إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بلد للموت المجاني |
كأنما الموت |
يشرب أعضاءنا |
كإكسير حياته |
أو كأنه يبلغ متعته الغابية بيننا |
حين يرى دموعنا |
يرتوي |
ويواصل زرع قسوته |
في طين حوادث شتى |
يمكن أن تموت |
في نصف الطريق |
بطعنة من الطريق |
ولا يبالي الكهنة |
أو الفرعون |
فقط يثرثرون للنزاهة |
ولا تصدقهم |
النزاهة لا تصدق الناسَ بسهولة ٍ |
ولا تُخدع |
يمكن أن تموت |
تحت عجلة قطار |
اشتعل رأسه شيباً |
فنتهم القطار |
بأنه أعمى |
ولا يجيد اللف والدوران |
أو نتهمه بالجنون المبكر |
في كل حادثةٍ |
نتورع |
أن نلقي علينا جذوة التهم |
المسؤولون عندنا ملائكة ٌ |
وهل يقدم ملاك استقالته؟! |
يمكن أن نموت |
وهم في حفلة ٍ ناهدةٍ |
فلا يتركونها |
إلا بعد المعاشرة التامة |
وأكل الديك الرومي |
من تكون أيها المواطن؟؟ |
كي تعكر صفو السادة |
من تكون؟؟ |
كي تشغل بالهم الذهبي |
لا يشغل بالهم |
إلا أطيانهم الوثابة |
ورصيدهم في بنك التخمة |
ومن ستقطع عنه |
ماسورة الشهد |
في التغيير الوزاري القادم |
أنت مجرد جرو |
لا تجيد إلا الهوهة العمياء |
وبعدها تتجرع الصمت |
وتنسى |
أيها المواطن |
يمكن أن تموت |
في المستشفى العام |
أين الدواء؟ |
أين الطبيب؟ |
أين السرير؟ |
ما الذي جعلك تمرض أيها المواطن البرص؟!! |
أذكر |
ماتت زوجة صديقي |
في المستشفي العام |
وهي تحاول |
أن تلد صلاح الدين |
لن يأتينا صلاح الدين |
لن يولد |
ما دمنا |
نربي عضلات الإهمال |
ونطعمه |
من أفكارنا الشاذة |
ونلتمس الأعذار للفشلة |
لن يولد صلاح الدين |
في قوم ٍ |
يضاجعون الرايات الميتة |
ويعدونها انتصاراً |
يمكن أن تموت |
في قسم للشرطة |
ضرباً |
وسوف تعزي فيك حقوق الإنسان |
ربما تعزي |
وتلفق لك التهم |
على مقاسك تماماً |
بعد الموت |
يمكن أن تموت |
في معتقل ٍ |
ماتت فيه الحرية |
وتوضع عظامك |
بجوار عظامها |
ويظهر مليون منافق |
يقسم أننا في بلد الديمقراطية |
يمكن أن تموت |
عندما يزأر جبل المقطم |
فتسقط صخرة ً |
على رأس البيوت |
فنطالب بأخذ الثأر من الجبل |
ولا نطالب |
بأخذ الثأر من الحماقة |
يمكن أن تموت |
وأنت تغلق |
زجاج شباك الفصل الدراسي |
فينشب الزجاج أنيابه في رقبتك |
فتظل تنزف |
وقد ماتت سيارة الإسعاف |
والمستشفي العام |
يحتاج إلى مستشفى |
هكذا نبني أجيالنا |
نصنع سمنا بأيدينا |
الأفاعي أفضل منا |
لأن سمها لا يقتلها |
يمكن أن تموت |
وأنت واقفٌ |
على الحدود |
ولا تدري من أين جاء السهم؟ |
في وطن ٍ |
اختلط فيه الحابل بالنابل |
وكثر مدعي البطولة |
ولا يهتم القادة الكبار |
إلا بالرثاء الطازج |
لا بتوضيح الأمر |
ولا بإظهار الجناة |
فيلعب بنا الشك |
أنحن في بلدنا |
أم في بلد الموت؟!! |
يمكن أن تموت |
بطلقة طائشة |
وأنت تمر |
بجوار مظاهرة |
ثم يموت المتظاهرون |
ويفصل بينكما |
دبابة |
لا تغطي مؤخرتها |
يمكن أن تموت |
تحت أنقاض عمارة ٍ |
مكسحة الأساس |
رشوة لرئيس الحي |
أو لرئيسه |
جعلته يرقص |
فترتفع الأدوار |
حتى تسقط |
ثم توزع الدماء على القبائل |
يمكن أن تموت |
في عبارة ٍ |
لا تصلح للسير في ترعة ٍ |
ولكن صاحبها |
قريبٌ لأصحاب الشأن التهليبيّ |
في بلدنا |
الواسطة تفعل المعجرات الخائنة |
يستخدمها الموت |
كي يميت البلد |
قطعة ً |
قطعة ً |
المحسوبية سرطان بلادي |
لا يمكن أن تموت |
يمكن أن تموت |
أنت |
يمكن أن تموت |
فالموت يباغتك |
من أي شق |
كأنه عفريت العلبة |
في بلادنا |
يمكن أن تموت |
قبل أن يفكر فيكَ الموت |
م |