إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ومضى وراح |
من هذه الدنيا استراح |
تسعون عاماً عاشها |
متنقلاً ما بين سندان الهموم |
وبين مطرقة الجراح |
تسعون عاماً عاشها |
ما ذاق فيها طعم أنسٍ وانشراح |
ما أسعدته غفوةٌ ما بين ريحانٍ وراح |
أو بات فيها ليلة يخشى مداهمة الصباح |
لكنها مرت مرور المتعبين بلا صياح |
ومضى كصقرٍ سابحٍ مدّ الجناح |
لم يخشَ موتًا بالسهام |
ولا بطعنات الرماح |
لم يحنِ يوماً رأسه أبدًا لشخصٍ |
قاصداً منه التفضّل والسماح |
لكنه لله يبكي ساجداً حتى الصباح |
ومضى وراح |
وتكالبت برحيله فوقي الجراح |
عامٌ مضى |
وأنا أسامر طيفه |
كالطفل يبكي في الغدوّ وفي الرواح |
ما زلت بين مصدقٍ ومكذبٍ |
هل متّ حقاً يا أبي |
أم أن أحلامي التي أبصرتِها |
زيفٌ مباحْ |
العمر يركض مثل وهم |
فوق اتربة الرياح |
لكن عمرك مفعم بالصالحات |
فكنت كالماء الزلال طهارة |
بل كنت نبراس الدروبِ |
وكنت رمزًا للتسامح والمحبة |
كنت بلسم للجراح |
وبكتك احجار الطريق |
وبكى القصيد و نغمتي |
وبكتك قيعان المدينة |
والتلال مع البطاح |