إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هل جادك الوجدُ والأشواقُ تحترقُ
|
وأمعنَ السّهدُ في عينيكَ والأرَقُ
|
فدّيتَ مِن عاشقٍ لا يستقيمُ لهُ
|
إلاّ التباريحَ في الأضلاع تختفقُ
|
لزفرة الآه نارٌ فطّرتْ كبدي
|
وباتَ منها الحشا يغلي ويستلقُ
|
لملمْ جراحَكَ فالأيامُ سادرةٌ
|
بالبين تُسلطُه سيفاً وتمتشقُ
|
فلا التّعَطّفُ يُجدي في توَدّدِها
|
ولا التماسُ الأماني حينَ نرتفقُ
|
بيداءُ بَيْدَ بها الأمواجُ صاخبة
|
جرداءُ يُحكِمُ في أنوائها الغرَقُ
|
يمتدّ حُزنٌ على أطرافِ بهجتنا
|
نمسي نُكفكفه فينا وينهرقُ
|
له جناحان كالغربان يفردها
|
تنضمّ فوقَ أمانينا وتفترقُ
|
يُطِلّ مثلَ فضوليٍّ يُماحِكُنا
|
تطاولَ الصدرُ والكتفان والعُنقُ
|
ومعوَلُ الصبر كم ينبو ونشحذه
|
فهل عليه صخورُ الهمّ تنفلقُ؟
|
دنيا نلوذُ بأثواب الرجاء بها
|
والثوبُ منها رقيقٌ واهنٌ خَلِقُ
|
فكلما راحت الأحلامُ ترتقه
|
وهماً تضاحك منّا وهو ينفتقُ
|
نعدو، تكلّ بنا الأعمارُ لاهثة
|
وقد تمازجَ منّا الدمعُ والعَرَقُ
|
نرتدّ نبحثُ عن ماضٍ تُنازعُنا
|
ذكرىً يفيضُ بنا مِن طيفها عَبَقُ
|
تستوطنُ الشمسُ شيباً في ذوائبنا
|
وفي العيون لهاتيكَ اللظى شَفقُ
|
فما التّرَقّبُ والدنيا على سَفرٍ؟
|
وما التريّثُ والأعمارُ تستَبِقُ؟
|
وما الترَجّلُ والأيامُ عاديةٌ
|
دهماءَ تَصهَلُ إيذاناً وتنطلقُ؟
|
تظلّ تضبحُ لا تلوي على سَكَنٍ
|
مضمارُها الأرضُ والدنيا لها أفُقُ
|
أيا الشفيقُ هي الأيامُ نافرة
|
مَن ذا يُلَجْلِجُها شَكّاً ومن يَثِقُ؟
|
هل جادَكَ الوجد؟ هَدْهِدْ بعضَ ثورَتهِ
|
فالهَدأةُ الحقّ حينَ الروحُ تنعَتِقُ
|
هناكَ لا بينَ نخشى أن يُداهِمَنا
|
ولا يقضّ تدانينا بها فَرَقُ
|
نرتادُ في زمرة الأحباب صفوتنا
|
مَن عاهدوا الله أبراراً وقد صَدَقوا
|
فافرح لَعَمْرِ الذي سوّاكَ إنّ
|
لنا فيها حياةً من النعماء تنبثقُ
|
قد كان قلبُكَ نبعاً لا يغيضُ به
|
وُدّ فيقصدهُ الظامي ويَغتبِقُ
|
وباتَ ذكركَ زهراً نادياً عَبِقاً
|
يضفي على الشعر إيناقاً ويأتلقُ
|
كم جادك الوجد؟ هل كتّمتَهُ جَلَدَاً؟
|
فالصابرونَ لهم في المُرتقى فلَقُ.
|