عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي محمود طه > موكب الوداع

مصر

مشاهدة
1012

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

موكب الوداع

هذا الرّحيق فأين كأس الشّاعر؟
قد أوحش الأحباب ليل السّامر؟
لم يا حياة وقد أحلّك قلبه
لم تؤثريه هوى المحبّ الشّاكر!
أخليت منه يديك حين حلاهما
من ذلك الأدب الرّفيه الباهر
لو عاش زادك من غرائب فنّه
ما لا يشبّه حسنه بنظائر
وظفرت من تمثيله وغنائه
بأدقّ مثّال وأرخم طائر
أمل محا المقدار طيف خياله
و تخطّفته يد الزّمان الجائر
واصار فرحتنا بمقبل يومه
مأساة ميت في الشّباب الباكر
متوسّدا شوك الطّريق، ملثّما
بجراحه مثل الشّهيد الطّاهر
ردّوا المراثي يا رفاق شبابه
لن تطفئوا بالدمع لوعة ذاكر
هذا فتى نظم الشّباب وصاغه
و حيا تحد من أرقّ مشاعر
جعل الثّلاثين القصار مدى له
و الخلد غاية عمره المتقاصر
غنّوه بالشّعر الذي صدحت به
أشواقه لحن الحبيب الزّائر
غنوه بالشّعر الذي خفقت به
أنفاسه لحن الحبيب الهاجر
تلك القوافي الشّاردات حشاشة
ذابت على وتر المغنّي السّاحر
فتسمّعوا أصداءها في موكب
للموت محتشد الفواجع زاخر
مشت الطّبيعة فيه بين جداول
خرس وأدواح هناك حواسر
ولو استطاعت نضّدت أوراقها
كفنا له والنّعش غضّ ازاهر
ودعت سواجع طيرها فتألّقت
أمما تخفّ إلى وداع الشّاعر
يا ابن الخيال تساءلت عنك الذّرى
و الشّهب بين خوافق وزواهر
وشواطئ محجوبة شارفتها
فوق العواصف والخضمّ الهادر
أيرى جناحك في السّماء كعهده
متوحشا فلق الصّباح السّاغر
أيرى شراعك في العباب كعهده
متقلّدا حلق السّحاب الماطر
هدأ الصّراع وكفّ عن غمراته
من عاش في الدّنيا بروح مغمامر
وطوى البلى إلاّ قصيدة شاعر
أبقى من المثل الشّرود السّائر
شعر تمثّل كلّ حسّ مرهف
لا رصف ألفاظ ورصّ خواطر
ودمى مفضّحة الطّلاء كأنّها
خشب المسارح موّهت بستائر
من صنع نظّامين خهد خيالهم
مسح الزّجاج من الغبار الثائر
متخلفين عن الزّمان كأنّهم
أشباح كهف أو ظلال مساحر
يا قوم إنّ الشّعر روحانية
و ذكاء قلب في توقّد خاطر
نظر الضّرير به فأدرك فوق
ما لمست يد الآيس وعين النّاظر
متعرّفا صور الخلائق سابرا
أعماق أرواح وغور سرائر
هذي عروس الزّنج ليلته التي
أومت بكفّ حلّيت بأساور
والنّجم أشواق، فمهجة عاشق
و ذراع معتنق ووجنة عاصر
ألشّعر موسيقى الحياة موقّعا
متدفقّامن كلّ عرق فائر
عشاق بابل لو سقوا برحيقه
لم يذكروها بالرّحيق السّاكر
وتنصّتت أقداحهم لمغرد
مرح يصفّق بالبيان السّاحر
أو كان كلّم برجها بلسانه
و القوم شتّى ألسن وحناجر
لم نشك من عوج اللّسان ووحّدت
لهجات هذا العالم المتنافر!
علي محمود طه
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الاثنين 2007/03/12 07:16:49 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com