مِن غيرِ حاجةٍ لهُ إليه
أو موجبٍ أوجبهُ عليهِ
فكمْ دليلٍ قاطعٍ قدْ نطَقا
بأنّهُ هُو الغنيُّ مُطلَفا
بذاتهِ العلْيا وأنَّ الباري
فاعلٌ ما يشاءُ بأختيارِ
لكن قديم علمهِ به سبقْ
من أجلِ هذا خلَق الَّذي خلقْ
وليْس مِن إبداعِ مصنوعاتهِ
مِن حادثٍ بعارضٍ في ذاتِه
لمْ يكتسبْ بصنعه من زينِ
ولمْ يذدْ بفعلِهِ مِنْ شَينِ
أشهدُ أنَّ الله حقٌ واحدُ
والكونُ برهانٌ بذاكَ شاهدُ
والواحدُ المنعوتُ بالتَّنزيه
عن إنقسامٍ وعنِ التَّشبيهِ
فمالهُ في الخلقِ منْ مثالِ
في الّذاتِ والصّفاتِ والأفعالِ
وأوَّل ليسَ لهُ ابتداءً
وآخرٌ ليسَ لهُ انتهاءُ
عجزَ عن تقديرهِ الأفهامُ
وحارَ عن تصويرِهِ الأوهامُ
مُقدَّس عنِ التجزّي والعدَد
وعن تركُّبٍ وكثرةٍ وحدّ
وعَن كفاءةٍ وعن مناسبَة
ووالدٍ وولدٍ وصاحبَه
جلَّ عنِ الأضداد والأندادِ
وعَن حُلولٍ وعنِ اتَّحادِ
وعن تحرُّكٍ والانتقالِ
وعن نهايةٍ وعن زوالِ
ليسَ لهُ عونٌ ولا ظهيرُ
ولا مشاركٌ ولا وزيرُ
ليسَ بجوهرٍ وجسمٍ وعرض
مبرَّأٌ عن نصبٍ وعنْ مَرض
وكذبٍ والَّلغوِ والُّلغوبِ
وسائرِ الآفاتِ والعُيوبِ
من صممٍ وبكمٍ ومن عمى
والعجزِ والجهلِ بمعلومٍ وما
أشبَه جهلاً كاكتساب علمِ
والظَّن والشَّكَّ ومثلَ الوهمِ
بِما وكَيف ومتى السُّؤالُ
عنه وأينَ مالهُ مجالُ
فالحقُّ لا يوصفُ بالمائيَّة
كذاكَ لا يوصفُ بالكيفيَّة
وفي مكانٍ ما لهُ تمكُّنُ
كذا عليهِ ليس يجري ومن
وللذواتِ ذاتُهُ تباينُ
إدراكُها لغيره لا يمكنُ
في هذهِ الدُّنيا ولا في الآخرة
وكيف والعُقُولُ عنها قاصرة؟!
من نمَّ صحَّ النَّهي عن تفكُّرِ
فيها كَما قد جاءنا في الخبرِ
مُقدَّسٌ جنابهُ عزَّ وجل
عن خطأٍ وعبثٍ فيما فعل
وعن كراهةٍ وعن ذهولِ
والطَّبعِ والعلاج والتَّعليلِ
قامَ بهِ في لا زمانٍ سبعُ
من الصَّفات بصٌر وسمعُ
علمُ كلامُ قدرةٌ حياةُ
إرادةٌ، وهذهِ الصّفات
بها أتى السُّنةٌ كالتَّنزيلِ
فباطلٌ قول ذوي التَّعطيلِ
بُرهان بعضها هُو الأفعالُ
وبعضِها التَّنزيهُ والكَمالُ
ومذهبُ الجمهُورِ فيها أنَّها
ليسَت سِوى الذَّاتِ وَليست عينَها
لكن وجُودُ الحقَّ عينُ الذَّاتِ
فليس معدوداً من الصّفاتِ
هذا الَّذي نحا لهُ أبو الحسَن
وقولُ فخرٍ: هُو زائدٌ وهَن
وما ذكرتُ آنفاً إجمالُ
يضيقُ عن تفصيلهِ المجالُ
لكنَّني أوردُ نبذةً هُنا
مقنعةً لستُ أرى عَنها غِنى
أُقدَّمُ الكلامَ في الحياةِ
فهي إمامُ سائرِ الصَّفاتِ
ليسَ لها بدُونها تحقّقُ
وما لَها بمُمكنٍ تعلُّقُ
والحقُّ قد جلَّ عن الرُّوحِ وعَن
حياتهِ بها ونفسٍ وَبَدَن
قدرتُهُ كامِلة الشُّمُولِ
لغيرِ واجبٍ ومُستحيلِ
فالمُستحيلُ لم يكنْ بحاصلِ
إذ هُو للوجودِ غيرُ قابلِ
والواجبُ الحقُّ تعالى أكبرُ
ليسَ لهُ عن وصفهِ تَأثّرُ
لها معَ الارادة التَّعلُّقُ
بكُلَّ ما علم أن سيخلُقُ
ونسبهُ القُدرة للأشياءِ
بالخلقِ والتَّرك على السَّواءِ
فالكونُ قابِل الوجود والعدمْ
من حيث أنّهُ بالامكانِ أتَّسمْ
والحقُ قد خصَّص بالوقوعِ ما
سبقَ في العلمِ القديم منهُما
فهُو مُريدُ الفعل أو عَدمهِ
إرادةً تابِعةً لعلمِهِ
للعلمِ كلُّ ممكنٍ مشمولُ
وواجبٌ أيضاً ومستَحيلُ
وكلُّ شيءٍ عندهُ جليٌ
سواءٌ الجزئي والكُلَّيُّ
وعالمُ بذاته إلهي
بأنّها ليس لها تَناهِي
مُستأثرٌ جنابهُ عزّ وجلّ
بعِلمِ غيبٍ والذي مِنهُ حصلْ
للصّالحين كُمَّل الأنامِ
فهُو بوحيٍ منهُ أو إلهامِ
والكونُ حالَ عدمٍ قَد كانا
في أزليَّ علمهِ أعيانا
ثابتةً في غايةِ انكشافِ
وقصدُنا بالعدمِ الأضافي
أي بإضافةٍ إلى التّخليقِ
ولا نُريد العدمَ الحقيقي
وإذ تعلَّقت بهِ الأِراده
أبرزهُ لعالمِ الشّهادة
فلمْ يكنْ تجدُّدٌ بجائي
للعلمِ من تجدُّدِ الأشياء
