لَقَد لَبّى زَعيمُكُمُ النِداءَ | |
|
| عَزاءً أَهلَ دِمياطٍ عَزاءَ |
|
وَإِن كانَ المُعَزّي وَالمُعَزّى | |
|
| وَكُلُّ الناسِ في البَلوى سَواءَ |
|
فُجِعنا كُلُّنا بِعَلائِلِيٍّ | |
|
| كَرُكنِ النَجمِ أَو أَسنى عَلاءَ |
|
أَرَقُّ شَبابِ دِمياطٍ عَلَيها | |
|
| وَأَنشَطُهُم لِحاجَتِها قَضاءَ |
|
وَخَيرُ بُيوتِها كَرَماً وَتَقوى | |
|
| وَأَصلاً في السِيادَةِ وَاِنتِهاءَ |
|
فَتىً كَالرُمحِ عالِيَةً رُعوداً | |
|
| وَكَالصَمصامِ إِفرِنداً وَماءَ |
|
وَأَعطى المالَ وَالهِمَمَ العَوالي | |
|
| وَلَم يُعطِ الكَرامَةَ وَالإِباءَ |
|
شَبابٌ ضارَعَ الرَيحانَ طيباً | |
|
| وَنازَعَهُ البَشاشَةَ وَالبَهاءَ |
|
وَجُندِيُّ القَضِيَةِ مُنذُ قامَت | |
|
| تَعَلَّمَ تَحتَ رايَتِها اللِقاءَ |
|
وَرُوِّعَ شَيخُها العالي بِيَومٍ | |
|
| فَكانَ بِمَنكِبَيهِ لَهُ وِقاءَ |
|
سَعى لِضَميرِهِ وَلَوَجهِ مِصرٍ | |
|
| وَلَم يَتَوَلَّ يَنتَظِرُ الجَزاءَ |
|
وَنَعشٍ كَالغَمامِ يَرِفُّ ظِلّاً | |
|
| إِذا ذَهَبَ الزِحامُ بِهِ وَجاءَ |
|
وَلَم تَقَعِ العُيونُ عَلَيهِ إِلّا | |
|
| أَثارَ الحُزنَ أَو بَعَثَ البُكاءَ |
|
عَجِبنا كَيفَ لَم يَخضَرَّ عوداً | |
|
| وَقَد حَمَلَ المُروءَةَ والرُفاءَ |
|
مَشَت دِمياطُ فَاِلتَفَّت عَلَيهِ | |
|
| تُنازِعُهُ الذَخيرَةَ وَالرَجاءَ |
|
بَني دِمياطَ ما شَيءٌ بِباقٍ | |
|
| سِوى الفَردِ الَّذي اِحتَكَرَ البَقاءَ |
|
تَعالى اللَهُ لا يَبقى سِواهُ | |
|
| إِذا وَرَدَت بِرِيَّتَهُ الفَناءَ |
|
وَأَنتُم أَهلُ إيمانٍ وَتَقوى | |
|
| فَهَل تَلقَونَ بِالعَتبِ القَضاءَ |
|
مَلَأتُم مِن بُيوتِ اللَهِ أَرضاً | |
|
| وَمِن داعي البُكورِ لَها سَماءَ |
|
وَلا تَستَقبِلونَ الفَجرَ إِلّا | |
|
| عَلى قَدَمِ الصَلاةِ إِذا أَضاءَ |
|
وَتَرتَقِبونَ مَطلَعَهُ صِغاراً | |
|
| وَتَستَبِقونَ غُرَّتَهُ نِساءَ |
|
وَكَم مِن مَوقِفٍ ماضٍ وَقَفتُم | |
|
| فَكُنتُم فيهِ لِلوَطَنِ الفِداءَ |
|
دَفَعتُم غارَةً شَعواءَ عَنهُ | |
|
| وَذُدتُم عَن حَواضِرِهِ البَلاءَ |
|
أَخي عَبدَ الحَليمِ وَلَستُ أَدري | |
|
| أَأَدعو الصِهرَ أَم أَدعو الإِخاءَ |
|
وَكَم صَحَّ الوِدادُ فَكانَ صِهراً | |
|
| وَكانَ كَأَقرَبِ القُربى صَفاءَ |
|
عَجيبٌ تَركُكَ الدُنيا سَقيماً | |
|
| وَكُنتَ النَحلَ تَملَؤُها شِفاءَ |
|
وَكُنّا حينَ يُعضِلُ كُلُّ داءٍ | |
|
| نَجيءُ إِلَيكَ نَجعَلُكَ الدَواءَ |
|
مَضَت بِكَ آلَةٌ حَدباءُ كانَت | |
|
| عَلى الزَمَنِ المَطِيَّةَ وَالوِطاءَ |
|
وَسارَت خَلفَكَ الأَحزابُ صَفّاً | |
|
| وَسِرتَ فَكُنتَ في الصَفِّ اللِواءَ |
|
تُوَلِّفُ بَينَهُم مَيتاً وَتَبني | |
|
| كَعَهدِكَ في الحَياةِ لَهُم وَلاءَ |
|