لا تَسْقِني، أَنا لَنْ أَكونَ سِوى أَنا | |
|
| أَبَدَ الزَّمانِ مَعَ الْمَكانِ كَما أَنا |
|
فَلَقَدْ شَرِبْتُكِ في كُؤوسِ مَسَرَّتي | |
|
| وَأَبَيْتُ غَيْرَكِ خَمْرَنا وَخُمارَنا |
|
أَنا ما شَرِبْتُ سِواكِ مُذْ سِرْنا إِلى | |
|
| قَتْلِ اسْتِعارَةِ آخَري لَمَّا دَنا |
|
وَنَثَرْتِ شَوْكَ الظَّنِّ فَوْقَ طَريقِنا | |
|
| وَأَعَرْتِ مَوْتى ماءَنا وَجِرارَنا |
|
فَبَعَثْتِهِمْ مِنْ مَوْتِهِمْ وَقُبورِهِمْ | |
|
| سَحَقوا كِلَيْنا أَوْصَدوا آمالَنا |
|
أَنا ما رَضيتُ بِما رَضيتِ لِأَنَّني | |
|
| ذاكَ الَّذي بَصُرَ الَّذي يُرْجى لَنا |
|
قَدْ كانَ دَأْبي الْمارِقينَ أَغُلُّهُمْ | |
|
| لكِنَّ دَأْبَكِ لِلْقَطيعِ أَجاءَنا |
|
وَلَقَدْ يَغُرُّ الْغِرَّ عَزْفُ غُرورِهِ | |
|
| فَيَرى الثُّرَيَّا كَالثَّرى، وَيَرى لَنا |
|
فَإِذا انْتَبَذْناهُ اسْتَحالَ كَحَنْظَلٍ | |
|
| وَإِذا انْتَبَذْناهُ اسْتَغاثَ فَوا لَنا |
|
ما حيلَتي مَدٌّ وَآمادٌ دَنَتْ | |
|
| مِنِّي رُجومًا عالِماتٍ ياسَنا |
|
وَتَغَلْغَلَتْ فينا تُطالِعُ وَقْتَنا | |
|
| وَحُظوظَنا وَتَقولُ: خَيْرٌ جاءَنا |
|
لا تَشْرَبيني الْآنَ، يَشْرَبُني اللَّظى | |
|
| بِشِفاهِ آخَرِهِ فَلا أُخْرى لَنا |
|
إِلَّاكِ فَاحْتَرِسي انْثِيالَ مَدارِنا | |
|
| وَتَكَوَّري قَبْلَ انْطِفا مَنْ كانَنا |
|
فَسَتَغْرُبينَ إِذا أَتَيْتُكِ آخَرًا | |
|
| وَسَتَدْخُلينَ دُجًى أَبى إِشْراقَنا |
|
وَسَتُصْبِحينَ غَيابَةً أَبَتِ الضِّيا | |
|
| إِذْ وَسْوَسَتْ لَكِ لَيْلَةٌ ما ساءَنا |
|
أَدْري الَّذي تُزْجي الْوَساوِسُ لِلَّذي | |
|
| ظَنَّ الْهُدى في ما يُقَوِّضُ آنَنا |
|
أَصْغى لِوَسْوَسَةِ الْمَجوسِ لِظَنِّهِ | |
|
| أَنَّ الْمَجوسَ إِلى الْهُدى أَهْدى لَنا |
|
كانَ الْقِرى لَحْمي وَطابَ مَذاقُهُ | |
|
| في فيهِ إِذْ قالوا إِلَيْكَ طَعامَنا |
|
وَلَقَدْ تَمايَلَ نَشْوَةً بَعْدَ الْقِرى | |
|
| طَلَبَ الْمَزيدَ فَزيدَ ما أَلْغى أَنا |
|
طابَتْ هُنالِكَ نَفْسُهُ وَنُفوسُهُمْ | |
|
| كَأْسُ الْخَبالِ قِراعُها أَخْبى لَنا |
|
وَلَكَمْ مَضَتْ مِنِّي النَّصائِحُ أَنَّما | |
|
| بَعْضُ الصَّديقِ مِنَ الْعِدا أَعْدى لَنا |
|
وَلَكَمْ رَأَيْتُ النَّارَ تَزْحَفُ صَوْبَهُ | |
|
| أَبْعَدْتُهُ وَحَفِظْتُهُ، فَكَذا أَنا |
|
وَلَكَمْ صَرَخْتُ حِذارَ يَسْرِقُ حُلْمَنا | |
|
| ضَوْءٌ بَدا مِنْ مُشْهِرينَ عَزاءَنا |
|
لا تَقْبِسي نورَ الطَّريقِ وَنارَها | |
|
| مِمَّنْ أَضاءُوا مَوْتَنا وَفَناءَنا |
|
لا نُورَ ثَمَّ وَلا ضِياءَ تَوَقَّفي | |
|
| ذاكَ السَّرابُ وَوَهْمُهُ أَوْهى لَنا |
|
فَلَكَمْ ظَمِئْنا غِبَّ ماءِ سَمائِهِمْ | |
|
| وَلَكَمْ رَوانا غَيْثُنا الْأَجْدى لَنا |
|
وَلَكَمْ مَشَيْنا وَالضَّمائِرُ غائِبٌ | |
|
| وَمُغَيَّبٌ، وَحُضورُنا أَنَّا أَنا |
|
لا جَمْعَ جَزَّأَنا فَ نَحْنُ عَلامَةٌ | |
|
| تُقْصي إِذا اشْتَعَلَتْ بِنا أَجْزاءَنا |
|
حَتَّى إِذا عَصَتِ الضَّمائِرُ سَتْرَها | |
|
| صُغْنا اسْتِتارَ حُضورِها إِمَّا عَنا |
|
فَتَعودُ مُضْمَرَةً وَنَرْجِعُ ظاهِرًا | |
|
| لا نَحْوَ يَسْتُرُ، لَوْ أَرادَ، جَلاءَنا |
|
وَقَصَمْتِ مِثْلَ الْمَوْتِ عُمْرَ صَباحِنا | |
|
| عَمَّمْتِ إِفْسادًا دَعي أَسْماءَنا |
|
وَخُذي الْبِذارَ وَتُرْبَةً فَسَدَتْ وَقَدْ | |
|
| زُرِعَتْ خُطاكِ، فَقَدْ زَرَعْتُ سَماءَنا |
|
وَنَما ارْتِحالُكِ في أُصولِ نَباتِها | |
|
| وَأَنى الْحَصادُ وَقَوْلُنا كُنَّا لَنا |
|