عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي محمود طه > بين الشرق والغرب

مصر

مشاهدة
938

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بين الشرق والغرب

مسراك نور وأنسام وأنداؤ
فاخفق شراعي، وطر، يصدح لك الماء
يا أيها القلق الحيران كم أمل
تشدو به موجة في بحر العذراء
يحدوك بالنّغم السّكران أرغنها
في مسبح ماؤه زهر وصهباء
أما ترى البحر يبدو في مفاتنه
لكلّ جبّ جديد فيه أجواء؟
وفجره صائد طارت بمهجته
حوريّة في فجاج اليمّ شقراء؟
وليله مرقص تغشاه غانية
في مطرف أسود وشّاه لألاء؟
شتّى مواكب من روح وآلهة
لها التّفات إلى الماضي وإصغاء
تهرّها بقديم الشّوق أشرعة
مرنّحات تغنّهن أنواء
يقودهنّ على الأمواج في مرح
ملاخ واد له بالتّيه إغراء
ما بين عينيه سال البرق مبتسما
و استضخكت قلبه مزن وهوجاء
زوته عنها السّنون السّبع واختلفت
عليه من بعدها نعمى وبأساء
مغرّبا في ديار من عشيرته
بها الأحبّة حسّاد وأعداء
وقيل كفّته عن دنيا شوارده
بيضاء من شعرات الرّأس غرّاء
لا يا غرامي، وهذا الفنّ ملء دمي
بالنّار والصّبوات الحمر مشّاء
ما أفلتت من يدي غيداء عاصية
إلا وعادت إليها وهي سمحاء
وذاك شاطئنا المسحور تزحمه
من ذكرياتك أطياف وأصداء
على الصّخور الحواني من مشارفه
ربّات وحي، وأشواق، وأهواء
أقمن منتظرات، ما شكون ضنى
و قد تعاقب إصباح وإمساء
حتّى رأتني على بعد مطوّقة
مجروحة الصّوت، ولهى اللّحن، سجواء
همّت تغنّي فكانت نبأة وصدى
صحت لوقعهما دوح وأفياء:
عرائس الشّعر قد عاد الحبيب وفي
عينيه سهد وتعذيب وإضناء
آب المغامر من دنيا متاعبه
أما له راحة منها وإغفاء؟
دعيه يحلم بأنّ البحر في دعة
و الرّيح ناعمة، والأرض قمراء
وانها في ظلال السّلم نائمة
و أنّها جنّة للحبّ غنّاء
وقرّبي كأسه واصغي لمزهره
يسمعك أشجى نشيد زفّه الماء
***
وقيل لبنان سحر الشرق، فاندفعت
سفينة وهفت بالشّوق دأماء
أوحى له الشّرق أنّا من أحبّته
و أنّنا في الهوى أهل أودّاء
فقرّبتنا وشفّت عن بشاشته
به قرى كربوع الخلد شجراء
في كلّ منحدر منها ومرتفع
مسحورة النّبع، ريّا النّبت، جلواء
فعلّقت بمغانيه نواظرنا
و قبّلت نسمات الأرز حوباء
واستقبلتنا الطّيور في مناقرها
شدو، وزيتونة للشّرق خضراء
ترقّص الموج إذا مسّته أجنحها
كقلب آدم إذ مسّته حواء
في ساحل من خرافات وأخيلة
بهنّ لبنان روّاح وغدّاء
لاحت على سفحه بيروت فاتنة
صبيّة وهي مثل الدّهر شمطاء
توسّدت صخرة الآباد والتفتت
ترعى سفائن من راحوا ومن جاؤوا
أتلك بيروت؟ أم بابل صور
معلقات، لها بالسّحر إيحاء!
شغل العباقرة الشادين من قدم
مجددين لهم في المجد أسماء
وأومأت بالهوى عاليّ فاعتنقت
من حولنا ثمّ أظلال وأضواء
قامت تنسّق من ماء ومن شجر
فكلّ ناحية زهر وأجناء
كأنّما نبّئت من عشتروت لقا
فازيّنت فهي سيقان وأثداء
تقول: يا ربّة الحسن انظري وصفي
: أفوق واديك مثلى اليوم حسناء؟
عاليّ، رفقا بأبصار مدلّهة
لها إلى الحسن بالألباب إفضاء
عاليّ، إنّا نشاوى من هوى وأسبى
إنّا محبّون، يا عاليّ، أنضاء
وحان بعد وداع من فرادسها
و قد حرت بخطى الشّمس المليساء
فاغرورقت بدموع الوجد أعيننا
و أشفقت من وجيب القلب أحناء
وسار عنها شراع حائر قلق
له إلى الغرب بالأسفار إيماء
***
يل بحر ما بك؟ هل مسّتك عاصفة
أم استخفّك إزباد وإرغاء؟
أشاقك الغرب أم شفّتك موجدة
لما خبت من ربوع الشّرق أسناء؟
هذي السّماء صفاء، والدّجى قمر
للحسن فيه وللعشّاق ما شاؤا
يا بحر ما بك ما بي! مصر ما بعدت
ولي إليها بهذا الشّعر إسراء
عجبت والعصر حرّا كيف في يديها
هذا الحديد له حزّ وإدماء!
أقسمت لا رجعت بي فيك جارية
إن لم تجئ عن جلاء القوم أبناء
وأنّ مصر بحريّاتها ظفرت
فأهلها اليوم أحرار أعزّاء
أقسمت، إلاّ إذا نادت بقتياها
فهبّ مستقتل عندها وفداء
علي محمود طه
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الاثنين 2007/03/12 07:47:58 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com