عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > نسيب عريضة > صُوَرٌ تَلوحُ لخاطرِ المَعمودِ

سورية

مشاهدة
2138

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صُوَرٌ تَلوحُ لخاطرِ المَعمودِ

صُوَرٌ تَلوحُ لخاطرِ المَعمودِ
ما بينَ أرباضِ المُنى والبِيدِ
خَفَّاقةٌ فيها بُنودُ العِيدِ
بسَّامةٌ فيها ثُغورُ الغِيدِ
تَجلو رُؤى ماضي الهَوى المفقودِ
وَقفَ الفؤادُ أسيرَ بارِقِ نارِها
يَهفُو إلى ما لاحَ من أسرارِها
لِمَن الدِيارُ تَذوبُ من تَذكارِها
مِن بَعدِ طولِ نوىً وفَرطِ جُحودِ
يا مُوثَقاً من شَوقِهِ بقيودِ
يا قلبُ ما هذا الخُفوقُ وما ترى
في ما تَوهَّمَهُ الخَيالُ وصَوَّرا
تَبكي كأنَّك بعضُ أفئدةِ الوَرى
وظنَنت أنك صِرتَ صُلبَ العُودِ
أشَجَتك رُؤيا يا أخا الجُلمُودِ
رُفِعت لطَرفِك من مكانٍ قاصِ
تختالُ بين حَدائقٍ وعِراصِ
أعَرَفتَ يا قلبي عَروسَ العاصي
مَحبي أمانينا ومَحيا الجُودِ
وَنعيمَ راضٍ بالوُجودِ سعيدِ
أعَرَفتَها تلكَ الرُبوعَ العالية
ما بين لبنانٍ وبينَ البادية
الذكرَياتُ وقد بَرَزنَ عَلانِية
نادَينَ عنكَ بحَسرةِ المَطرودِ
يا حِمصُ يا بَلدي وأرضَ جدودي
جَثَمَت بكَلكَلِها على دَربِ الأمَم
جَبَّارةً من طَبعِها رَعيُ الذِمَم
بَلَدُ الهُدى أحجارُها سُودٌ نَعَم
لِلّه دَرُّ سَوادِكِ المَعبودِ
يا حِمصُ يا أمَّ الحجارِ السُودِ
أنسيمُ وَعرِك ما سَمِعتُ مهَينما
أم رُوحُ ديكِ الجِنِّ من خَلفِ الحِمى
أم شيخُنا الجُنديُّ حَنَّ ورَنَّما
مُتَغَزِّلاً بِمَعاطِفٍ وقُدودِ
بَيضاءَ في ظِلِّ الحِجار السودِ
ماذا يُكابدُ في النَوى ويُقاسي
صبّ يَحِنُّ إلى حِمى المِيماسِ
والى الدُوَيرِ إلى رُبوعِ الكاسِ
وكِناسِها وغَزالها الأملودِ
وإلى مَغاني نَعمةٍ وسُعودِ
حِمصُ العَديَّةُ كُلُّنا يَهواكِ
يا كَعبةَ الأبطالِ إِنَّ ثَراكِ
غِمدٌ لسيفِ اللَه في مَثواكِ
ولكَم لنا من خَشعةٍ وسُجودِ
في هَيكلِ النَجوى ومن تَمجِيدِ
يا جارةَ العاصي لدَيكِ السُؤدُدُ
لبنانُ دونَكِ ساجدٌ مُتعبِّدُ
هو عاشقٌ من دَمِهِ لكِ مَورِدُ
وارَحمَتا لِمُتَيَّمٍ مَصفودِ
يَسقِي الهوى من قلبه الجُلمودِ
عاصِيك كَوثَرُنا لنا في وِردِهِ
طَعمُ الخُلودِ ونَكهةٌ من شَهدِه
هيهاتِ يوماً نَرتوي في بَعدِهِ
وَنَبُلُّ حُرقةَ أضلُعٍ وكبودِ
إلا بسَلسَلِ مائِهِ المَفقود
حادي العِطاشِ إلى مَواردِ ماءِ
نفسي لقد ظَمِئَت فأينَ رَوائي
عَلَّلتُها بعدَ النَوى بلِقاءِ
والدَهرُ يأبى أن أفِي بعُهودي
أوَ لم يَئِن أن تَستقِرَّ جُهودي
يا دهرُ قد طالَ البُعادُ عن الوطن
هل عَودةٌ تُرجى وقد فات الظَعَن
عُد بي إلى حِمصٍ ولو حَشوَ الكَفَن
واهتِف أتيتُ بعاثِرٍ مَردودِ
واجعَل ضريحي من حِجارٍ سُودِ
يا جارَة العاصي اليك قد انتهى
امَلي وانتِ المُبتَغى والمُشتَهى
قلبي يَرى فيك المَحاسِنَ كلَّها
وعلى هَواكِ يَدِينُ بالتَوحيدِ
يا حِمصُ يا أُمَّ الحِجارِ السُودِ
نسيب عريضة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/06/18 01:07:49 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com