إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وحدها كانتْ تُشيِّعُ كلَّ الجنازاتِ |
وتكتبُ فوق القبورِ شواهدًا |
من مرمرِ الأحزانِ |
كي يعرفَ الأحياءُ موضعَ الندمِ |
وغيبةِ الأحلامِ في البدنِ |
وعندما الجثمان في آخرِ الطريقِ كانَ |
حطَّتْ فتاةٌ شمعهَا فوق المزارِ |
وأرختْ دمعهَا شلاّلَ عطرٍ |
يَسكبُ الذكرى على رملِ الطريقِ |
ها هنا الجثمان مرَّ منذ ساعةْ |
هناكَ لا زال الدمعُ يجري |
فوق أخدودِ الخدودِ |
هلْ آخر الليلاتِ كانتْ ليلتي؟ |
هلْ آخرُ الفتيانِ كانَ الفتى؟ |
وحدها كانتْ في آخرِ المشوارِ |
تسألُ الجثمانَ عن غدرِ المعاني |
عن لحظةِ العفوِ الأخيرةِ |
عن هدأةِ الأنفاسِ في صدرِ الحياةِ |
عن وأدِ الكلامِ |
عن زحمةِ الأبدانِ حول جثمانِ الأماني |
في آخرِ الصفِّ الهذيلِ |
كنتُ أحملُ خيبتي فوق اليدينِ |
وأمدُّ ساعديَّ |
كي ينظر الغلمانُ صورتي |
وينثرون همَّهمْ |
مواكبًا |
مواكبا |
ويسألون لي رحمةً وأوبةً |
من آخر الهذيانِ |
يلقمونَ غولَ الحقيقةِ خبزَهمْ |
ويَسرفونَ في الغليانِ |
لو كنتُ مشَّطتُ شعرَكِ |
يا شبيهةَ الأرغولِ |
وعطَّرتُ جثمانَ المواويلِ |
بين أردانِ محبوبي |
كنَّا في آخر المشوارِ |
شاهدينِ فوق أجداثِ الزمانِ. |