يَا سَيِدِي الحُبَّ مَا أَجلاكَ يَا نُورُ | |
|
| واسكُب تَجَلِّيكَ هَذَا البَحرُ مَسجُورُ |
|
يَا سَيِدِي أَنتَ قَبلَ المُنتَمَى وطَنٌ | |
|
| في حُبِّهِ لِذُنُوبِ الحُبِّ تَكفيرُ |
|
آنَستَنِي اليَومَ لمَّا استَوحَشَت لُغَتِي | |
|
| بِكُلِّ مَنفَىً أَشَادَتهُ التَّعَابِيرُ |
|
أَقبَلتَ مِن حَيثُ لَم تُقبِل مُغَرِّرَةٌ | |
|
| مِن المَفَاتِنِ والإِحسَاسُ مَغرُورُ |
|
أَقبَلتَ مِن بَينِ إِيقَاعٍ يُكَوِّنُنِي | |
|
| مِن واحِدِيَّتِهِ والكَونُ مَشطُورُ |
|
سَبَّحتُ بِاسمِكَ لا عَمداً ولا | |
|
| عَرَضاً فَفيكَ كُلُّ لِسَانٍ في مَقهُورُ |
|
يَا غُربَةً قَدَّرَتهَا شِقوتِي بِيَدِي | |
|
| مُوتِي فَفي وطَنِي لِلهَجرِ تَهجِيرُ |
|
مِن خَفقَةٍ نَحوهُ جَازَ المَرَاحِلَ كَي | |
|
| يَضُمَّنِي وأَنَا في البَهوِ عُصفُورُ |
|
هُو ابتَدَانِي بِنَعمَاءِ اللِّقَاءِ ولَم | |
|
| يَحتَج لِقَائِي فَأَقَصَتهُ المَقَادِيرُ |
|
والشَّوقُ للمِنَّةِ الأُولَى حَدَا سَفَرِي | |
|
| إِلَى جَلالٍ بِسِربِ الشَّوقِ مَسرُورُ |
|
يَا سَيِّدِي كُلُّ جُرمِي أَنَّنِي بَشَرٌ | |
|
| في آدَمِيَّتِهِ كُفرٌ وتَقصِيرُ |
|
عَفواً: تَعَالَيتَ عِزّاً عَن سُلالَتِهِ | |
|
| تَفَرُّداً أَبحَرَت فيهِ التَّفَاسِيرُ |
|
يَا عِلَّةَ الحَادِثَاتِ الدُّونِ أَهزَأُ بِي | |
|
| إِذَا يُطَالَبُ بِالتَّبرِيرِ تَبرِيرُ |
|
إِمَّا طَلَبتُكَ كَأسَ الحُبِّ تُوكِلَنِي | |
|
| إِلَى حَبِيبِكَ فَالمَطلُوبُ مَيسُورُ |
|
إِذ لَستُ بِالمُتَسَامِي نَحو سَيِّدِهِ | |
|
| جَلَّ المِثَالُ ولَمَّا يَصمُدِ الطُّورُ |
|
لِي مِنكَ سَاعَاتُ سُكرٍ لا بَدِيلَ بِهَا | |
|
| لأَنَّ كُلَّ جُزَيءٍ في سِكِّيرُ |
|
هَبنِي لِحُبِّكَ وامنَحنِي بِهِ وطَناً | |
|
| بِلا حُدُودٍ ولا فيهِ مَحَاذِيرُ |
|
فَكُلُّ أَوطَانِنَا صَارَت تُحَاصِرُنَا | |
|
| بِشَرِّهَا هَل يَزُفُّ الخَيرَ شِرِّيرُ؟ |
|
هَبنِي سَمَاواتِ وِدٍّ لا تُزَاحِمُهَا | |
|
| قَامَاتُ شَوقِي لِيَزكُو في تَغيِيرُ |
|
واخرِج ظَلامَاتِ سِجنِ الرُّوحِ صَاغِرَةً | |
|
| مَا في ضِيَاءَاتِكَ العَصمَاءِ تَخيِيرُ |
|
لَو أَنتَ أَمطَرتَ في صَحرَاءِ أَنفُسِنَا | |
|
| لَمَا تَفَاقَمَ في الأَجوافِ تَصحِيرُ |
|
لَو كُنتَ خَيَّمتَ في هَذِي الصُّدُورِ لَمَا | |
|
| عَاثَت بِأَرجَاسِهَا فيهَا الخَنَازِيرُ |
|
نَحنُ المُدَانُونَ والجَانُونَ إِذ فَغَرَت | |
|
| شَهواتُنَا واستَرَقَّتنَا الدَّنَانِيرُ |
|
مَاتَت أَصَابِعُنَا في كَهفِ مَسمَعِنَا | |
|
| ومَلَّ نُوحٌ وكَم قَد فَارَ تَنُّورُ |
|
حَتَّى أَتَيتَ وآدَتنِي النُّبُوءَةُ في | |
|
| عَصرٍ نُبُوءَاتُهُ جِنسٌ وتَخدِيرُ |
|
حَمَّلتَنِي وِزرَ عُبَّادِ الحُرُوفِ وكَم | |
|
| عَبَدتُهَا ولَهَا في القَلبِ تَكبِيرُ |
|
لَكِن كَفَرتُ بِمَا أَسلَفتُ يَا قَلَمِي | |
|
| وكُلُّ كُفرٍ بِغَيرِ اللَّهِ مَشكُورُ |
|
تَقيَّأِ الحِبرَ فَوقَ الرَّملِ إِنَّ لَنَا | |
|
| لَوُجهَةً لا تَرَاهَا الأَعيُنُ العُورُ |
|
وانهَل إِذَا شِئتَ أَو إِن لَم تَشَأ نَهَراً | |
|
| مِنَ الجَمَالِ حَوالَيهَا الأَزَاهِيرُ |
|
ثَعَالِبُ النَّارِ لا زَالُوا بِأَقبِيَتِي | |
|
| أَسرَى وقَلبِي بِوحيِ الحُبِّ مَبهُورُ |
|
مَا زَالَ في مَعشَرِ الأَقلامِ مَن عَجِزُوا | |
|
| عَن فَهمِهِم واستَفَزَّتهُم تَصَاوِيرُ |
|
مِن مُوغِلٍ في تَفَاصِيلٍ مُؤَنَّثَةٍ | |
|
| و مُفرَغٍ جَانِبَ المَاخُورِ مَقبُورُ |
|
أَو شَاطِحٍ يَستَلِذُّ الفَاجِعَاتِ إِذَا | |
|
| جَازَ القَدَاسَاتِ أَو آواهُ مَحذُورُ |
|
يَا آخِرَ العَابِدِينَ النُّورَ يَا قَلَمِي | |
|
| إِن تَلبَسِ العَصرَ هَابَتكَ الأَعَاصِيرُ |
|
كُن أَنتَ أَولَ مَيتٍ عِندَ قِبلَتِهِ | |
|
| يَهوِي شَهِيداً وظَهرُ اللَّيلِ مَكسُورُ |
|