السِحرُ مِن سودِ العُيونِ لَقيتُهُ | |
|
| وَالبابِلِيُّ بِلَحظِهِنَّ سُقيتُهُ |
|
الفاتِراتِ وَما فَتَرنَ رِمايَةً | |
|
| بِمُسَدَّدٍ بَينَ الضُلوعِ مَبيتُهُ |
|
الناعِساتِ الموقِظاتِ لِلهَوى | |
|
| المُغرِياتِ بِهِ وَكُنتُ سَليتُهُ |
|
القاتِلاتِ بِعابِثٍ في جَفنِهِ | |
|
| ثَمِلُ الغِرارِ مُعَربَدٌ إِصليتُهُ |
|
الشارِعاتِ الهُدبَ أَمثالَ القَنا | |
|
| يُحيِ الطَعينَ بِنَظرَةٍ وَيُميتُهُ |
|
الناسِجاتِ عَلى سَواءِ سُطورِهِ | |
|
| سَقَماً عَلى مُنوالِهِنَّ كُسيتُهُ |
|
وَأَغَنَّ أَكحَلَ مِن مَها بِكَفَّيهِ | |
|
| عَلِقَت مَحاجِرُهُ دَمي وَعَلِقتُهُ |
|
لُبنانُ دارَتُهُ وَفيهِ كِناسُهُ | |
|
| بَينَ القَنا الخَطّارِ خُطَّ نَحَيتُهُ |
|
السَلسَبيلُ مِنَ الجَداوِلِ وَردُهُ | |
|
| وَالآسُ مِن خُضرِ الخَمائِلِ قوتُهُ |
|
إِن قُلتُ تِمثالَ الجَمالِ مُنَصَّباً | |
|
| قالَ الجَمالُ بِراحَتَيَّ مَثَلتُهُ |
|
دَخَلَ الكَنيسَةَ فَاِرتَقَبتُ فَلَم يُطِل | |
|
| فَأَتَيتُ دونَ طَريقِهِ فَزَحَمتُهُ |
|
فَاِزوَرَّ غَضباناً وَأَعرَضَ نافِراً | |
|
| حالٌ مِنَ الغيدِ المِلاحِ عَرَفتُهُ |
|
فَصَرَفتُ تِلعابي إِلى أَترابِهِ | |
|
| وَزَعَمتُهُنَّ لُبانَتي فَأَغَرتُهُ |
|
فَمَشى إِلَيَّ وَلَيسَ جُؤذَرٍ | |
|
| وَقَعَت عَلَيهِ حَبائِلي فَقَنَصتُهُ |
|
قَد جاءَ مِن سِحرِ الجُفونِ فَصادَني | |
|
| وَأَتَيتُ مِن سِحرِ البَيانِ فَسُدتُهُ |
|
لَمّا ظَفَرتُ بِهِ عَلى حَرَمِ الهُدى | |
|
| لِاِبنِ البَتولِ وَلِلصَلاةِ وَهبتُهُ |
|
قالَت تَرى نَجمَ البَيانِ فَقُلتُ بَل | |
|
| أُفقُ البَيانِ بِأَرضِكُم يَمَّمتُهُ |
|
بَلِّغِ السُها بِشُموسِهِ وَبُدورِهِ | |
|
| لُبنانُ وَاِنتَظَمَ المَشارِقَ صيتُهُ |
|
مِن كُلِّ عالي القَدرِ مِن أَعلامِهِ | |
|
| تَتَهَلَّلُ الفُصحى إِذا سُمّيتُهُ |
|
حامي الحَقيقَةِ لا القَديمَ يَؤودُهُ | |
|
| حِفظاً وَلا طَلَبُ الجَديدِ يَفوتُهُ |
|
وَعَلى المَشيدِ الفَخمِ مِن آثارِهِ | |
|
| خُلقٌ يُبينُ جَلالُهُ وَثُبوتُهُ |
|
