اِجعَل رِثاءَكَ لِلرِجالِ جَزاءَ | |
|
| وَاِبعَثهُ لِلوَطَنِ الحَزينِ عَزاءَ |
|
إِنَّ الدِيارَ تُريقُ ماءَ شُؤونِها | |
|
| كَالأُمَّهاتِ وَتَندُبُ الأَبناءَ |
|
ثُكلُ الرِجالِ مِنَ البَنينِ وَإِنَّما | |
|
| ثُكلُ المَمالِكِ فَقدُها العُلَماءَ |
|
يَجزَعنَ لِلعَلَمِ الكَبيرِ إِذا هَوى | |
|
| جَزَعَ الكَتائِبِ قَد فَقَدنَ لِواءَ |
|
عَلَمُ الشَريعَةِ أَدرَكَتهُ شَريعَةٌ | |
|
| لِلمَوتِ يَنظِمُ حُكمُها الأَحياءَ |
|
عانى قَضاءَ الأَرضِ عِلمَ مُحَصِّلٍ | |
|
| وَاَليَومَ عالَجَ لِلسَماءِ قَضاءَ |
|
وَمَضى وَفيهِ مِنَ الشَبابِ بَقِيَّةٌ | |
|
| لِلنَفعِ أَرجى ما تَكونُ بَقاءَ |
|
إِنَّ الشَبابَ يُحَبُّ جَمّاً حافِلاً | |
|
| وَتُحَبُّ أَيّامُ الشَبابِ مِلاءَ |
|
بِالأَمسِ كانَت لِاِبنِ هَيفٍ غَضبَةٌ | |
|
| لِلحَقِّ نَذكُرُها يَداً بيضاءَ |
|
مَشَتِ البِلادُ إِلى رِسالَةِ مِلنَرٍ | |
|
| وَتَحَفَّزَت أَرضاً لَها وَسَماءَ |
|
فَلَمَحتُ أَعرَجَ في زَوايا الحَقِّ لَم | |
|
| أَعلَم عَلَيهِ ذِمَّةً عَرجاءَ |
|
اِرتَدَّتِ العاهاتُ عَن أَخلاقِهِ | |
|
| لِسُمُوِّهِنَّ وَحَلَّتِ الأَعضاءَ |
|
عَطَفَتهُ عَطفَ القَوسِ يَومَ رِمايَةٍ | |
|
| وَثَنَتهُ كَالماضي فَزادَ مَضاءَ |
|
لَمّا رَأى التَقريرَ يَنفُثُ سُمَّهُ | |
|
| سَبَقَ الحُواةَ فَأَخرَجَ الرَقطاءَ |
|
هَتَكَ الحِمايَةَ وَالرِجالَ وَراءَها | |
|
| يَتَلَمَّسونَ لَها السُتورَ رِياءَ |
|
ما قَبَّحوا بِالصُبحِ مِن أَشباحِها | |
|
| راحوا إِلَيكَ فَحَسَّنوهُ مَساءَ |
|
يا قَيِّمَ الدارِ الَّتي قَد أَخرَجَت | |
|
| لِلمُدلِجينَ مَنارَةً زَهراءَ |
|
وَتَرى لَدَيها الوارِدينَ فَلا تَرى | |
|
| إِلّا ظِماءً يَنزِلونَ رَواءَ |
|
وَتُجالِسُ العُلَماءَ في حُجُراتِها | |
|
| وَتُسامِرُ الحُكَماءَ وَالشُعَراءَ |
|
تَكفيكَ شَيطانَ الفَراغِ وَتَعتَني | |
|
| بِالجاهِلينَ تَرُدُّهُم عُقَلاءَ |
|
دارُ الذَخائِرِ كُنتَ أَكمَلَ كُتبِها | |
|
| مَجموعَةٌ وَأَتَمَّها أَجزاءَ |
|
لَمّا خَلَت مِن كِنزِ عِلمِكَ أَصبَحَت | |
|
| مِن كُلِّ أَعلاقِ الكُنوزِ خَلاءَ |
|
هَزَّ الشَبابُ إِلى رَثائِكَ خاطِري | |
|
| فَوَجَدتَ فِيَّ وَفي الشَبابِ وَفاءَ |
|
عَبدَ الحَميدِ أَلا أُسِرُّكَ حادِثاً | |
|
| يَكسو عِظامَكَ في البِلى السَرّاءَ |
|
قُم مِن صُفوفِ الحَقِّ تلقَ كَتيبَةً | |
|
| مَلمومَةً وَتَرَ الصُفوفَ سَواءَ |
|
وَتَرَ الكِنانَةِ شيبَها وَشَبابَها | |
|
| دونَ القَضِيَةِ عُرضَةً وَفِداءَ |
|
جَمَعَ السَلامُ الصُحفَ مِن غاراتِها | |
|
| وَتَأَلَّفَ الأَحزابَ وَالزُعَماءَ |
|
في كُلِّ وُجدانٍ وَكُلِّ سَريرَةٍ | |
|
| خَلَفَ الوِدادُ الحِقدَ وَالبَغضاءَ |
|
وَغَدا إِلى دينِ العَشيرَةِ يَنتَهي | |
|
| مَن خالَفَ الأَعمامَ وَالآباءَ |
|
لا يَحجِبونَ عَلى تجَنّيهِم وَلا | |
|
| يَجِدونَ إِلّا الصَفحَ وَالإِغضاءَ |
|
وَالأَهلُ لا أَهلاً بِحَبلِ وَلائِهِم | |
|
| حَتّى تَراهُم بَينَهُم رُحَماءُ |
|
كَذَبَ المُريبُ يَقولُ بَعدَ غَدٍ لَنا | |
|
| خُلفٌ يُعيدُ وَيُبدِئُ الشَحناءَ |
|
قَلبي يُحَدِّثُني وَلَيسَ بِخائِني | |
|
| إِنَّ العُقولَ سَتَقهَرُ الأَهواءَ |
|
يا سَعدُ قَد جَرَتِ الأُمورُ لِغايَةٍ | |
|
| اللَهُ هَيَّأَها لَنا ما شاءَ |
|
سُبحانَهُ جَمَعَ القُلوبَ مِنَ الهَوى | |
|
| شَتّى وَقَوّى حَولَهُ الضُعَفاءَ |
|
الفُلكُ بَعدَ العُسرِ يُسِّرَ أَمرُها | |
|
| وَاِستَقبَلَت ريحَ الأُمورِ رُخاءَ |
|
وَتَأَهَّبَت بِكَ تَستَعِدُّ لِزاخِرٍ | |
|
| تَطَأُ العَواصِفَ فيهِ وَالأَنواءَ |
|
رَجَعَت بِراكِبِها إِلى رُبّانِها | |
|
| تُلقي الرَجاءَ عَلَيهِ وَالأَعباءَ |
|
فَاِشدُد بِأَربابِ النُهى سُكّانَها | |
|
| وَاِجعَل مِلاكَ شِراعِها الأَكفاءَ |
|
مَن ذا الَّذي يَختارُ أَهلَ الفَضلِ أَو | |
|
| يَزِنُ الرِجالَ إِذا اِختِيارُكَ ناءَ |
|
أَخرِج لِأَبناءِ الحَضارَةِ مَجلِساً | |
|
| يُبقي عَلى اِسمِكَ في العُصورِ ثَناءَ |
|