بالسَّمع والبصَرِ قدْ زادَ علَى
صفةِ علْمٍ إتَّضاحٌ وانجلا
فذانِ للعلمِ مُغايرانِ
بكُلَّ شيءٍ يتعلَّقانِ
والكونُ حين لم يكن موجودا
قد كانَ مسمُوعاً لهُ مشهُودا
كَما لحرباءٍ تُرى ألوانُ
وهيَ على عدمِها عيانُ
وفي منامٍ قدْ يرىَ ويسمعُ
وبصحيحِ الكشفِ ما سيقعُ
وهُو تعالي متكلَّمٌ كما
دلَّت نصوصٌ بكلامٍ قدُما
ذا صفةٌ قائمةٌ بالذاتِ
ليست مِن الحُروفِ والأَصواتِ
عَن آفةٍ والصَّمتِ ذاتُ قُدس
وهذهِ هي الكلامُ النَّفسي
ومُتكلَّم بها إلهي
ومُخبرٌ وآمرٌ وناهي
تشملُ كلَّ ما يعم العلمُ
فذانِ من سواهُما أعمُّ
وراكب باللَّيل متنَ عنسِ
عشواءَ مُنكرُ الكلامِ النَّفسي
قرآننا كلامهُ لم يُخلقِ
من قالَ مخلوقٌ فكافرٌ شقي
وما على الحدوثِ دلَّ حُملا
حتما على اللَّفظ الَّذي قد نزِلا
في مصحفٍ خطَّ له القلب وعى
وبفمٍ يُتلى وأذنٍ سمعا
سمَّي بالقرآن منها كلُّ
حقيقةً وما بِها يحلُّ
والكلُّ من جلائل الصَّفات
واحدةٌ حقيقةً بالذاتِ
لكنْ ذواتُ المُتعلَّقاتِ
منهنَّ أعني ما سِوى الحياةِ
بلا تناهٍ وبلا قُصورِ
بحسبِ التّعلُّق المذكورِ
والكلُّ من هذي الصفات تعملُ
ما أخَواتُها تكونُ تفعلُ
يرى بسمعٍ ربُّنا ويسمعُ
ببصرٍ وقيل ذا يمتنعُ
وقد نجا نعمانُ مع فريقِ
لقدَم التكوينِ والتَّخليقِ
لكنّه في المذهبِ المنصُورِ
إضافة القدرةِ للمقدُورِ
وقدمٌ مع البقاء وصفانِ
عندَ المحقَّقينَ سلبيّان
أمّا رضاءُ اللهِ أينَما ورد
فأنه مع المحبَّةِ اتَّحدْ
تعلّقا بكلَّ فعلٍ يحسنُ
في الشّرع دون فِعل ما يُستهجنُ
وكالأرادة التي قد سبقَت
مشيئةٌ كلتاهُما تعلَّقت
بعمل القلُوبِ والجوارحِ
من الجميلِ ومنَ المسقبحِ
فكلُّ ما يفعلُ من عصيانِ
والفسقِ والكُفرِ ومِن إيمانِ
وطاعةِ الأله والعبادَة
فعنْ مشيئةٍ وعن إرادَة
وليْس عن محبَّة ولا رضى
معصيةٌ، بذلكَ النّصُّ قضى
أسماؤهُ قديمةٌ مُوقَّفه
ويستوي في ذلكَ اسمٌ وصفَه
هل يجزيء الأطلاقُ مرةً؟ كذا
ورودُ ما كان لوصفٍ مأخذا؟
كذلك المظنون؟ فيه اختُلفا
والمرتضى نعم بذاك يُكتفى
وما يسمى به في كلَّ لُغة
يجبُ في تعظيمهِ المبالغَة
دلَّ على الذاتِ الضَّميرُ مثل نا
والهاءُ والياءُ ونحنُ وَأنا
وما أتانا في الكتابِ المُنزل
وفي حديثِ المُصطفى منِ مُشكلِ
كأصبع والوجهِ والعينِ ويدْ
يجبُ إيمانٌ به كما ورد
وواجبٌ تنزيهُ ذي الجلالِ
عمّا يفيدُ ظاهرُ المقالِ
وجائزٌ تفويضٌ معناهُ إلى
قائلهِ وصحَّ أن يُؤوّلا
والأصلح السُّكوت فهو أسلمُ
لذا جرى عليه من تقدَّموا
وكمْ دليلٍ قاطعٍ مبينِ
أورده عليه محي الدينِ
والقولُ بالتَّسليم رأىُ السَّلفِ
والقولُ بالتّأويل رأي الخلفِ
والجهلُ بالتَّفصيلِ للمُرادِ
ليس بقادحٍ في الاعتقادِ
معيَّة الله لنا لا تُنسبُ
لذاتهِ فأنّ ذاك الأدبُ
لكن لَدى التَّحقيقِ والإثباتِ
منسوبةٌ للذّات كالصَّفاتِ
إذ الصَّفات مالَها استقلالُ
ولا عنِ الَّذات لها انفصالُ
رؤيتهُ جائزةٌ في العقلِ
وثابتٌ وجوبها بالنَّقلِ
فكمْ قواطع من الكتابِ
وسُنَّةٍ دلّت على إيجابِ
رؤيةِ كلَّ مؤمنٍ في الآخرة
لربّه منها: وجوهٌ ناضِرة
يرونهُ من غيرِ ما حجابِ
كرؤيةِ الشَّمسِ بلا سحابِ
في موقِف المحشرِ والجنانِ
من غيرِ ما جهةٍ أو مكانِ
ولا دنُو منهُ أو مقابلَه
ولا محاذاةٍ ولا مماقلة
ولا اتّصال لشُعاعِ العينِ
بهِ ولا مسافةٍ في البينِ
أوّلُ من يمتَّع الألهُ
برُؤيةِ الجمالِ مُصطفاهُ
وهذه الرؤيةُ للعبادِ
تكونُ بالوجوهِ والأجسادِ
من أنعم اللهُ عليهِ بالنَّظر
فوجههُ أو جسدٌ منهُ بصرْ
ويتفاضلون فيها بحسب
تفاضلٍ في دارِ دنيا في الرتب
والكافرونَ عنهُ في حجابِ
كما أتى في محكمِ الكتابِ
ولم تقع في دارِ دُنيا بالبصرْ