في كُلِّ رابِيَةٍ وَكُلِّ قَرارَةٍ | |
|
| تِبرُ القَرائِحِ في التُرابِ لَمَحتُهُ |
|
أَقبَلتُ أَبكي العِلمَ حَولَ رُسومِهِم | |
|
| ثُمَّ اِنثَنَيتُ إِلى البَيانِ بَكَيتُهُ |
|
لُبنانُ وَالخُلدُ اِختِراعُ اللَهِ لَم | |
|
| يوسَمَ بِأَزيَنَ مِنهُما مَلَكوتُهُ |
|
هُوَ ذِروَةٌ في الحُسنِ غَيرُ مَرومَةٍ | |
|
| وَذَرا البَراعَةِ وَالحِجى بَيروتُهُ |
|
مَلِكُ الهِضابِ الشُمِّ سُلطانُ الرُبى | |
|
| هامُ السَحابِ عُروشُهُ وَتُخوتُهُ |
|
سيناءُ شاطَرَهُ الجَلالَ فَلا يُرى | |
|
| إِلّا لَهُ سُبُحاتُهُ وَسُموتُهُ |
|
وَالأَبلَقُ الفَردُ اِنتَهَت أَوصافُهُ | |
|
| في السُؤدُدِ العالي لَهُ وَنُعوتُهُ |
|
جَبَلٌ عَن آذارَ يُزرى صَيفُهُ | |
|
| وَشِتائُهُ يَئِدِ القُرى جَبَروتُهُ |
|
أَبهى مِنَ الوَشِيِ الكَريمِ مِروجُهُ | |
|
| وَأَلَذُّ مِن عَطَلِ النُحورِ مُروتُهُ |
|
يَغشى رَوابيهِ عَلى كافورِها | |
|
| مِسكُ الوِهادِ فَتيقُهُ وَفَتيتُهُ |
|
وَكَأَنَّ أَيّامَ الشَبابِ رُبوعُهُ | |
|
| وَكَأَنَّ أَحلامَ الكِعابِ بُيوتُهُ |
|
وَكَأَنَّ رَيعانَ الصِبا رَيحانُهُ | |
|
| سِرَّ السُرورِ يَجودُهُ وَيَقوتُهُ |
|
وَكَأَنَّ أَثداءَ النَواهِدِ تينُهُ | |
|
| وَكَأَنَّ أَقراطَ الوَلائِدِ توتُهُ |
|
وَكَأَنَّ هَمسَ القاعِ في أُذُنِ الصَفا | |
|
| صَوتُ العِتابِ ظُهورُهُ وَخُفوتُهُ |
|
وَكَأَنَّ ماءَهُما وَجَرسَ لُجَينِهِ | |
|
| وَضحُ العَروسِ تَبينُهُ وَتُصيتُهُ |
|
زُعَماءُ لُبنانَ وَأَهلَ نَدِيِّهِ | |
|
| لُبنانُ في ناديكُمو عَظَمتُهُ |
|
قَد زادَني إِقبالُكُم وَقُبولُكُم | |
|
| شَرَفاً عَلى الشَرَفِ الَّذي أَولَيتُهُ |
|
تاجُ النِيابَةِ في رَفيعِ رُؤوسِكُم | |
|
| لَم يُشرَ لُؤلُؤُهُ وَلا ياقوتُهُ |
|
موسى عَدُوُّ الرِقِّ حَولَ لِوائِكُم | |
|
| لا الظُلمُ يُرهِبُهُ وَلا طاغوتُهُ |
|
أَنتُم وَصاحِبُكُم إِذا أَصبَحتُموا | |
|
| كَالشَهرِ أَكمَلَ عُدَّةً مَوقوتُهُ |
|
هُوَ غُرَّةُ الأَيّامِ فيهِ وَكُلُّكُم | |
|
| آحادُهُ في فَضلِها وَسُبوتُهُ |
|