عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي محمود طه > طارق بن زياد في طريقه للأندلس

مصر

مشاهدة
11298

إعجاب
19

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

طارق بن زياد في طريقه للأندلس

أشباحُ جنٍّ فوق صدرِ الماءِ
تهفو بأجنحةٍ من الظّلماءِ؟
أم تلكَ عقبانُ السّماءِ وثبنَ من
قُنَنِ الجبال على الخِضَمِّ النّائي؟
لا.. بل سفينٌ لُحنَ تحت لواءِ
لمن السَّفينُ تُرى وأَيُّ لِواءِ؟
ومنِ الفَتى الجَبَّار تحت شِراعِها
متربّصا بالموج والأنواء
يُعْلِي بقبضته حَمائِل سيفه
ويَضُمُّ تحت اللّيلِ فَضْل رِدَاءِ
وَينيلُ ضوء النَّجمِ عاليَ جبهةٍ
من وسْمِ إفْريقيَّةَ السَّمراء ِ
ذهبٌ ببوتقة السّنى من ذوْبِهِ
مَسَحَت محيَّاهُ يدَ الصَّحراءِ
لونٌ جَلتْ فيه الصَّحاري سِحْرَها
تحت النُّجومِ الغُرّ والأَنْداء
وسَماءُ بحرٍ ما تَطامَن موجُهُ
من قبلُ لاِبن الواحةِ العَذْرَاء
بَحرٌ أساطِيرُ الخَيالِ شُطُوطُهُ
ومَسَابِحُ الإِلهامِ والإِيْحَاءِ
وَمَدائِنٌ سِحْرِيَّةٌ شَارَفنَهُ
بِنخِيلِها وضِفَافِهَا الخَضْراءِ
ومَعابدٌ شمٌّ، وآلِهةٌ على
سُفُنٍ ذَواهِبُ بينهُنَّ جَوائِي
أبطالُ يونانٍ على أمْواجِهِ
من قَبلُ لَابْنُ الواحةِ العَذْراءِ
يتجاذبون الغَارَ تحت سَمائِه
يتناشدُونَ مَلاحِمَ الشُّعَراءِ
ما زال يَرمي الرُّومَ وهو سَليلُهُم
ويُدِيْلُ من قَرطاجةَ العَصْماءِ
حتّى طلعتَ بهِ فَكُنتَ حَدِيَثهُ
عجباً! وأيُّ عجائِبِ الأَنْباءِ
ويُسَائِلُونَ بك البُروقَ لوامعاً
والموجَ في الإزْبادِ والإِغْراءِ
مَن علَّم البَدَوِيَّ نَشْرَ شِراعِها!
وهَدَاُه لِلإِبْحارِ والإرْساءِ!
أينَ القِفارُ منَ البِحارِ وأَينَ مَنْ
جَنِّ الجبالِ عرائِسُ الدَّأْماءْ؟
يا ابْنَ القِبابِ الحُمْر.. ويْحَكَ! مَن رمى
بك فوق هذي اللُّجةِ الزَّرْقاءِ
تَغْزو بِعيْنيك الفَضاءَ وَخَلفَهُ
أُفُقٌ منَ الأَحْلامِ والأَضْواءِ
جُزُرٌ مُنوَّرَةُ الثُّغورِ كأنَّها
قَطَرَاتُ ضَوْءٍ في حِفَافِ إِناءِ
وَالشَّرقُ من بعدٍ حَقيقةُ عَالِمٍ
وَالغَرْبُ مِن قُرْبٍ خَيَالَةُ رَائِي
ضَحِكَتْ بصَفْحتِهِ المُنَى وَتَرَاقَصَتْ
أَطْيافُ هَذي الجَنَّةِ الخَضْراءِ
وَوَثَبتَ فوْقَ صُخُورِهَا وَتَلَمَّسَتْ
كَفَّاكَ قَلْباً ثائِرَ الأَهْوَاءِ
فَكأنَّمَا لكَ في ذُرَاهَا مَوْعدٌ
ضَرَبتْه أَنْدَلُسِيَّةٍ لِلِقَاءِ!
وَوَقَفْتَ وَالفِتيانُ حولَكَ، وانْبَرَت
لكَ صَيحةٌ مرهوبةَ الأَصْداءِ:
هذي جَزِيرةُ إِنْ جَهِلتُم أَمرَها
أَنْتُم بِها رَهْطٌ منَ الغُرَبَاءِ
البَحرُ خَلْفِي وَالعَدُوُّ إِزائِي
ضَاعَ الطَّريقُ إلى السَّفِينِ ورَائِي!!
... وَتَلفَّتُوا فإذا الخِضَمُّ سَحَابَةً
حمراءُ مُطبقةٌ على الأَرْجَاءِ
قدْ أَحْرق الرُّبانُ كُلَّ سَفِينةٍ
من خَلْفِهِ إِلاّ شِرَاعَ رَجَاءِ
ألقَى عليْهِ الفَجْرُ خَيطَ أشِعَّةٍ
بَيْضَاءَ فوقَ الصَّخْرَةِ الشَّمَّاءِ
وأَتَى النَّهَارُ وسَارَ فيهِ طَارِقٌ
يَبنِي لِمُلكِ الشَّرقِ أيَّ بِناءِ
حَتى إذا عَبَرَتْ ليَالٍ طَوَّفَتْ
أَحْلامُهُ بالبحرِ ذَاتَ مَسَاءِ
يَرْعَى عَلى الأُفْقِ المُرصَّعِ قَريةً
أَعْظِم بها لِلغَزْوِ منْ مِيناءِ
مَدَّ المَسَاءُ لها على خَلَجَانِها
ظلِاًّ، فَنامَتْ فَوقَ صَدرِ الماءِ!
علي محمود طه
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الاثنين 2007/03/12 10:53:01 صباحاً
التعديل: السبت 2017/04/15 05:10:25 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com