عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > مهدي الطالقاني > يا من يرومُ سُلُوِّي في ملامَته

العراق

مشاهدة
520

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا من يرومُ سُلُوِّي في ملامَته

يا من يرومُ سُلُوِّي في ملامَته
أقصرْ مَلامي ني عنكَ في ِشُغُل
لقد مضت لي أيامٌ بقربهم
فيها حكيتُ غصونَ البانِ من جَذلي
ولَيْسَ يا صاحَ ما قد حلَّهم عجباً
من صرفِ دَهرٍ على الأرزاء مُشتمل
فكم برغم العُلى صابت فوادحُه
سلالة الطُهر طاها سيّد الرُسل
زاكي السجيَّة بل ربُّ الحميّة بل
خيرُ البريّة من حافٍ ومُنتعل
أعظم بذي المفخر السامي مآثرهُ
فباسلٌ بطلٌ عن باسلٍ بطل
قد حاربتهُ بلا ذُحلٍ ولا تِرةٍ
طغاةُ كل قبيلٍ من أولي الضلل
رمتهُ تالله في يوم الطُفوف يدٌ
قادت أخا المُصطفى في زي مكتبل
قامتْ لنُصرته قومٌ أماثلُ لا
يُلغى لهم أبدَ الأزمانِ من مَثل
من كل ذي شرفٍ بالعزّ مُلتحفٍ
سامٍ على الخلق في عِلْمٍ وفي عمل
ذوو المكارمِ خوّاض الملاحمِ كم
فيها أسالوا الدما بالبيض والأَسل
الكاشفون الردى في كل قسطله
والحاملونَ الأذى في الحادث الجلل
هُم طلَّقوا لرضا الباري حلائلهم
وواصلوا الحور بالعسالةِ الذُبل
هم الأُلى ادّخر الرحمنُ نُصرتهم
لسبطِ هادي الورَى من عالمَ الأزل
كم جدَّلوا من أعادي الدين ذا حنَقٍ
حتى شفوا ما بأحشَاهم من الغُلل
أفنَت صوارِمهم في حملة جملاً
بوقعها قد أروهم وقعة الجمل
وفوا وراعوا ذِمام الحُبِّ كلهم
فلم يفق رجلٌ حزماً على رجل
وامتازَ عنهم أبو الفضلِ الذي كنزت
يداهُ منزلةً تسمو على زُحل
حوى من الفضلِ ما لا يحُتوى وروى
غرائباً نُقلتْ عن ذي الفخار علي
قضوا ظماءًُ ولم تبرد جوانحهُم
نفسي الفِدا الشفاهِ بالظما ذُبُل
لقد أبادت يدُ الأيام جمعهم
وأفنتْ الكلَّ من شابِ ومكتهل
فعادَ ذاكَ الفريدُ الندب بعدهم
رميّةً لذوي الأظغَانِ والغِيل
لهفي على عاطِشٍ لم تُروَ غُلَّته
بقطرةٍ من نَمير الماءِ أو بلل
ومُكمنٍ في عراصي الطف مُنفردٍ
كئيبَ قلبٍ بنار الوجد مُشتعل
ويلُ الأُلى بدَّلوا للغي بيعته
ببيعةِ الرِجس ذي الفحشاءِ والزَلل
جفوهُ أيَّ جفاءٍ بعد غدرهم
ألا وإن الجفا من شيمة السَفل
لم أنسه قائلاً للقوم هل تِرَةٌ
ترونها لكم يا ويلكم قِبَلي
ألستُ سبطَ رسول العالمينَ ومن
سما بعزّ مزاياه على الرُسل
ما بالكم يا جُفاةَ الخلق هل لكم
يحل قتلي في شيءٍ من المَلل
فضرَّجوه بأنبالٍ مفوقّةٍ
من غير حذرٍ من الأوزار والوَجل
حتى قضى وله الرسلُ الهداةُ غدت
في مَدمعٍ كغوادي المزن مُنهمل
فيا لأعظم ملكٍ بالعراقِ لقىَ
مُبضَّع الجِسم في عفر الثَرى جدل
قد رضَّت الخيلُ منه في سنابكها
رفيع صدرٍ لعلم الله مُحتمل
جاءت إليه نساهُ الحاسراتُ وقد
همت مدامعها كالعارض الهطل
نادتُه زينبُ ياكهفَ الأراملَ من
أرجوهُ للدفع عني والحماية لي
أما ترى حرمَ الهادي مُسلبةً
ممّا عليها من الأستار والحُلل
ساروا بها بعد هاتيك الخُطوب على
أقتابِ مهزولةٍ عجفى من الإبل
ولي مدى الدَّهر حسراتُ اللهيف بأن
