بِخَدَّيكِ هَذَا الوَردُ أَمْ أنَّهُ الفَجرُ | |
|
| أَمِ الشَّمسُ بَانَتْ والرُّبَى حُلَلٌ حُمْرُ |
|
أَمِ النُّورُ أَضفَى حُمرَةً فَوقَ حُمرةٍ | |
|
| فَيَالَجَمَالٍ تَاجُهُ السِّحرُ والطُّهْرُ |
|
لِحَاظُكِ أَمضَى مِنْ شِفَارِ مُهَنَّدٍ | |
|
| ولَيسَ لِمَنْ لا يتَّقِي فَتكَهَا عُذْرُ |
|
فَرِيدَةُ حُسنٍ لَمْ تَرَ العَينُ مِثلَهَا | |
|
| إِذَا مَا رَآهَا الكَهلُ هَمَّ بِهِ الكُفْرُ |
|
على صَدرِهَا عِقدٌ إذا اهْتَزَّ خِلتَهُ | |
|
| شِرَاعَاً عَلَى الأَموَاجِ يَدفَعُهُ الغَمْرُ |
|
تَصُوغُ بِكَفَّيهَا غَدَائِرَ شَعرِهَا | |
|
| فَتَبدُو قَنَادِيلاً أَنَامِلُهَا العَشْرُ |
|
خُطَاهَا إِذَا مَرَّتْ عَلَى قَبرِ مَيِّتٍ | |
|
| تَعَافَى ولو ما بعدَ ميتَتِهِ دَهْرُ |
|
تَمِيسُ كَمَيسِ الرِّيمِ غُنجَاً وفِتنَةً | |
|
| وإِنْ مَا تَهَادَتْ غَارَ مِنْ دَلِّهَا الزَّهْرُ |
|
فَتَعبَقُ أَنْفَاسُ الرِّيَاضِ بِنَشرِهَا | |
|
| ومِنهَا يَفُوحُ الطِّيبُ والمِسكُ والعِطْرُ |
|
قِوَامٌ كَغُصنِ البَانِ أَهْيَفُ لَيِّنٌ | |
|
| رَشِيقٌ كَوَعلِ الأَيكِ أَجفَلَهُ النِّمْرُ |
|
سَمَاوِيَّةُ العَينَينِ رَبَّاهُ مَا أَرَى | |
|
| أَهَذِي ضِفَافُ النِّيلِ أَمْ أنَّهُ البَحْرُ |
|
شَآمِيَّةُ الأَعرَاقِ شَرقِيَّةُ الهَوَى | |
|
| لَهَا الشَّمسُ أُختٌ وابْنُ خَالَتهَا البَدْرُ |
|
إِذَا خَطَرَتْ في الرَّوضِ زَادَتهُ رَونَقَاً | |
|
| وإِنْ وَطِئَتْ صَخرَاً فَقَدْ أَعشَبَ الصَّخْرُ |
|
تَلَفَّتُ كَالظَّبيِ الأَنِيقِ تَبَرُّجَاً | |
|
| وتَخطُو عَلَى مَهْلٍ فَيَنعَطِفُ الخَصْرُ |
|
إِذَا مَا سَقَتْ عُشَّاقَهَا خَمرَةَ الهَوَى | |
|
| فَمِنْ لَحظِهَا تَسقِي وفي رِيقَهَا الخَمْرُ |
|
كَوَمضَةِ بَرقٍ في الدُّجَى شَعَّ وَجهُهَا | |
|
| كَأنِّي أَرَى شَمسَاً وَلَمْ يَبزُغِ الفَجْرُ |
|
تَقَمَّصَ وَردُ المَرجِ لَونَ خُدُودِهَا | |
|
| ومِنْ شَفَتَيهَا اسْتَلهَمَ الحُمرَةَ الزَّهْرُ |
|
وحِينَ يَطُلُّ الصُّبحُ تَنضُو ثِيَابَهَا | |
|
| فَتَبدُو كَتِمثَالٍ يُرَصِّعُهُ التِّبْرُ |
|
تَتِيهُ كَطَاوُوسٍ تَبَاهَى بِرِيشِهِ | |
|
| وتَمشِي كَمَا الخَيلُ المُضَمَّرةُ السُّمْرُ |
|
ولَيسَ بِهَا مَا قَدْ يُعِيبُ جَمَالَهَا | |
|
| سِوَى أنَّهُ أَخفَى مَحَاسِنَهَا السِّتْرُ |
|
وإِنْ نَطَقَتْ بالدُّرِّ يَنطُقُ ثَغرُهَا | |
|
| وإِنْ هَمَسَتْ فَاللَّحنُ والصَّوتُ والشِّعْرُ |
|
كَمِثلِ غَزَالٍ شَارِدٍ في خَمِيلَةٍ | |
|
| إِذِا ما رَأى وَجهَاً تَمَلَّكَهُ الذُّعْرُ |
|
وتَهتَزُّ كَالغُصنِ النَّدِيِّ وتَنثَنِي | |
