تبسَّمَ الزهرُ في بستانهِ النَّضِرِ | |
|
| لمَّا سقتهُ الغوادي باردَ المَطَرِ |
|
وصفَّقَ النهرُ يجري في جوانبهِ | |
|
| فغرَّدَ لطيرُ يحكي نغمةَ الوترِ |
|
وقامَ يرقصُ فيهِ الدَوحُ من طربٍ | |
|
| وقد ثنت معطفَيهِ نسمةُ السَحرِ |
|
فقام يشدو نديمُ الكاسِ مبتهجاً | |
|
| بذكرِ مَن وصفهُ من الطفِ السَمَرِ |
|
هُوَ الكريمُ الذي في الشرقِ مسكنُهُ | |
|
| وذكرُهُ سائرٌ كالعنبرِ العطرِ |
|
فرعٌ نشا من كرامٍ في الأنامِ سَمَوا | |
|
| قدراً فما تركوا فخراً لمفتخرِ |
|
وَهوَ الذي في ذِرَى الأفلاكِ رتبته | |
|
| وليس بدعٌ فهذه رتبةُ القمرِ |
|
جادت لهُ الدولةُ الغرَّآءُ مرسلةً | |
|
| وظيفةً حُسِبَت من أجمل الغُرَرِ |
|
كانت لهُ شرفاً وافَى على شرفٍ | |
|
| كالغصنِ زِيدَ عليهِ يانعُ الثمرِ |
|
تناوَلَ المجدَ عن أَجدادِهِ فغدا | |
|
| يتيهُ في شرفٍ سامٍ على البشرِ |
|
كلُّ الفضائل في أخلاقهِ اجتمعت | |
|
| مثلَ اجتماعِ الثريَّا غيرَ منتثرِ |
|
إذا تبدَّى يريك البدرَ مكتملاً | |
|
| وإن تكلَّمَ تجني أَفضلَ الدُّرَرِ |
|
فلا يزالُ قريرَ العينِ ملتحفاً | |
|
| ثوبَ السعادةِ والإقبالِ والظفرِ |
|
ومتَّعَ الله في مرآهُ والدةً | |
|
| فريدةً في نسآءِ البدوِ والحضَرِ |
|
حتَّى ترى لأبيهِ عندها خلفاً | |
|
| كأَنَّهُ غائبٌ قد عادَ من سفرِ |
|