إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كَثِيرُونَ هُم فِي بِلادِيَ |
لا يَأْبَهُونَ |
بِأَمرِ السِّيَاسَةْ . |
ولا مَا يَدُورُ بِأَروِقَةِ الحُكمِ |
أو فِي الكَوَالِيسِ |
أو مَن يَزُورُ قُصُورَ الرِّئَاسَةْ . |
ولا كَانَ يَشغَلُهُم |
مَا تَفَتَّقَ عَنهُ كَلامُ الوَزِيرِ الفُلانِيِّ |
عَن خُطَّةٍ لَم تَزَلْ فِي المَكَاتِبِ |
قَيدَ الدِّرَاسَةْ . |
ولا أَنْ يُغيَّرَ هَذَا المُدِيرُ العَبُوسُ |
بِآخَرَ |
يَبدُو بَشُوشاً |
ويَعرِفُ كَيفَ تَكُونُ الَّلبَاقَةُ، |
كَيفَ تَكُونُ الكَيَاسَةْ . |
ولا يَعرِفُونَ عَنِ النُّخَبِ المُستَفِزَّةِ شَيْئاً |
سِوَى أَنَّهُم كَالتَّمَاثِيلِ فِي قَنَوَاتِ الضَّجِيجِ |
أَمَامَ مُذِيعٍ سَخِيفٍ |
يَعِيثُ بِأُمِّ الُّلغَاتِ فَسَاداً |
فَيَرفَعُ مَفعُولَهَا، |
أَو يُجَرجِرُ فَاعِلَهَا فِي التُّرَابْ . |
ويَفرِضُ رَأياً |
يَرَاهُ صَوَابَ الصَّوَابْ . |
ويَحسَبُ أَنَّ لَدَيْهِ الفَرَاسَةْ. |
وأَكثَرُ مَن فِي بِلادِيَ |
لا يَعرِفُونَ طَرِيقَ البُنُوكِ |
ولا بُورصَةُ النَّقدِ تَعنِي لَهُم أَيَّ شَيءٍ |
فَهُم أَبعدُ النَّاسِ عَنهَا |
وعَن أَسهُمٍ مَرَّةً فِي اْرتِفَاعٍ |
وأُخرَى .. كَحَالَتِهِم .. فِي هُبُوطٍ |
ولا يَعرِفُونَ طَرِيقاً |
إِلَى أَيِّ مُنتَجَعٍ سَاحِلِيٍّ شَمَالِ البِلادِ |
عَلَى بَابِهِ الضَّخمِ يَستَعرِضُ البُودِي جَاردُ |
كِلابَ الحِرَاسَةْ . |
ولا يَعرِفُونَ مَرَاقِصَ |
يَقضِي بِهَا المَاجِنُونَ الَّليَالِيْ . |
عَلى وَقعِ خُلخَالِ رَاقِصَةٍ |
يَنثُرُونَ عَلَى خَصرِهَا الَّلولَبِيِّ اللَّآلِيْ . |
لِكَي مَا تَحِنُّ العَرُوبُ عَلَيهِم |
بِلَيْلَةِ أُنسٍ |
تُدَارُ بِهَا الكَأْسُ |
تُلقِي بِهِم خَامِدِينَ مِنَ السُّكْرِ و المُوبِقَاتِ |
بِدَربِ التَّعَاسَةْ . |
وأَكثَرُ مَن فِي بِلادِيَ |
لا يَطمَحُونَ بِقَصرٍ مَشِيدٍ |
ولَكِنْ بِبَيتٍ |
يَلُمُّ شَتَاتَ العِيَالِ بِكُلِّ الإِشَارَاتِ |
أَو فِي الشَّوَارِعِ |
أو فِي المَقَابِرِ |
أو حَاوِيَاتِ الكُنَاسَةْ . |
وكُلُّ الَّذِينَ جَرَى فِي عُرُوقِهِمُ النِّيلُ حُرَّاً أَبِيّاً |
وهُم يَستَقِلُّونَ أَقدَامَهُمْ لِلحُقُولِ، |
ويَمشُونَ فِي شَمَمٍ لِلمَصَانِعِ |
مِن أَجلِ لُقَمَةِ عَيْشٍ تُقِيمُ الحَيَاةَ |
هُمُ الفُقَرَاءُ |
هُمُ البُسَطَاءُ |
هُمُ الحًالِمُونَ بِأَمنٍ |
ورَايَةِ عَدلٍ تُرَفرِفُ فَوقَ الرُّؤُوسِ |
هُمُ الآمِلُونَ بِأَلَّا تُبَاعَ أَمَانِيُّهُمْ بَعدَ يُونْيُو |
بِسُوقِ النِّخَاسَةْ . |
فَهَلْ يَحمِلُ الغَدُ أَحلَامَهُمْ للِّسَمَاءْ؟! |
م |