قضيتُ عمري في التّسويف والأمل
بل ادخرتُ لحشري خيرَ مدَّخرٍ
أرجُو به العفو عن جُرمي وعن زللي
حبُّ الوصي عليّ الطُهر حيدرةٍ
والقائمينَ بأمر الله آل علي
الضاربون على هامِ السُها قُبباً
أقتابُها مستمراتٌ على زُحل
والمُرتقونَ إلى أوجِ العُلى شرفاً
يسمو على دارةِ الكرسيَ لا الحمل
هم عِلُّة الكونِ لولاهم لما بَصرتْ
عيناكَ رسماً لمعلول ولا عِلل
أنوارُ قدسٍ براها الله من قدمٍ
قبلَ الأطايب من آبائها الأول
غرُّ المناقبِ فاقوا كلَّ ذي خَطرٍ
من النبيين في عِلم وفي عمل
هم مبدءُ الخلق والدنيا بأجمعها
وباسِطو العدل فينا آخر الدُول
هم أوضَحوا محكم الذكر الذي نَسَختْ
أحكامُه سائرَ الأديانِ والمِلل
هُم الأُلى بَذلوا لفي الله أنفسهم
وقوَّموا الدين من زَيغٍ ومن مَيل
هُم الأُلى بهم نارُ الخليل خَبتْ
ونورُ موسى تجلَّى في ذرى الجبل
زلَّت لآدم قدماً أيُّما قدمٍ
لكن عفا بهم الباري عن الزَلل
إن أُرسلتْ للورى من قبلهم رسلٌ
فهم لعمري منجى تلكم الرُسل
لنوره ضرب الباري بهم مثلاً
فهل ترى لهم في النّاس من مثل
فمن أرادَ إلى نهج الأُلى سُبلاً
فليقْفهم فهُمُ الهادون للسُّبل
كم جُرَّعوا غُصصاً في الله واحتملوا
ما ليسَ للملأ الأعلى بمُحتمل
كم زانهم طيبُ أخلاقِ بها عبقت
أريجُ أخلاقِ طاها سيِّد الرُسل
يرتاحُ في مدحهم قلبي وذكرهُمو
تُشفى به عللي تُطفى به غُللي
وحُبُّهم من قديم الدهر لي خلقٌ
والحبُّ ما كان حباً غير منتقل
ولا يزولُ ورب المشرقين هوىً
من وجده لم يزل في عالم الأزل
لا أختشي الدهرَ إمّا خانَ بي وأبي
حامي الجوار مجيرُ الخائفِ الوَجل
غضنْفَرٌ مُضَريٌ لا يُسامره
سوى المُهنَّد والخطيَّة الذُبل
يلقى الضُبا والعوالي باسماً طرباً
كأنّما وقعُها لحنٌ من الغزل
يجلو الخميسَ إذا أسودَ الفضاءُ به
بكل أبيضَ مصقولٍ الفرند جلي
فتبصرُ الشوسَ من رَهبٍ ومن هربٍ
ما بينَ مُنعفرٍ كابٍ ومنجدل
سلْ أرض صفّين كم روَّى روابيها
فيضُ الدِماء بحدِّ البيض والأسل
وليُّ باري الورى حقاً وخيرُ أبٍ
للمصطفينَ الهداةِ الأكرمينَ ولي
أعظم بمُنتخبٍ لله مُنتجَبٍ
في الله مُحتملٌ بالله مُحتفل
وخيرُ محتَسبٍ للحمدِ مُكتسبٍ
بالمجد مُتّزرٍ بالفضل مُشتمل
شاهدتَ لو شاهدتْ عيناكًَ طلعَته
بدراً بلا كلفٍ شمساً بلا طفل
تباهل المُصطفى الهادي به وبه
باهى الآلهُ فيا لله من رَجل
عمَّ العوالم ضوءٌ من سناه فقل
نارٌ على علمٍ نورٌ على قُلل
أقصى مُنانا ومنجانا وملجؤنا
في كل مُعضلةٍ أو حادثٍ جلل
مستمسكون بحبلٍ من ولايته
فيا لحبلٍ بجبلِ الله مُتصلِ
وسوف نروى بأكوابٍ مُعسجدةٍ
من عذب كوثرهِ علاً على نهل
كم شيَّدَ الدينَ حتَّى صانَه وقضى
مخضباً بدمٍ في الله مُبتذل
لم آلُ في نعته لكن معاجزهُ
تأبى الحدودَ فليسَ العجزُ من قلبي
صلَّى عليه إله العرش ما هدلت
ورقٌ على غُصنٍ للبانِ منهدل
مهدي الطالقاني
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: السبت 2014/06/14 10:05:17 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com