كلَّفتُ حَمْلَ تحيتي ريحَ الصَّبا | |
|
| فكأنني حمَّلتُها بعضَ الرُبى |
|
لا تَحمِلُ الريحُ الجبالَ ولَيتَني | |
|
| كلفتُها حَمْلي فإنّي كالهَبا |
|
بَعُدَ المزارُ فلا مزارَ وطالما | |
|
| جَدَّ البِعادُ إذا رَجَوتُ تَقَرُّبا |
|
دُونَ الأحبَّةِ بحرُ ماءٍ دُونَهُ | |
|
| للدمعِ بحرُ دمٍ أبَى أنْ يُركبا |
|
ولَقد مرَرتُ على الدِّيارِ فهاجَني | |
|
| نَظَرٌ أطَلْتُ لهُ الوُقوفَ تَعَجُّبا |
|
خاطَبتُها أرجو الجوابَ فإنها | |
|
| قد مازَجَتْ مُهَجَ الرِجالِ تصَبُّبا |
|
ما بالُ هذا الدَّهرِ دامَ على النَوى | |
|
| وعلى الوِصالِ عَهِدتُهُ مُتَقلِّبا |
|
هَيْهاتِ ما للِدهرِ عَهدٌ صادقٌ | |
|
| فَتراهُ يُخلِفُ كاذباً ومُكَذّبا |
|
غَلَبَ البلاءُ الصبرَ في غَزَواتهِ | |
|
| وقدِ استَجاشَ من الصَبابةِ مَوْكبا |
|
والصبرُ من هِممِ القلوبِ ولم يَدَعْ | |
|
| خَطْبُ النَّوى للصبرِ قلباً طَيِّبا |
|
قد أجمَدتْ نُوَبُ الزمانِ قريحتي | |
|
| كَمَداً وأنْستْني الكَلامَ المُعرَبا |
|
فنَسيتُ إنشاءَ الرسائل كاتباً | |
|
| ونَسيتُ أني كاتبٌ مُنذُ الصِّبا |
|
يا أيها الشُهُبُ التي قد أغرَبتْ | |
|
| عنا تُرَى هل تَلزَمينَ المغرِبا |
|
سيَّارةٌ لا تَثبُتينَ فما لنا | |
|
| مُذ غِبْتِ لم نرَ منك يوماً كوكبا |
|
لا بُدَّ من يومٍ يَجِدُّ لهُ بنا | |
|
| رأيٌ ولو لَعِبتْ بنا أيدي سَبَا |
|
هيهاتِ لم يَمُتِ الزَمانُ وإنما | |
|
| قد نامَ ثمَّ يَهُبُّ معقودَ الحُبَى |
|