عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > ياسر الششتاوي > الموت المجاني

مصر

مشاهدة
305

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الموت المجاني

بلد للموت المجاني
كأنما الموت
يشرب أعضاءنا
كإكسير حياته
أو كأنه يبلغ متعته الغابية بيننا
حين يرى دموعنا
يرتوي
ويواصل زرع قسوته
في طين حوادث شتى
يمكن أن تموت
في نصف الطريق
بطعنة من الطريق
ولا يبالي الكهنة
أو الفرعون
فقط يثرثرون للنزاهة
ولا تصدقهم
النزاهة لا تصدق الناسَ بسهولة ٍ
ولا تُخدع
يمكن أن تموت
تحت عجلة قطار
اشتعل رأسه شيباً
فنتهم القطار
بأنه أعمى
ولا يجيد اللف والدوران
أو نتهمه بالجنون المبكر
في كل حادثةٍ
نتورع
أن نلقي علينا جذوة التهم
المسؤولون عندنا ملائكة ٌ
وهل يقدم ملاك استقالته؟!
يمكن أن نموت
وهم في حفلة ٍ ناهدةٍ
فلا يتركونها
إلا بعد المعاشرة التامة
وأكل الديك الرومي
من تكون أيها المواطن؟؟
كي تعكر صفو السادة
من تكون؟؟
كي تشغل بالهم الذهبي
لا يشغل بالهم
إلا أطيانهم الوثابة
ورصيدهم في بنك التخمة
ومن ستقطع عنه
ماسورة الشهد
في التغيير الوزاري القادم
أنت مجرد جرو
لا تجيد إلا الهوهة العمياء
وبعدها تتجرع الصمت
وتنسى
أيها المواطن
يمكن أن تموت
في المستشفى العام
أين الدواء؟
أين الطبيب؟
أين السرير؟
ما الذي جعلك تمرض أيها المواطن البرص؟!!
أذكر
ماتت زوجة صديقي
في المستشفي العام
وهي تحاول
أن تلد صلاح الدين
لن يأتينا صلاح الدين
لن يولد
ما دمنا
نربي عضلات الإهمال
ونطعمه
من أفكارنا الشاذة
ونلتمس الأعذار للفشلة
لن يولد صلاح الدين
في قوم ٍ
يضاجعون الرايات الميتة
ويعدونها انتصاراً
يمكن أن تموت
في قسم للشرطة
ضرباً
وسوف تعزي فيك حقوق الإنسان
ربما تعزي
وتلفق لك التهم
على مقاسك تماماً
بعد الموت
يمكن أن تموت
في معتقل ٍ
ماتت فيه الحرية
وتوضع عظامك
بجوار عظامها
ويظهر مليون منافق
يقسم أننا في بلد الديمقراطية
يمكن أن تموت
عندما يزأر جبل المقطم
فتسقط صخرة ً
على رأس البيوت
فنطالب بأخذ الثأر من الجبل
ولا نطالب
بأخذ الثأر من الحماقة
يمكن أن تموت
وأنت تغلق
زجاج شباك الفصل الدراسي
فينشب الزجاج أنيابه في رقبتك
فتظل تنزف
وقد ماتت سيارة الإسعاف
والمستشفي العام
يحتاج إلى مستشفى
هكذا نبني أجيالنا
نصنع سمنا بأيدينا
الأفاعي أفضل منا
لأن سمها لا يقتلها
يمكن أن تموت
وأنت واقفٌ
على الحدود
ولا تدري من أين جاء السهم؟
في وطن ٍ
اختلط فيه الحابل بالنابل
وكثر مدعي البطولة
ولا يهتم القادة الكبار
إلا بالرثاء الطازج
لا بتوضيح الأمر
ولا بإظهار الجناة
فيلعب بنا الشك
أنحن في بلدنا
أم في بلد الموت؟!!
يمكن أن تموت
بطلقة طائشة
وأنت تمر
بجوار مظاهرة
ثم يموت المتظاهرون
ويفصل بينكما
دبابة
لا تغطي مؤخرتها
يمكن أن تموت
تحت أنقاض عمارة ٍ
مكسحة الأساس
رشوة لرئيس الحي
أو لرئيسه
جعلته يرقص
فترتفع الأدوار
حتى تسقط
ثم توزع الدماء على القبائل
يمكن أن تموت
في عبارة ٍ
لا تصلح للسير في ترعة ٍ
ولكن صاحبها
قريبٌ لأصحاب الشأن التهليبيّ
في بلدنا
الواسطة تفعل المعجرات الخائنة
يستخدمها الموت
كي يميت البلد
قطعة ً
قطعة ً
المحسوبية سرطان بلادي
لا يمكن أن تموت
يمكن أن تموت
أنت
يمكن أن تموت
فالموت يباغتك
من أي شق
كأنه عفريت العلبة
في بلادنا
يمكن أن تموت
قبل أن يفكر فيكَ الموت
م
ياسر الششتاوي

قصيدة نثر
بواسطة: ياسر الششتاوي
التعديل بواسطة: ياسر الششتاوي
الإضافة: الجمعة 2014/12/19 09:58:24 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com