إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في كلِّ قصيدٍ يسألُني قلَمي |
لمَ حرثُكَ يُروَى بالزّفراتِ وبالسّقمِ؟ |
لمَ تحشُرني في السّطرِ وتردمُني؟ |
لمَ أجني مِن أشعارِك أسْنمةَ الألَمِ؟ |
مُحِيتْ مِن وجهِ أراضِيَّ الضَّحِكاتُ.. |
وأنسانيها بؤسُكَ مِن زمنِ |
فأراني أشقَى فوقَ غُصونِكَ.. |
لا أبني بيتا |
وكأنَّ فِخاخَ الكونِ انْدسَّتْ بينَ ترابِكَ.. |
تُخفي بينَ جَوانحِها مقتا |
واللّيلُ يُمزّقُ ثوبَ الصّبحِ.. |
ويلقي في صُوَري جَسداً ميتا |
والظّنُّ أراهُ يحاصرُني |
وأرى الأشعارَ تَقُصُّ حِكاياتٍ |
شَربتْ سأَمي |
يمشينَ على سَطري حَذِراتْ |
وطني يا جرحَ الكونِ ويا سِفرَ العَبراتْ |
أتساءلُ، كيفَ أُقيمُ حَديقةَ أحلامي؟ |
وأمُدُّ حبالاً للوُدِّ المطرودِ منَ الدّربِ |
فدَعوني أرسمْ حقلَ قَصيدي قوسَ قزحْ |
وأُطيّرْ مِن ظُلُماتِ اللّيلِ طيورَ فَرحْ |
ما عادَ البحرُ يُغنّي حينَ يهلُّ الصَّيفْ |
والهَرجُ ازْدادَ ولمْ يَجمعْنا الحَيفْ |
وأقولُ لنفسٍ نازعَها الخَوفْ: |
الرّوحُ تعودُ لِبارئِها قهرًا |
طعناً، صبرا، شوقا، خطأ |
غرقاً في الغربة.. |
أو رمياً بِرصاصْ |
لا تعجبْ إن زَفرتْ خلفَ الجدرانِ براكيني |
أو هبَّ البحرُ يريدُ خَلاصْ |
لا ملجأَ يَومئذٍ، مَا للطاغينَ مَناصْ؟ |
وأبو لهبٍ يتمطّى بينَ عساكرهِ |
شبَّ النيرانَ بكلِّ زقاقْ |
في كلِّ خطاهُ عيونٌ مختفياتْ |
يبري للردّةِ أقلاما |
كي تغرسَ شوكتَها في اللبِّ جِهارا.. |
تحرسُهُ أكياسُ الرملِ.. |
ويسعَى، كيفَ يسودْ |
لم يعلمْ أنَّ العرشَ يَميدْ |
لِلبحرِ أيادٍ تُغرقُ كلَّ عَتيدْ |
**** |
النّورُ تَسلّلَ خلفَ ضُلوعِ الصّبحْ |
واللّيلُ يَجولُ على وَرقي |
فدَعوني.. |
أَسْمُ بحُبِّ الخلقِ بدونِ شقاءْ |
وطيورُ قَصيدي تَشدو كيفَ تشاءْ |
في الريحِ أطوفُ بأجنحةٍ لا يقبضُها شَنآنْ |
مَنْ يخلعُ عنكم ثوبَ الشّقوةِ بعدَ الموتِ.. |
ويخفضُ للإنسانِ جناحَ صفاءْ؟ |