يقظةً إلاَّ لسيَّد البشر
لكنَّها تقعُ للأكابرِ
من أولياء اللهِ بالبصائرِ
وجاءَ عن أسلافنا الكرامِ
رؤيتُهُ في حالةِ المنامِ
ومن رأى النبيَّ في رُؤياهُ
فانّه بالحقَّ قد رآه
إذ ليس للشّيطان من حصولِ
تمثُّلٍ بصورة الرّسول
يقظةً يراهُ بالبصائرِ
كمّل أوليائنا الأكابرِ
وعن أبي العبّاس مع أبي الحسن
عليهما فاضتْ من اللهِ المننْ
لو غاب عن عيني رسولُ الله
صلّى عليهِ دائماً إلهي
طرفةَ عينٍ ما عددتُ مسلما
نفسي حكى ابن حجرٍ ذا عنهُما
نثبتُ أفعالاً بالاختيارِ
عنها جزاءُ جنّةٍ أو نارِ
معتقدين أنّ ذا الجلالِ
خالقُ ما لنا من الأفعالِ
وذلكَ الطّاعةُ والإيمانُ
والكفرُ والفسوقُ والعصيانُ
والنُّطقُ والسُّكوتُ والسُّكونُ
والحركاتُ كيفما تكونُ
والمشيُ والقعودُ والقيامُ
والضربُ والإقدامُ والإحجامُ
وغيرُها من كلَّ ما منّا صدر
بكلَّها جرى القضاءُ والقدرْ
فوقعتْ حسب حكمٍ سابقِ
وما سوى الله لها بخالقِ
لهُ على ذاك علينا الحجّة
حجَّته واضحةُ المحجّه
فالعبدُ ليس خالق الأفعالِ
وباطلٌ قول ذوي اعتزالِ
وكيفَ بالتَّخليقِ والتَّكوينِ
يوصفُ غيرُ الملكِ المُبينِ؟
فَلا نَرى لقُدرة العبادِ
شيئاً من التَّأثير في الإيجادِ
فالأثر الواحدُ ليس يعملُ
مُؤثرانِ فيه، ذا لا يعقلُ
وهذهِ القدرةُ كالفعلِ عرضْ
مخلوقُ من ليس لفعلهِ غرض
تقارنُ الفعلَ بهِ تعتلقُ
وردَّ من قالَ عليهِ تسبقُ
وقد جرت عادةُ ذي الجلالِ
بخلقِ ما شاء من الأفعالِ
فينا لديها لا بها فقد ظهرْ
فسادُ خلفِ أهلِ جبرٍ وقدرْ
وعندها نُوصفُ باختيارِ
ودونها بالجبرِ واضطرارِ
تيسُّر الفعلِ شعارُ الأوَّل
وفقدهُ علامةٌ لما يلي
والفرقُ بين ذينك الحالين لا
يخفى ضرورةً على من عقلا
واسمُ استطاعةٍ عليها يطلقُ
وذاكَ الاقترانُ والتَّعلّقُ
يوسمُ في مصطلحِ الأصحابِ
والشّرعِ بالكسبِ والاكتسابِ
بذا إلينا تُنسب الأفعالُ
واسم استطاعةٍ كما يقالُ
للقُدرة المُومى إليها قد وقع
أيضاً على سلامةِ الأسبابِ مع
سلامة الآلات والجوارحِ
ممّا بها يخلُّ من قوادحِ
وصحّةُ التّكليف أي بالطّاعة
منوطةٌ بهذي الاستطاعةُ
مذهبُنا جاء حليباً خالصا
من بين فرثٍ ودمٍ تخلَّصا
نمَّ كما ليس لهذه القدر
في الخلقِ تأثيرٌ كذاك لا أثر
للنّارِ في الإحراقِ لا بوضعِ
قوَّته فيها ولا بالطَّبعِ
وإنَّما أجرى جنابُ الباري
عادتهُ بمحضِ الاختيارِ
بخلقِ إحراقٍ لديها لا بها
وقس عليها الأمر في إضرابِها
كشبعٍ والرّيَّ عند الشُّربِ
والأكلِ والوجع عندَ الضَّربِ
وكوُجودِ الموت عندَ القتلِ
وعند ذي ظلًّ وجودُ الظَّلَّ
والضَّوء عند الشَّمس والسَّراجِ
والعشبِ عند مطرٍ ثجّاج
وبرد ماءٍ ساخنٍ صبَّ شبم
فيه وبالعكس وغير ما عُلم
ممّا يكونُ حصرهُ محالا
والكلُّ مخلوقٌ لهُ تعالى
من غير ما واسطةٍ ولا نرى
لهذهِ الأشياءِ فيه أثرا
وإنّما عادةُ من أبدعَها
جاريةٌ بأن يكونَ معها
وميَّتٌ بالأجلِ المقتولُ
والموتُ قائمٌ بمن تزول
حياتهُ مخلوقُ من لهُ البقا
وليس فيه صنعُ عبدٍ مطلقا
وواحدٌ لا إثنان عندنا الأجل
والرَّزقُ كلُّ ما بهِ النّفعُ حصل
سواءٌ الحلالُ والحرامُ
يتمُّ أرزاقهم الأنامُ
وليس غير اللهِ للخلائقِ
من مطعمٍ ومنعمٍ ورازقِ
يأكُلُ كلٌّ رزقهُ بأسرهِ
و للس آكلا لرزقِ غيرهِ
يضلُّ من شاءَ ومن شاء هدَى
أي هُوَ يخلقُ الضَّلالَ واهتدا
وقدرةُ الطّاعة حيثُ تخلقُ
فالعبدُ ملطوفٌ به موفَّق
واللّطفُ ما كانَ بهِ في الآخرة
صلاحُ عبدٍ قالهُ الأشاعره
والختمُ والأقفالُ والخذلانُ
خلقُ ضلالةٍ كذاك الرّانُ
وصممٌ والوقرُ والأكنَّه
بها الكتاب قد أتى والسّنَّه
ما كنت الله الأنام أزلا
عليهِ يستحيل أن يبدَّلا
وهو تعالى فاعلٌ مختار
يصنعٌ في العباد ما يختارٌ.
