هو الفتحُ أعيا وصفُهُ النظمَ والنثرا | |
|
| وعمَّت جميعَ المسلمينَ به البُشرى |
|
وأنجدَ في الدنيا وغارَ حديثُهُ | |
|
| فراقَت بهِ حُسناً وطابَت بهِ نَشرا |
|
تميَّزَ بالأحجالِ والغُرَرِ التي | |
|
| أقَلُّ سناها يَبهُرُ الشمسَ والبَدرا |
|
لقد أوردَ الأذفنشُ شيعتَهُ الردى | |
|
| وساقَهُم جهلاً إلى البطشة الكُبرى |
|
حكى فِعلَ إبليسٍ بأصحابهِ الأُلى | |
|
| تبرأ منهم حينَ أوردهُم بَدرا |
|
أطارَتهُ شدَّاتٌ تولى أمامها | |
|
| شريداً وأنسته التعاظُمَ والكِبرا |
|
رأى الموتَ للأبطالِ حوليهِ ينتقي | |
|
| فطارَ إلى أقصى مصارِعِه ذُعراً |
|
وقد أوردته الموتَ طعنةُ ثائرٍ | |
|
| وإن لم يفارِق من شقاوتِهِ العُمرا |
|
ولم يبقَ من أفنى الزمانُ حُماتَهُ | |
|
| وجرَّعَه من فقد أنصارِهِ صبرا |
|
ألوفٌ غدت مأهولةً بهمِ الفَلا | |
|
| وأمست خلاءً منهُمُ دُورُهُم قَفرا |
|
ودارَت رحى الهيجا عليهم فأصبحوا | |
|
| هشيماً طحيناً في مَهبِّ الصبا مُذرى |
|
يطيرُ بأشلاءٍ لهُم كلُّ قشعمٍ | |
|
| فما شِئتَ من نسرٍ غدا بطنُهُ قَبرا |
|
فكيف رأى المُغترُّ عقبى اغترارِهِ | |
|
| وكيف رأى الغدارُ في غيهِ الغدرا |
|
وكان يرى أقطارَ أندلُسٍ لَهُ | |
|
| متى يرمِ لم يخطئ بأسهمِهِ قُطرا |
|
فَسلاه يومُ الأربعاءِ عن المُنى | |
|
| فما يرتجي ممَّا تملكَهُ شبرا |
|
إذا عزلتهُ الرومُ كانت نجاتَهُ | |
|
| وقد أحرقت جمرُ المنايا بهِ غَدرا |
|
فتعساً له ما دامَ حياً ولالعاً | |
|
| وكسراً له ما دام حياً ولا جبرا |
|
وسهلتِ المرقى إليه صوارِمٌ | |
|
| كثيرٌ بها القتلى قليلٌ بها الأسرى |
|
وأثمرَه الصبرُ الذي لم تزل بهِ | |
|
| حُماةُ الهدى والدينِ تستنزلُ النصرا |
|
وأسلمَ مما أثلثهُ جُدودهُ | |
|
| نجومَ قِلاعٍ تزحَمُ الأنجمَ الزُّهرا |
|
من النيراتِ الزهرِ ضوءاً ورفعَةً | |
|
| وإن لم يسموها سماكاً ولا نسرا |
|
تعوذَ بالركضِ الحثيثِ من الردى | |
|
| فلو سابقَ الأرواحَ غادرها حسرى |
|
وما صبرُ من أفنى الزمانُ حماتهُ | |
|
| وجرعَهُ من فقدِ أنصارِهِ صبرا |
|
حكت أخت صخرٍ في الرزايا نساؤُهُم | |
|
| كما قد حكى أبطالهم في الردى صخرا |
|
تضحضح في وقتٍ من الدهرِ بحرُهُ | |
|
| وقد ضاقتِ الآفاقُ من فيضِهِ دهرا |
|
معزُّ الهدى معلبه حامي ذماره | |
|
| يُجيرُ على أعدائِهِ البرَّ والبحرا |
|
معانٌ بأمدادِ الملائكِ منزلٌ | |
|
| من المعقلِ الأسمى مناوِئه قسرا |
|
رأى السبلَ شتى فاتقاها تورعاً | |
|
| وسار على المثلى فيسرَ لليُسرى |
|
ومن قامَ للإسلامِ مثلَ مقامِهِ | |
|
| يَكُن شُكرُهُ فرضاً وأمداحهُ ذِكرا |
|
تحلى بصدقِ السرِّ والجهرِ شيمَةً | |
|
| حباهُ بها من يعلمُ السرَّ والجهرا |
|
له عسكرُ مجرٌ من الصبرِ والتقى | |
|
| يردُّ على أعقابِهِ العسكرَ المجرا |
|
أغاث به اللَه البلادَ وأهلها | |
|
| وصيَّرَ غايات الفتوحِ له ذخرا |
|
يقصرُ فيهِ كُل مثنٍ وإن غلا | |
|
| وأجرى إلى أقصى نهايته الفِكرا |
|
بيُمنِ الإمامِ الصالحِ المُصلح الرِّضا | |
|
| نضى سيفَهُ الإسلامُ فاستأصَلَ الكُفرا |
|
فلا زالَ بالنصرِ الإلهيِّ يقتضي | |
|
| بشائِرَ تحصي قبلِ إحصائها القطرا |
|