|
| فَيُنفَضُ عَنهَا حِينَ تَنطَفِضُ القَطْرُ |
|
لها مُقَلٌ كَالنَّرجِسِ الغَضِّ في الضُّحَى | |
|
| تَفَتَّحَ مَزهُوَّاً فَأَغمَضَهُ الحَرُّ |
|
إِذَا ما نَضَتْ عَنْ وَجهِهَا السِّتْرَ لَحظَةً | |
|
| تَدَلَّى كَشَلَّالٍ يُحَجِّبُهُ، الشَّعْرُ |
|
وَأَنَّ انْسِدَالَ الشَّعرِ فَوقَ جَبِينِهَا | |
|
| وِشِاحٌ على أَطرَافِهِ خُصَلٌ خُضْرُ |
|
وحِينَاً تَغُضُّ الطَرْفَ سِحراً وعِفَّةً | |
|
| وتَمرَحُ أَحيَانَاً كَمَا يَمرَحُ المُهْرُ |
|
أَرَى المَاءَ رَقرَاقَاً يَصِلُّ بِحَلقِهَا | |
|
| فَيَزدَادُ سِحرَاً مِنْ بَضَاضَتِهِ النَّحْرُ |
|
فَكَمْ سَلَبَتْ لُبِّي بِفِتنَةِ جِيْدِهَا | |
|
| وفي عُنُقِ الحَسنَاءِ يُستَحْسَنُ الدُّرُّ |
|
أَقُولُ لِأَحلامِي إذا رَفَّ طَيفُهَا | |
|
| أَفِيقِي وناجِيهَا فَقَدْ نَفَقَ الصَّبْرُ |
|
وَهَبْتُ لهَا قَلبِي وعَقلِي ومُهجَتِي | |
|
| فَلَمْ يَجْدِنِي نَفْعَاً وقد قُضِيَ الأَمْرُ |
|
بَرَى جَسَدِي عَهدُ الصَّبَابَةِ والهَوَى | |
|
| وَإنَّ الَّذِي كَابَدْتُهُ مَا لَهُ حَصْرُ |
|
أُحَدِّقُ فِيهَا والهَوَى في جَوَارِحِي | |
|
| وَفي سِحرِهَا سِرٌّ وفي سِرِّهَا سِحْرُ |
|
أُحَدِّقُ فِيهَا ظَامِئَ القَلبِ طَاوِيَاً | |
|
| وفي مُقلَتِي بَرْدٌ وفي رِئَتِي جَمْرُ |
|
يُغالِبُنِي شَوْقٌ إِلَيهَا وحُرْقَةٌ | |
|
| فَهَل يَرعَوِي مَنْ ضَاقَ في صَدرِهِ السِّرُّ |
|
فَلَوْ يَعلَمُ العُشَّاقُ مَا فَعلَةُ الهَوَى | |
|
| فَطَعمُ الهَوَى حُلْوٌ وآخِرُهُ مُرُّ |
|
فَيَا وَيحَ مَنْ يُرمَى بِسَهْمِ لِحَاظِهَا | |
|
| وَلَيسَ لَدَيهِ القَصرُ والجَاهُ والمَهْرُ |
|
أَيُجْزَى مَحِبٌّ كَابَدَ الوَيلَ في الهَوَى | |
|
| وتُقصَى أَمَانِيْهِ ويَخذُلُهُ الدَّهْرُ؟ |
|
وَيَسعَدُ مَيسُورٌ بِقَنْصِ مَلِيحَةٍ | |
|
| تُبَاعُ وتُشرَى حَيثُمَا وُجِدَ الصُّغْرُ |
|
فَأَينَ الهَوَى والحُبُّ يَا سَادَةَ الهَوَى | |
|
| وقَد دِيْسَ حَتَّى اغْتَالَهُ المَالُ والعُهْرُ |
|
فَكَمْ مِنْ فَقِيرٍ زَادهُ النُّبلُ والتُّقَى | |
|
| وَلِلحَظِّ مِنْ دُنيَاهُ مَا أَورَثَ العُسْرُ |
|
وكَمْ مِنْ غَنِيٍّ يَستَجُرُّ بِمَالِهِ | |
|
| بَنَاتَ الهَوَى وَالمُعجَبَاتُ بِهِ كُثْرُ |
|
يَدُوسُ التُّقَى والنُّبلَ تَحتَ حِذَائِهِ | |
|
| وَيَشمَخُ وَ هْوَ الخَاسِئُ الخَانِعُ الصِّفْرُ |
|
فَيَا قَاضِيَ العُشَّاقِ أَنصِفْ مُتَيَّمَاً | |
|
| تَجَنَّى عَلَيهِ الظُّلمُ والقَهرُ والفَقْرُ |
|
ويا كُلَّ أَصْحَابِي وأَبنَاءَ جِلدَتِي | |
|
| اعْشَقُوا ..!!فَمَسَارُ العِشقِ آخِرُهُ القَهْرُ |
|