وليس واجباً عليه الأصلحُ
ولا عقابٌ وثوابٌ يمنحُ
ولا على رزيَّة ومرضِ
وألمٍ إعطاؤهُ للعوضِ
يثيبُ من أطاعهُ بفضلهِ
ومن عصى عاقبهُ بعدلهِ
أو غفر اللهُ له ما فعله
لكنَّ من أشرك لا يغفر لهُ
جاز عقابهُ على الصغيرة
والصَّفح عن مجترحِ الكبيرة
وجائز تعذيبهُ تعالى
ألعجم والمُطيع والأطفالا
وأن يثبتَ فاعلَ الشَّنائعِ
لكنَّ هذا لم يكُن بواقعِ
ولو فرضنا أنَّ ذاك يقعُ
فوصفهُ بظالمٍ ممُتنع
قد جلَّ عن نسبته في الحكمِ
وفعلِ ما يفعلهُ لضيمِ
يفعلُ ما يشاؤُهُ المجيدُ
وهكذا يحكمُ ما يريدُ
في أمرهِ والخلقِ راعي الحكمةْ
تفضُّلاً من عندهِ ورحمة
والعقلُ لا حكمَ لهُ في حسنِ
وقبحِ شيءٍ أبداً ونعني
في كون فعل سبب الثَّواب
والمدحِ والهجاءِ والعقابِ
وإنَّما الحسنُ ما حسّنهُ
الشرع والقبيحُ ما استهجنهُ
يعذَّب الكفّار في الّلحودِ
وبعضُ فسّاق ذوي التَّوحيد
لأهل طاعةٍ بها التَّنعيمُ
بما يريدُ ويرى العليم
وضغطةُ القبرِ تعمّ كلّ برّ
وفاجرٍ كما بهِ صحَّ الخبر
إلا النَّبيَّ وشهيدَ المعركة
كذا الّذي همَّ بذنبٍ تركه
ويقع التَّضييقُ للهواء
على الَّذي يطرحُ في الفضاءِ
ويسألُ النَّكير ثمَّ المنكرُ
من كانَ مقبوراً ومن لا يقبر
وليسَ للشَّهيد من سؤالِ
ولا لصدَّيقٍ ولا الأطفالِ
وميَّتٍ في جمعٍ ومن تلا
سورة ملكٍ كلَّ ليلةٍ ولا
مرابطٍ والبله والمطعونِ
وأهلِ فترةٍ وذي جنونِ
تشهدُ بالحشرِ وبالنشورِ
أي بعثِ الأمواتِ من القبورِ
أعني بذا معادَنا الجسماني
جاء بهِ السُّنَّةُ كالقُرآنِ
والحوضِ والسّؤالِ والكتابِ
والوزنِ والصّراطِ والحسابِ
وجنَّةٍ والنّار أيضاً وهما
خلقتا من قبل خلقِ آدما
موجودتانِ اليوم تبقيانِ
لأبدٍ وليسَ تفنيانِ
أمّا محلُّ جنةٍ فهو السَّما
وعن محلَّ النّار وقف العُلما
وفيهما أهلوهما خلودُ
وليسَ منهُم أحدٌ يبيدُ
بعض عصاةِ المؤمنينَ يلجُ
جهنَّما وبعد حينٍ أخرجوا
وما بها يخلدُ ذو الكبائرِ
فأنَّها ليسَ بها بكافرِ
كذاكَ لا يخرجُ عن إيمانهِ
فأنَّه ما شكَّ في إذعانهِ
ثابتةٌ شفاعةُ الأكابرِ
بالمُستفيضِ في ذوي الكبائرِ
نبيُّنا هو الَّذي يشفع في
إراحةٍ من طولِ كربِ المواقفِ
وقبلهُ كلُّ نبيّ رغبا
إليهِ في فعلِ شفاعةٍ أبي
وبعدهُ قد حلّتِ الشفاعة
للشافعين في ذوي الشَّناعه
وكُلّ آباء وأمهاتِ
نبيّنا المختارِ في الجنّاتِ
قد كانَ كلٌّ منهم في عصرهِ
أولى وأعلى شرفاً من غيرهِ
كذاكَ أهلُ الفترتينِ نوقنُ
فيهم بجنَّةٍ وإنْ لم يؤمنُوا
وولدُ المؤمنِ بالإجماعِ
في جنّة الخلدِ بلا نزاعِ
وولدُ الكافرِ فيه اختلفا
فبعضهم في أمرهِ توقَّفا
وعن كثيرٍ أنَّه يمتحنُ
وقيلَ بل جنَّة خلدٍ يسكنُ
وقيلَ مع أبيهِ في جهنَّما
وقيل بل في برزخٍ بينهما
وقيل بل يصيرُ في القيامة
تراباً وهذا القولُ عن ثُمامه
وما به يمتَّعُ الكفّارُ في
دنياهُم من ورقٍ وزخرفِ
ومأكلٍ والشُّربِ والزَّواجِ
وغيرِها من بابِ الاستدراجِ
والجسمُ يبلى بعد ما يبيدُ
واستُثني النَّبي والشَّهيدُ
كذاك من ما همَّ بالعصيانِ
مؤذَّنٌ وحاملُ القرآنِ
ومن سرى في جسمه كالماء
في العودِ حُب خيرِ الأنبياءِ
كذالكَ الآكلُ للحلالِ
عن شوبِ شبهةٍ يكونُ خالي
والنَّفس تبقى بعد ما يبلى البدنْ
وقيلَ قبلَ البعثِ تفنى ووهن
وأمرُ روحٍ في الكتاب مجملُ
فالخوضُ في بيانهِ لا يجملُ
ومالكٌ إمامُ أهلِ الرشدِ
يقول: ذات صورةٍ كالجسدِ
والعقلُ عنه وقفُ بعض العُلما
وبعضُهم عليهِ قد تكلَّما
وكل روحٍ بعد موتٍ قدْ وجد
لها إتَّصالٌ معنويٌّ بالجسد
والمرتضى بقاءُ عجب الذَّنبِ
بعد البلى بذاك أخبر النّبي
وما به قد أخبر النَّبيّ منْ
أشراط ساعةٍ فحقٌّ قد زكن
كالسيّد المهديّ ذي المكان
وقتله للمُفسد السُّفياني
وقمعهِ للجوِ والفسادِ
وفتحهِ لسائرِ البلادِ
وكالمسيحِ الأعورِ الدجّالِ
الكافرِ السَّحارِ ذي الخبالِ
ينحصرُ المهديُّ ذو التفرُّسِ
مع جندهِ عنهُ ببيتِ المقدسِ
