عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > موسى الطالقاني > هي الأيامُ كم صَرعت عَميداً

العراق

مشاهدة
512

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هي الأيامُ كم صَرعت عَميداً

هي الأيامُ كم صَرعت عَميداً
لوت صيدُ الزمان إليه جيدا
وكم أقوت حدودَ البيض قِرماً
يفلّ لدى الهَياج لها حدودا
وكم جمعت على ملكٍ رَزاياً
ففرقت العساكرَ والجنودا
إلى م إلى م تخدعُك الليالي
وُيوعدك الغُرور بها خُلودا
أعد نظراً الى الدنُيا فانيّ
أراك كمن فقدتَ بها فَقيدا
فرفقاً يا صُروفَ الدهر فينا
فكم أشمت ذا إحنٍ حسودا
وكم جردت ذا شَطبٍ صقيلاً
جرحتِ بحده منا الكبودا
إكظم يا صروف الدهر غَيظي
وألفي بعد كاظمها جَليدا
رميت اليوم سيَّد آل فهرٍ
ومن كانَ الملوك له عَبيدا
لقد شُقت قلوبُ بني لويٍ
غدة لِجسمه شَقوا اللحودا
وقد جَزتّ ذوائِبها عليه
بناتُ المجد إذ سكَن الصعيدا
بلى لولا الجواد أخو المعالي
لما ألفيتُ عن حزنٍ محيدا
لقد ملأ الفضا فخراً ومَجداً
كما مل الفَضا بذلاً وُجودا
فكفٌ تنعش الراجي وأخرى
يُروّع خوفَ بطشتها الأسودا
يحييّ الوفدَ حتى قد تَمنت
بحارُ الأرض تأتيه وفُودا
وإن نزلت بواديه عُفاةٌ
حباها بَعد طارفه التَليدا
وإن وثبت فوارسُها لحربٍ
أراها ما أشابَ به الوَليدا
أرق من الصَبا طبعاً ولكن
غداةَ الروع تَحسبه حَديدا
فسل شُهب الكواكب من معالٍ
بجمع شَتاتها أضحى فريدا
لقد طرقتَنا فاستشاطَ لها الدهرُ
وغيرُ غجيبٍ أن يضيقَ بها الصَدر
ومدت على الدنيا رواقَ مُصابها
فأظلم منها الجُّو والبُّر والبَحر
فذاك مُحيا الصبح أسودَ كالحٌ
ورأسي مبيضٌ ودمعي مُحمر
وغيضُ عباب الدمع والوجد كامنٌ
هل الوجدُ يجدي بعدما قُضي الأمر
أناخَت بأمصار العراق فَسعرت
لظاها وكادت أن تمور لها مصر
رزاياً بقلب الدين منها جُراحةٌ
وفي كَبد الاسلام يُدمي لها ظفر
لقد شمرت عن ساعِد البَغي وانثنت
تُسدد سَهماً قد بَراه لها الغَدر
ولم ترم إلا والجوادُ صَريعُها
فيا لك رزءٌ فيه ينقصم الظهر
وما صَرعت الا عميداً وأصيداً
يطأطأ هاما عن مفاخِره النِسر
فلله محمولٌ بأيدس عَهدتُها
تمد ليسرٍ منه إن راعَها العُسر
وتلكَ رقابُ الناس تُلوى لِنعشه
وأطواقُها من صُنع نائله الشكر
ترى نعَشه أم فُلك نوحٍ به سرى
أم الفلكَ الدوَار وهو به بدر
فيا ميتاً أحيى لي الوجَد والأسى
كما ماتَ لي عنهُ التَجلد والصَبر
لئن تمس في طي اللحُود فبعدما
لفضلكَ أضحى بين هذا الورى نَشر
وتلكَ رياضُ العلم بعدك صوَّحت
كأنك يا غيثَ الأنام لها قَطر
فللعلم عينٌ ملؤ أجفانها دمٌ
وللحلم قلبٌ حشوَ أحشائه جَمر
وهل تَشتكي العلياءُ بعدك ضَرها
وبالندب طه اليوم شد لها أزر
لئن كان شفعاً فيك قدماً بعلمه
فها هو فيه اليوم بينَ الورى وِتر
وذاك حسينٌ وهو أزكى بني العلى
وأعظمُ من يلقى القياد له الفَخر
أخو العلم وابنث العلم والزهد والتُقى
وقد صدق الاخبارَ في فضله الخبر
بني المجد عذراً إن تقاصرتُ في الثنا
عليكم ففي قلبي على حُبكم قصر
فاني رأيت النَظم نقصَ ذوي الحجى
ولي في مَلام الناس إن لُمتني عذر
تعرض قوم بالملام سَفاهةً
وقد طال فيما بيننا الكرُ والفر
لقد حسبوا إني سهوتُ عن العلى
وأصبحَ فني في زَمانهم الشعر
فحتى م تخفي شمسُ فضلي على الورى
كأني في أحشاء هذا الورى سِر
رضعتُ ثدايا العلم طفلاً وها أنا
كبيرٌ بفضلي ليس بي أبداً كبر
وفي شرقها والغرب مني مناقبٌ
كما قد أضاءت في السما أنجمٌ زهر
سل الدهر عن جَدي ومَجدي ووالدي
ففيهم ومنهم عَنهم لهم الفَخر
أعد نظراً وارجع وراءك إنني
سليلُ كرامٍ جاء في مدحها الذكر
وما أنا الا السيف في الغمد كامنٌ
وحدي ماضٍ لو يُجردني الدهر
وليس عجيباً إن ترَّفع ناقصٌ
ومثلي عن نَيل الاماني له سِتر
فأني رأيتُ البحرَ يرفع جيفةً
ولؤلؤه الموصوف مسَكنه القعر
وكم من دخانٍ يطلب الشُهب صاعداً
وفي ترب هذي الأرض قد سَكن الدّر
إليكم بين العَلياء مني خَريدةٌ
تحيرّ في أدنى محَاسِنها الفكر
بَدت في بيوت الشعر ثَكلى شِعارها
الأنينُ وبالاحزان جُز لها شَعر
وتلك عصا موسى الى الناس ألقيت
فقل لبني الانشاء قد بَطَل السحر
ومذ جّل رزئي بالجواد رَثيته
بلؤلؤ نظمس ليس يشبههُ الدر
تركت الجهات الست تنعي مؤرخاً
أرى الحورَ في رؤيا جوادٍ لها بُشر
موسى الطالقاني
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: الاثنين 2014/06/16 11:57:44 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com