يا بائعَ الصَّبرِ لا تُشفِقْ على الشَّاري | |
|
| فدِرهَمُ الصَّبرِ يَسوَى ألفَ دينارِ |
|
لا شيءَ كالصَّبرِ يَشفي جُرحَ صاحِبهِ | |
|
| ولا حَوَى مثلَهُ حانوتُ عَطَّارِ |
|
هذا الذي تُخمِدُ الأحزانَ جُرعتُهُ | |
|
| كبارِدِ الماءِ يُطفي حِدَّةَ النَّارِ |
|
ويَحفظُ القلبَ باقٍ في سلامتهِ | |
|
| حتى يُبَدَّلَ إعسارٌ بإيسارِ |
|
إن السَّلامةَ كَنزٌ كلُّ خردلةٍ | |
|
| منهُ تقُوَّمُ مِن مالٍ بقنطارِ |
|
والمالُ يُدعى صديقاً عند حاجتهِ | |
|
| وقد يكونُ عدُواً داخِلَ الدَّارِ |
|
يا مَن حَزِنتَ لفَقْدِ المالِ إنَّكَ قد | |
|
| خُلِقتَ عارٍ وما في ذاكَ من عارِ |
|
كما أتى أمسِ ذاكَ المالُ مُكتَسَباً | |
|
| يأتي غداً من بديعِ اللُّطفِ جَبَّارِ |
|
حوادثُ الدَّهرِ تجري في البلادِ على | |
|
| مَراتبِ النَّاسِ مقداراً بمقدارِ |
|
إن الرِّياحَ تُصيبُ النَّخلَ تَقصِفُهُ | |
|
| وليسَ تقصِفُ غُصنَ الشِّيحِ والغارِ |
|
إذا بقي منكَ أدنَى فضلةٍ صَغُرَت | |
|
| فإنَّها قِطعةٌ من طُورِ أطوارِ |
|
هَبْ أنكَ الشَّمسُ في الأفلاكِ طالعةً | |
|
| هل تسلمُ الشَّمسُ من كَسفٍ وأكدارِ |
|
والشَّمسُ في برجِها شمسٌ ولو كَسَفَت | |
|
| فلا يَحُطُّ عُلاها كسفُ أنوارِ |
|
للدَّهرِ يومٌ علينا لا يدومُ كما | |
|
| يومٌ لنا لم يَدُمْ في حكمهِ الجاري |
|
لا يلبَثُ الغصنُ عُرياناً بلا ثَمرٍ | |
|
| حتَّى تراهُ بأوراقٍ وأثمارِ |
|
سَيفتَحُ اللهُ باباً ليسَ تعرِفُهُ | |
|
| ومنهَجاً غيرَ ملحوظٍ بأبصارِ |
|
إذا قطعنا رجاءَ النَّفسِ مِن فَرَجٍ | |
|
| فإننا قد قطعنا رحمةَ الباري |
|