فينزلُ ابن مريمَ وأدركهْ
بباب لدًّ وبطعنٍ أهلكه
كذلك اليأجوجُ والمأجوجُ
كان لهمْ في عهدهِ خروجُ
وأكثرُوا الفسادَ في البلادِ
وضيّقوا العيش على العبادِ
يدعو إذاً عليهم المسيحُ
ومنهم الأنامُ يستريحُ
يمكثُ في أظهرِنا ويقضي
بشرعنا وبعد حينٍ يقضي
يدفنُ بالمدنية المنوَّرة
في مسجدٍ بالحجرةِ المطهَّره
وكطلوعِ الشَّمسِ من مغربها
خاشعةً خاضعةً لربَّها
مع قمرٍ وحينَ يبلغانِ
لوسطِ السّماءِ يرجعانِ
ودابّةٍ في جبهةِ الإنسانِ
تظهر سيما الكفرِ والإيمانِ
والخسفِ والزَّلزالِ والدُّخان
والنّار ثمَّ الرفعِ للقرآنِ
إيمانُنا التصديقُ والإذعانُ
لكلَّ ما قدْ علم الإتيانُ
به من الرَّسول بالضَّرورة
أي من أمورِ دينهِ المشهُورة
وشرطهُ الإقرارُ باللّسانِ
لكنّهُ شطرٌ لدى النّعمانِ
يكملُ بالإحسانِ في العبادة
ويقبلُ النّقصان والزَّيادة
وأما الإسلامُ فصالحُ العمل
فبينهُ وبين الإيمانِ حصل
تخالفٌ وإن هما تلازما
وقيل باتَّحادِ مفهُوميهما
وبالتَّساوي حسبَ الوُجود
وبعدما نطقتَ بالتّوحيدِ
يصحّ أن نقولَ: إنّي مؤمنُ
حقاً إذا قلبكَ كانَ يوقنُ
ومؤمنٌ إن شاءَ ذُو الجلالِ
لا لوجود مريةٍ في الحال
بل خشية الفتنة حيثُ الخاتمةْ
تجهلُ لا نفسٌ بها بعالِمَه
قد جاءَ للإيمانِ في قول النَّبيّ
سبعُون شعبةً وبضعُ شعبِ
فمن غدا لكلَّهما مستكملا
فذاك حقّاً مؤمنٌ ومن خلا
عن بعضها فناقصُ الإيمان
حسب مالها من النّقصانِ
فقل: هي الإيمانُ باللهِ وما
لهُ من الصّفات قد تقدما
وجندهِ البررةِ والملائكة
وكتبهِ ورسلهِ المُباركه
كذاك بالسّاعة والأقدارِ
وبحدُوث ما سوى الجبّار
محبّةُ الله وحبُّ وقلى
فيه وحبُّ خير من قد أُرسلا
تعظيمهُ والمُنتمي إليه
يشملُ ذا صلاتنا عليهِ
وقفوُ ما سنَّ وإخلاصُ للعمل
وهو أجلُّ شعبةٍ وقد شمل
الترك للنَّفاق والرَّيا
وتوبةٌ والخوف كالرَّجاء
والشكرُ والوفاءُ مع حياءِ
والصّبر والرّضاء بالقضاءِ
منه اليقينُ وكذا التوكُّل
ورحمةٌ تواضعٌ ويدخل
في ذلك التَّوفير للكبر
ورحمةٌ للإنسان للصَّغير
والتَّرك للكبر وعجبٍ وغضب
وحسدٍ حقدٍ وأفضلُ الشُّعب
النُّطق بالتَّوحيد باللّسان
وهكذا تلاه القرآن
تعلُّم العلم الَّذي قد نفعا
في الدَّين مع تعليمه كذا الدُّعا
وهكذا ذكرُ جنابِ الباري
وذاكَ شاملٌ للاستغفارِ
وسترُ عورةٍ مع اجتنابِ
لغوٍ كفحشِ القولِ واغتيابِ
تطهُّر حساً وحكماً وشمل
تجنُّب الأنجاسِ والجودُ، دخل
فيه ضيافةٌ مع الإطعامِ
والفرضُ والنَّفلُ من الصَّيامِ
كذا كلاهُما من الصَّلاةِ
والحجَّ والعمرةِ والزَّكاةِ
طلبُ ليل القدرِ واعتكافُ
فك الرَّقاب وكذا الطَّواف
كذلك الفرارُ عند القُدرة
بالدَّين وهو شاملٌ للهجرة
من دار فسقٍ وديار كُفر
كذا وفاءُ ناذرٍ بنذرِ
كذا تحرَّي الشَّخص في الإيمانِ
فقد أتى ذلك في القُرآنِ
أداءُ كفَّارة نحوِ الحلفِ
كذلك النَّكاح للتَّعفُّفِ
قيامهُ بحقَّ من لديهِ
منَ العيال برُّ والديهِ
وهكذا تربيةٌ للولد
رفقٌ بعبدٍ طاعةٌ للسيَّد
وصلةُ الرَّحم مع قيامِ
بإمرةٍ بالعدلِ من إمامِ
كذا المتابعةُ للجماعة
ولولاة الأمرِ منّا الطّاعة
والصُّلح بين الناس فيه اندرجا
قتالُنا البغاة والخوارجا
وهكذا تعاونٌ على عمل
برًّ وتقوى اللهِ وهو قد شمل
الأمر بالعُرف ونهي المنكر
ومن رأى المُنكر فليغيّرِ
إقامةُ الحدَّ على ذويه
كذا الجهادُ والرَّباط فيه
كذلك الأداءُ للأمانة
والخُمس منها فاتَّق الخيانةْ
والقرضُ والإكرامُ للجيرانِ
حسنُ المعاملةِ مع إخوانِ
وفيه جمعُ المال من حلَّ دخل
إنفاقهُ في حقَّه وقد شمل
تركاً لتبذيرٍ وإسرافٍ وردّ
تحيّةٍ تشميت عاطسٍ ورد
وعن جميع الناس كفُّ الضرر
تجنب اللَّهو كما في الخبرِ
إمامةُ الأذى عن الطّريق
فأعملُ بها ظفرت بالتَّوفيق
لبشرٍ أرسل منهم رسلا
بمحضِ فضلهِ تعالى وعلا
مبلَّغين عنه للأنام
ما أمروا به من الأحكامِ
مبشَّرين لذوي الأيمانِ
ومنذرين لذوي العصيانِ
