أشباحُ جنٍّ فوق صدرِ الماءِ | |
|
| تهفو بأجنحةٍ من الظّلماءِ؟ |
|
أم تلكَ عقبانُ السّماءِ وثبنَ من | |
|
| قُنَنِ الجبال على الخِضَمِّ النّائي؟ |
|
لا.. بل سفينٌ لُحنَ تحت لواءِ | |
|
| لمن السَّفينُ تُرى وأَيُّ لِواءِ؟ |
|
ومنِ الفَتى الجَبَّار تحت شِراعِها | |
|
|
يُعْلِي بقبضته حَمائِل سيفه | |
|
| ويَضُمُّ تحت اللّيلِ فَضْل رِدَاءِ |
|
وَينيلُ ضوء النَّجمِ عاليَ جبهةٍ | |
|
| من وسْمِ إفْريقيَّةَ السَّمراء ِ |
|
ذهبٌ ببوتقة السّنى من ذوْبِهِ | |
|
| مَسَحَت محيَّاهُ يدَ الصَّحراءِ |
|
لونٌ جَلتْ فيه الصَّحاري سِحْرَها | |
|
| تحت النُّجومِ الغُرّ والأَنْداء |
|
وسَماءُ بحرٍ ما تَطامَن موجُهُ | |
|
| من قبلُ لاِبن الواحةِ العَذْرَاء |
|
بَحرٌ أساطِيرُ الخَيالِ شُطُوطُهُ | |
|
| ومَسَابِحُ الإِلهامِ والإِيْحَاءِ |
|
وَمَدائِنٌ سِحْرِيَّةٌ شَارَفنَهُ | |
|
| بِنخِيلِها وضِفَافِهَا الخَضْراءِ |
|
ومَعابدٌ شمٌّ، وآلِهةٌ على | |
|
| سُفُنٍ ذَواهِبُ بينهُنَّ جَوائِي |
|
أبطالُ يونانٍ على أمْواجِهِ | |
|
| من قَبلُ لَابْنُ الواحةِ العَذْراءِ |
|
يتجاذبون الغَارَ تحت سَمائِه | |
|
| يتناشدُونَ مَلاحِمَ الشُّعَراءِ |
|
ما زال يَرمي الرُّومَ وهو سَليلُهُم | |
|
| ويُدِيْلُ من قَرطاجةَ العَصْماءِ |
|
حتّى طلعتَ بهِ فَكُنتَ حَدِيَثهُ | |
|
| عجباً! وأيُّ عجائِبِ الأَنْباءِ |
|
ويُسَائِلُونَ بك البُروقَ لوامعاً | |
|
| والموجَ في الإزْبادِ والإِغْراءِ |
|
مَن علَّم البَدَوِيَّ نَشْرَ شِراعِها! | |
|
| وهَدَاُه لِلإِبْحارِ والإرْساءِ! |
|
أينَ القِفارُ منَ البِحارِ وأَينَ مَنْ | |
|
| جَنِّ الجبالِ عرائِسُ الدَّأْماءْ؟ |
|
يا ابْنَ القِبابِ الحُمْر.. ويْحَكَ! مَن رمى | |
|
| بك فوق هذي اللُّجةِ الزَّرْقاءِ |
|
تَغْزو بِعيْنيك الفَضاءَ وَخَلفَهُ | |
|
| أُفُقٌ منَ الأَحْلامِ والأَضْواءِ |
|
جُزُرٌ مُنوَّرَةُ الثُّغورِ كأنَّها | |
|
| قَطَرَاتُ ضَوْءٍ في حِفَافِ إِناءِ |
|
وَالشَّرقُ من بعدٍ حَقيقةُ عَالِمٍ | |
|
| وَالغَرْبُ مِن قُرْبٍ خَيَالَةُ رَائِي |
|
ضَحِكَتْ بصَفْحتِهِ المُنَى وَتَرَاقَصَتْ | |
|
| أَطْيافُ هَذي الجَنَّةِ الخَضْراءِ |
|
وَوَثَبتَ فوْقَ صُخُورِهَا وَتَلَمَّسَتْ | |
|
| كَفَّاكَ قَلْباً ثائِرَ الأَهْوَاءِ |
|
فَكأنَّمَا لكَ في ذُرَاهَا مَوْعدٌ | |
|
| ضَرَبتْه أَنْدَلُسِيَّةٍ لِلِقَاءِ! |
|
وَوَقَفْتَ وَالفِتيانُ حولَكَ، وانْبَرَت | |
|
| لكَ صَيحةٌ مرهوبةَ الأَصْداءِ: |
|
هذي جَزِيرةُ إِنْ جَهِلتُم أَمرَها | |
|
| أَنْتُم بِها رَهْطٌ منَ الغُرَبَاءِ |
|
البَحرُ خَلْفِي وَالعَدُوُّ إِزائِي | |
|
| ضَاعَ الطَّريقُ إلى السَّفِينِ ورَائِي!! |
|
... وَتَلفَّتُوا فإذا الخِضَمُّ سَحَابَةً | |
|
| حمراءُ مُطبقةٌ على الأَرْجَاءِ |
|
قدْ أَحْرق الرُّبانُ كُلَّ سَفِينةٍ | |
|
| من خَلْفِهِ إِلاّ شِرَاعَ رَجَاءِ |
|
ألقَى عليْهِ الفَجْرُ خَيطَ أشِعَّةٍ | |
|
| بَيْضَاءَ فوقَ الصَّخْرَةِ الشَّمَّاءِ |
|
وأَتَى النَّهَارُ وسَارَ فيهِ طَارِقٌ | |
|
| يَبنِي لِمُلكِ الشَّرقِ أيَّ بِناءِ |
|
حَتى إذا عَبَرَتْ ليَالٍ طَوَّفَتْ | |
|
| أَحْلامُهُ بالبحرِ ذَاتَ مَسَاءِ |
|
يَرْعَى عَلى الأُفْقِ المُرصَّعِ قَريةً | |
|
| أَعْظِم بها لِلغَزْوِ منْ مِيناءِ |
|
مَدَّ المَسَاءُ لها على خَلَجَانِها | |
|
| ظلِاًّ، فَنامَتْ فَوقَ صَدرِ الماءِ! |
|