مبيَّنين سبلَ المعاد
وطرُق المعاشِ للعبادِ
مُؤيَّداً لهم بمعجزاتِ
وافرةٍ خارقةِ العاداتِ
وعندهُ كلُّهم مكينُ
وصادقٌ وناصحٌ أمينُ
حدُّ الرَّسولِ: ذكرُ حرٌّ عصم
من الذُّنوبِ مطلقاً وقد سلمْ
من المنفَّر الّذي قد وصما
كبرصٍ وكجذامٍ وعمى
له من الصَّنعة كالحجامة
وقلَّة المروءةِ، السَّلامة
ومن دناءة أبٍ ولو علا
ومن خناء أمًّ أيضاً وخلا
من كلَّ ما أدَّى لأدنى خللِ
فيما لهُ من المقامِ الأكملِ
في قوَّة الرأَّي وفي الفطنة مع
خلقٍ وعقلٍ أهل عصرهِ برع
في حقَّه يجوزُ نحوُ الأكلِ
ثمَّ النَّبيَّ مثلهُ في الكلَّ
ولم ينل نبوَّةً بكسبِ
من أحدٍ بل هي أمرٌ وهبي
معجزة ُالرّسول أمرٌ ناقضُ
لعادةٍ ولم يكن يعارضُ
وهو على وفقِ التحدَّي قد وقع
والمصطفى في المعجزاتِ قد برع
فانَّه أوتى ما كلُّ نبيّ
من معجزاتٍ وفضائل حبي
وزاد أيضاً بمعاجز غرر
لو رمت حصر بعضها لما انحصر
كشقَّ بدرٍ وكماءٍ نابع
يوم الحد يبيَّة من أصابع
وكحنينِ الجذعِ والأخبارِ
بالغيبِ والكشفِ عن الأسرارِ
وغيرها ممّا به جاء الخبر
أعظمها القرآنُ معجزة البشر
وقد حوى ستَّين ألف معجزة
وهو لنا معجزةُ مكتنزة
باقيةٌ على تعاقب الحجج
وفي بلاغةٍ رقت أعلى الدَّرج
نبيُّنا للأنبياء أوّل
وخاتمٌ للعالمين مرسل
وأفضلُ الخلق على الإطلاقِ
تمَّت به مكارمُ الأخلاق
وآدمُ أوّل في الظُّهور
عددهم قد جاء في المأثورِ
في سنَّةٍ صحيحةٍ مرتفعة
مأة ألفٍ وألوفٌ أربعة
يتبعها عشرونَ ألفاً والخبر
بعدَّة الرُّسلِ صحَّ واشتهر
بأنَّها في خمسةٍ وعشره
مع ثلاثمأةٍ منحصرة
وإنّما خالفت فيما ذكرا
لما عليه النَّسفيُّ قد جرى
لأنَّه صحَّ الحديث بعدد
كلًّ فواجبٌ إذاً أن يعتقد
قال جماعةٌ من الأفاضلِ
الأدبُ السُّكوت عن تفاضلِ
بين النّبيَّن على التَّعيين
واختاره الإمام محي الدَّين
قال ولا نقولُ بالتَّفضيل
إلاَّ على الإجمالِ لا التَّفضيلِ
فالأنبياءُ المرسلون أفضلُ
ثمَّ النَّبيُّون الأولى لم يرسلوا
أمّا ألو العزم فعند الجلَّ
معيَّنٌ ترتيبهم في الفضلِ
أقولُ فالأفضلُ إبراهيمُ
بعد رسُولِ اللهِ فالكليم
وبعدهُ ابنُ مريم المسيحُ
يليه في الفضل النَّبيُّ نوح
لله ذي الجلالِ كتبُ منزلة
أحكامُ شرعه بها مفصَّله
بيَّن فيها أمرهُ وفصّلا
نهياً ووعداً ووعيداً وانجلى
بما حوت مصالحُ العباد
ومسلكُ الغيّ من الرَّشاد
أفضلها القرآن وهو يحتوي
جميع ما هنَّ عليه تنطوي
والبعثُ والإنزالُ عين الحكمة
وما به كلَّف فهو رحمة
ونفعُ ما جاءت به الشَّرائع
للمرسلينَ وإلينا راجعُ
شرعُ النّبيَّ ناسخُ الشَّرائع
ونسخةُ بالغير غيرُ واقعِ
به لآخر الّزمان يقضي
وجاز نسخُ البعض منهُ بعضا
والنّصُّ ناطقٌ بفضلِ دينهِ
ومسلمي أمَّته وقرنهِ
في خضرٍ تخالف النُّقول
قيل، وليٌ قيلَ: بل رسولُ
وقيل بل كانَ نبياَّ وجنح
جمعٌ إلى ترجيحه وهو الأصحَ
والخلفُ في لقمانَ مع حوّاء
أسكندر ومريم العذراء
وهم لدى الجمهورِ ليسُوا أنبيا
وإنَّما هم صلحاءُ أوليا
وخضرُ حيٌّ ويبقى حيّا
من بعدنا إلى انقراض الدنيا
وما ذكرتُ في أبي العبّاس
من البقاءِ جاء في إلياسِ
لله أملاكٌ وهو أجسامُ
لطيفةٌ بررةٌ كرامُ
وقال مُحي الدَّين هم أرواح
هياكلُ النُّور لها أشباح
مواظبونَ هم على الطّاعاتِ
قد عصموا عن المخالفاتِ
لا يوصفون بأنُوثة ولا
ذكورةٍ والله فيهم جعلا
قدرة ما شقَّ من الأفعال
وقوّة الحصول في أشكالِ
رؤيتهمْ ليست من المحالِ
فقد يراهمْ كمّل الرَّجال
ومنهم حفظةُ الأعمالِ
تكتبها من غيرِ ما إهمالِ
والشَّمس والنُّجومُ في الأفلاك
وقمرٌ مراكبُ الأملاكِ
والأدبُ السُّكوت عن تفضيلِ
بعضٍ على بعض على التَّفضيل
خواصُّهم يلون الأنبياء في
فضلٍ وفوق غيرهم في شرفِ
ولعوامهم على العوامِ
من بشرٍ فضلٌ لدى أقوامِ
ولبناتِ آدمَ فضلٌ على
حور الجنانِ عند بعض الفُضلا
نشهدُ بالمعراجِ للرَّسول
بجسمه الشَّريف مع حصولِ
يقظةٍ لمقدسٍ من مكَّة
من بعد مبعثٍ قبيل الهجرةِ
ثمَّ إلى السَّبع الطَّباق فألى
ما ساءهُ إلهه من العُلى
وثمَّ قد أكرمَ بالخطابِ
ورؤيةٍ وقربهِ كقابِ
قوسينِ أو أدنى وهذا البابُ
جاء بهِ السُّنَّة والكتاب
ثمَّ الكراماتُ للأولياء حُق
بها الكتابُ والحديثُ قد نطق
وهي على الطريقِ نقضِ العادةِ
تظهر للوليَّ ذي السَّعادة
كالمشيِ في الهواء وفوق الماء
وكلمةِ الجمادِ والعجماءِ
والرَّزق عند حاجة الضَّيافة
وقطعِ ما ناء من المسافة
في مدّةٍ قلت بلا عياء
وغيرِ هذه من الأشياءِ
وكلُّ ما كان الوليُّ أبرزه
من خارقٍ فللرَّسُولِ معجزة
وما أتى معجزةً للرُّسلِ
فأنَّ مثله يصحُّ للوليّ
فيل وجودُ ولدٍ بلا أب
ونحوه ما صحَّ إلاّ للنَّبي
وما ذكرتُه من الأحكامِ
تجمعهُ شهادتا الإسلامِ
يسنُّ برُّ الأنبيا والأوليا
لمؤمنٍ بأن يكون داعيا
لهم بأنَّ ربَّهم يزيدُ
في درجاتهم بذا يريدُ
رضوانهُ وهكذا كلَّ أبِ
من آدم إلى أبيهِ الأقربِ
وبعد الأنبياء أفضلُ البشر
إبنُ أبي قحافةَ ثمَّ عمر
وبعدهُ فضَّل ذو النُّونين
يليه في الفضلِ أبو السَّبطينِ
ترتيبهمْ قد كان في الخلافة
ترتيبهمْ في الفضلِ والأنافه
قد كملت بهم ثلاثونَ سنة
خلافةُ النبوَّة المعيَّنة
وبعدهم في الفضلِ باقي العشرة
هم عصبةٌ بجنَّةٍ مبشَّرة
وبعد أهلُ البدر ذو رجحان
فأخذٍ قبيعةِ الرَّضوانِ
فسائرُ الصَّحب فباقي الأمَّة
على تخالفِ الصَّفات الجمَّة
وخير أزواجِ النَّبيَّ عائشة
مع خديجة بل منُاقشة
لمريمَ فضلُ وللزهراءِ
على سواهُما من النَّساء
وفيهما تخالف الآراءُ
واختير أن تفضَّل الزَّهراء
قد برَّأ الألهُ في القرآنِ
زوج رسولهِ عن البُهتانِ
وكلُّ ما بين الصُّحابة جرى
فانَّه عن اجتهاد صدرا
نكفُّ عن ذكرهم بضيرِ
وإنَّما نذكرهم بخيرِ
أثنى الألهُ وكذا الرَّسول
عليهمُ فكلُّهم عدولُ
العلمُ أسُّ عملٍ لذا افتقر
إليه في صحَّته وهو ثمر
ومعه قليلهُ ذو فضلِ
أعني على كثيرهِ مع جهلِ
من ثمَّ كانتِ العلومُ فاضلة
بأسرها على صلاةِ النّافله
أفضلها من غَير جحد جاحدِ
علمُ أصولِ الدَّين والعقائدِ
يليهِ تفسيرُ الكتاب المنزلِ
ثمَّ الحديثُ للنَّبيَّ المُرسلِ
ثمَّ أصولُ الفقه بعد فضَّلا
وبعدهُ الفقهُ فالآلاتُ على
حسب حاجةٍ لهُ مشرَّفة
فالطَّبُّ ولتحرم علوم الفلسفة
ثمَّ الصَّلاة من طوافٍ أفضلُ
على خلافٍ فيه وهُو أمثلُ
من غيرهِ حتّى من اعتمارِ
وإنَّما الكلام في الإكثارِ
تنفُّل الإنسانِ بالبيتِ على
تنفُّلٍ خارجة قد فضَّلا
والنَّفل باللَّيل والأسحارِ
أفضلُ من تنفُّلِ النَّهارِ
ووسطه من طرفيه أفضلُ
والثُّلثُ الأخيرُ منهُ أمثلُ
ثمّ تلاوةُ القُرآن أفضلُ
من سائر الذَّكرِ وذاك أمثلُ
من الدُّعا إن لم يكن قد شرَّعا
والذَّكر إن شرَّع خيرٌ والدُّعا
ومنهُ حرفٌ بتدبُّرٍ على
حرفينِ منهُ دونهُ قد فضَّلا
تلاوةٌ في مصحفٍ تفضَّل
والجهر حيثُ لا رئاء أفضلُ
والصَّمتُ من تكلُّمٍ إلاَّ بحق
وكم بهذا من حديثٍ قد نطق
من خالط النّاس وكان يحتمل
أذاهمُ أفضلُ من أن يعتزِل
والاعتزالُ حيث خاف الفتنا
ويفضلُ الكفافُ فقراً والغنى
والفضلُ قيل للفقيرِ الصّابرِ
وقال قومٌ للغنيّ الشاكرِ
على اكتسابٍ فضَّل التَّوكُّل
وقيل بالعكسِ وقوم فصَّلوا
والمذهبُ المعتمدُ المختارُ
ليس ينافي الكسب وادّخار
شخصٍ لقوتِ سنةٍ توكُّلا
واللهُ قد أقام خلقهُ على
أحوالهم حسبَ ما يريدُ
حيثُ بذا ينتظمُ الوجودُ
كما ترى وتتفاوتُ الرُّتب
دنياً وأخرىً وقضاؤهُ وجب
وكلُّ مذنبٍ عليه وجبا
في الفورِ أن يتوب ممّا أذنبا
والتَّوبةُ النَّدمُ وهي لا تصح
إلاّ بأن يقلع عمّا يجترح
ويزمع التَّرك لمثل ما جنى
مع إدَّراكِ ما يكونُ مُمكنا
وهي كما تجبُ عن كبائرِ
تجبُ في الأصحَّ عن صغائرِ
وباجتنابِ الشَّخص للكبائر
تُرجى له مغفرةُ الصغائرِ
منِ احتظى بالتَّوبة النَّصوح
قد فاز بالأسرارِ والفُتوحِ
وبعد أن تبتَ من السَّوابقِ
فجرّد القلب عنِ العلائقِ
محتقراً لغيرِ ذي الجلال
ورافبِ الله بكلَّ حالِ
وابدأ بفرضٍ وبرفضِ فعلِ
محرَّمٍ ثم بفعلِ نفلِ
وترّك مكروهٍ وكن مهتمّا
بتركِ منهيًّ أشدَّ ممّا
تهتمّ بالمأمُورِ والصَّلاحِ
وأنت بالخيارِ في المباحِ
إن تنوِ طاعةً أو التَّوصُّلا
لها بهِ كالأكلِ كي تقوى على
عبادةٍ أو تنوِ أن تكفَّ عن
وقوعِ ما كانَ حراماً فحسن
ثمَّ اعتقد أنك ذو تقصير
فيما عملتهُ منَ المبرورِ
لم تُوف من حقًّ عليكَ للصَّمد
من ذرَّةٍ ولست خيراً من أحدْ
سلَّم لما يجري به القضاءُ
فإنَّما الكائنُ ما يشاءُ
ولا تراقب حال إخوانٍ ودعْ
رعايةً إلاّ بأذنِ من شرع
واعتقدن أن ليس نفعُ وضرر
إلاّ من اللهِ على وفقِ القدر
وأنَّ ما قدره في الأزل
فواصلٌ إليك لم يبدَّلِ
وعبد رقًّ أنتَ ليس لك في
نفسك ذرَّةٌ من التَّصرفِ
بل فيك مولاك بما يشاءُ له
تصرُّفٌ فارض بما قد فعله
ولا تكن بكارهٍ فمنك ذا
مستقبحٌ ولو أصيب بالأذى
فكلُّ ما من الأذى أتاحا
أراد منهُ النَّفع والصَّلاحا
وكيف وهو بك منك أرحمُ
ووالديك وهُو ربٌ أحكمُ
إيّاك والدُّنيا فلا تركن إلى
زخرفها فإنَّها بئس البلا
وإنَّها عمّا قليلٍ فانيه
واعمل لعقبى فهي دارٌ باقيه
وأنت بالدُّنيا مسافرٌ إلى
دارك واصلٌ لها فاحتملا
مشاقَّ هذا السَّفرِ القصيرِ
واعمد إلى داركَ بالتَّعميرِ
والدَّين والإصلاحِ في هذا الأمدْ
لكي تمتَّع بها طُولَ الأبدْ
ولا نرى في فاسقٍ بعينه
لأجلِ فسقهِ جوارَ لعنهِ
ولا نرى كما ارتضاهُ العلما
تكفير أهلِ قبلةٍ إلا بِما
يكونُ من قواطعِ الإسلامِ
ولا خروجنا على الإمامِ
لا بدَّ للأنامِ من إمامِ
بينهمُ يقومُ بالأحكامِ
والسَّدَّ للثُّغور والجهادِ
والسَّعي في مصالحِ العبادِ
قد كانَ مسلماً وحرَّاً ذكرا
وعاقلاً وبالغاً وقادرا
وقرشيَّاً سائساً لم يحصرِ
في ولد هاشمٍ وولدٍ حيدرِ
وينبغي ظهوره ويعتبر
ولم يكن خرجهُ بمُنتظر
وليس شرطاً فيه عصمةٌ ولا
يشترطُ أيضاً أن يكونَ أفضلا
إن كان عن طريقِ عدلٍ
بالفسقِ دون الكفرِ لا ينعزلُ
قد جازتِ الصَّلاة خلف الفاخرِ
ووجب عليه غيرُ كافرِ
والمسحُ فوق الخفَّ جاز في السَّفر
عن غسلِ رجلينِ كذاك في الحضر
حلَّ نبيذُ جرة كتمرِ
إن لم يكن منتهياً لسكرِ
ما أحدٌ من العباد يصلُ
ما كان بالغاً وكانَ يعقلُ
بحيثُ عنهُ تسقطُ الأوامر
من النُّصوص تقصدُ الظَّواهرُ
وردُّها كفرٌ مع العدولِ
لغيرِ ظاهرٍ بلا دليلِ
لكن إذا ما قاطعٌ دلَّ على
خلاف ظاهرٍ إليه عُدلا
والحفظُ للدَّين ونفسٍ قد وجب
والعقلِ والعرضِ ومالٍ ونسبْ
من استحلَّ الذَّنب والعصيانا
ومن بهِ استخفَّ واستهانا
وقانطٌ من ربَّه ومن سخر
بشرعهِ وآمنٌ منهُ كفر
من صدَّق الكاهنَ فيما يخبرُ
به من الغيوبِ فهو يكفرُ
ليس بشيءٍ عندنا المعدومُ
وذاكَ من قرآننا معلومُ
يجيبُ دعوةُ الورى إلهي
ويسمعُ الحاجاتِ لا من لاهِ
من رحمة اللهِ على العبادِ
تخالفٌ بين ذوي اجتهادِ
مثل أبي حنيفة النُّعمانِ
والشافعيَّ قطبيِ الزَّمانِ
ومالكٍ نجم أئمةِ الخبر
ومن بهِ بشَّر سيَّدُ البشر
وكالإمام أحمد بنِ حنبلِ
وغيرهم من علماءَ كمَّلِ
كلٌّ على اجتهادهِ مأجورُ
كما بهِ قد ورد المأثورُ
وللمصيبِ منهُم أجرانِ
ومخطئٍ أجر بلا نقصانِ
من لم يكن في دينه مجتهدا
قلَّد من أهل اجتهادٍ واحدا
عليك بإتَّباع هدي من شرع
ولا تزغ عنهُ ودع كلَّ البدعْ
فالخير كلّ الخيرِ في إتَّباعِ
والشَّرُّ كلُّ الشَّرَّ في أبتداعِ
وقد أتى من معدن الرَّسالة
حديثُ كلُّ بدعةٍ ضلالهْ
من يعتصم بالعُلماء القاده
ظفر بالفلاحِ والسَّعادة
وقائلٍ عن عام ختمٍ يسألُ
فقلتُ: نظمي كلُّه مكمّل
والحمد للهِ على الإكمالِ
وهو الَّذي ينعمُ بالنوالِ
مضلَّياً على النَّبي الأفضلِ
والآل والصَّحب السراة الكُمَّلِ
معروف النودهي
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: السبت 2014/06/14 12:51:52 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com